فؤاد عزام
عماد كركص
كشف مصدر مطلع من “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية”، لـ”العربي الجديد”، عن سجال كبير دار بين رئيس وأعضاء من الائتلاف من جهة، والوفد الأميركي برئاسة المبعوث الخاص إلى سورية، جويل رايبرون، من جهة أخرى، خلال الاجتماع الذي ضم الجانبين، ظهر اليوم الأربعاء، في مقر الائتلاف بمدينة إسطنبول التركية، لبحث ملفات سورية عدة. وكان من المقرر أن يرأس الوفد الأميركي السفير جميس جيفري المبعوث إلى سورية، إلا أن جيفري اعتذر عن عدم حضور الاجتماع بعد توجهه لبدء اجتماعاته في أنقرة مع مسؤولين أتراك، كانت من المقرر أن تبدأ غداً الخميس. وأشار المصدر إلى أن الاجتماع بدأ بإحاطة من قبل رئيس الائتلاف، نصر الحريري، حول عدة مواضيع من بينها العملية السياسية واللجنة الدستورية، وتطرق أيضاً لقانون قيصر، بالإضافة إلى ما يجري شرق سورية، وممارسات “قوات سورية الديمقراطية” (قسد)، ومعاناة المدنيين في مخيمي الهول والركبان، وتحدث عن أذرع الائتلاف والمعارضة الخدمية. وتابع المصدر، أن عضو الائتلاف عبد المجيد بركات أعطى إحاطة حول تطبيق “قانون قيصر” باعتباره أحد أعضاء لجنة متابعة تنفيذ القانون في الائتلاف مع الإدارة الأميركية، بالإضافة إلى تقديم عضو الائتلاف عبد الله كدو إحاطة حول موضوع الحوار الكردي – الكردي. أبرز النقاشات التي شهدت حدة بين الطرفين ما تعلق بالعلاقة المزدوجة للولايات المتحدة بين كل من “قوات سورية الديمقراطية” من جهة، والمعارضة من جهة أخرىوأشار المصدر إلى أن أبرز النقاشات التي شهدت حدة بين الطرفين ما تعلق بالعلاقة المزدوجة للولايات المتحدة بين كل من “قوات سورية الديمقراطية” من جهة، والمعارضة من جهة أخرى، بعد أن بدأ رايبرون بالتعليق على المواضيع التي تم طرحها ونقاشها، ولا سيما الحوار الكردي – الكردي وآلية دعم المعارضة، حيث سجل المسؤول الأميركي انزعاجه من فكرة أنه عندما يلتقي مسؤولين أكرادا فإنهم يتكلمون بالسوء عن المعارضة، وكذلك تفعل المعارضة عند الحديث عن “قسد” والتنظيمات الكردية شمال شرق سورية، مشيراً إلى أن الطرفين قد نسيا الحرب الرئيسية مع الأسد، لصالح الخلاف البيني وكتابة البيانات المضادة بينهما. ولمح رايبرون إلى أن الهدف الرئيسي اليوم للولايات المتحدة والأطراف التي من المفترض أنها تدعمها، هو نظام الأسد قبل كل شيء. وبحسب المصدر، فإن ذلك أثار حفيظة رئيس الائتلاف نصر الحريري، الذي علق على كلام رايبرون بأن الإدارة الأميركية كانت في الفترة القريبة الماضية تركز بشكل رئيسي خلال حربها في سورية على تنظيم “داعش”، مخاطبًا إياه بالقول “أنتم تريدون أن نمضي وراءكم مع تغيير أهدافكم كل فترة”، موجهاً كلامه لرايبرون، ليعلّق الأخير بأن هدف بلاده الحالي هو نظام الأسد، مطالباً بوجود إدارة موحدة للشمال الشرقي والغربي من البلاد، والوقوف يدا بيد لتحقيق هذا الهدف وإلحاق الهزيمة بالأسد. رد الحريري على هذا الطرح من قبل المسؤول الأميركي كان من خلال انتقاد تبدّل الاستراتيجية الأميركية بأولوية أهدافها في سورية، وأنه من الصعب على المعارضة المضي وراء الاستراتيجية الأميركية المتقلبة بين فترة وأخرى، مشيراً إلى أن أولوية المعارضة تتلخص في محاربة الأسد والإيرانيين والتنظيمات الإرهابية، ومن بينها تنظيم “قسد” وحزب الاتحاد الديمقراطي، باعتبارهما يمارسان احتلالاً لجزء من الأراضي السورية، ليس لهما بدخوله أي مبرر، ولا سيما في دير الزور والرقة، بدليل أن حماية الأكراد تتطلب منهم التواجد في غير هذه المناطق. ونوه المصدر، إلى أن رد الحريري أثار حفيظة رايبرون وانفعاله، معتبراً أن ذلك يعد ابتعاداً عن الهدف الذي خرج السوريون من أجله في الثورة، إلا أن الحريري أعاد التوضيح أمام المسؤول الأميركي بالقول: “إن هدف المعارضة هو الوصول إلى دمشق”، حين اعترض رايبرون بالسؤال، “لكن لماذا تسيرون باتجاه الحسكة؟”، الأمر الذي دعا الحريري إلى القول: “نخشى إذا استمر الوضع على ما هو عليه، أن نصل إلى دمشق، ولا نستطيع دخول الحسكة بعد أن تصبح المنطقة الموجودة فيها دولة مستقلة”، بالإشارة إلى فرضيات تشير إلى دعم الولايات المتحدة لمجموعات كردية بإنشاء منطقة حكم ذاتي أو مقاطعة مستقلة في الشمال الشرقي من البلاد. عاد المسؤول الأميركي ليطمئن الحريري ووفد الائتلاف بأن “ذلك لن يحدث”، بالإشارة إلى عدم دعم بلاده للأكراد لإنشاء كيان مستقلوبيّن المصدر، أن الأصوات ارتفعت خلال الاجتماع. ولدى مناقشة هذه الجزئية بالتحديد، عاد المسؤول الأميركي ليطمئن الحريري ووفد الائتلاف بأن “ذلك لن يحدث”، بالإشارة إلى عدم دعم بلاده للأكراد لإنشاء كيان مستقل. وانتهى نقاش هذا الجانب بانتقاد الحريري للدعم المفتوح الذي تقدمه واشنطن لـ “قسد”، مقابل قطع دعمها عن المعارضة، مشيراً إلى أن “قسد” وحزب الاتحاد الديمقراطي لا يزالان يلتفان على الدعم الأميركي ويقيمان علاقات مع كل من روسيا والنظام. وأكد المصدر أن الائتلاف أيّد الدعم الأميركي للموقف التركي والمعارضة في إدلب، مطالباً بمزيد من الدعم للمعارضة والأتراك، لا سيما مع التحركات الأخيرة. وبعد الاجتماع، اعتبر نصر الحريري أن الحديث مع المبعوث جويل رايبرون كان “صريحاً ومباشراً”، عبر منشور له عبر حسابه الشخصي في موقع “تويتر”، منوهاً إلى تناول أبرز التطورات السياسية والميدانية والعملية الدستورية خلال الاجتماع. من جهته، عقد المبعوث الأميركي رايبرون مؤتمراً صحافياً عقب الاجتماع، أكد خلاله أن “اللجنة الدستورية هي الطريق الوحيد للوصول إلى حل سياسي يحترم رغبة السوريين”، مشدداً على أن بلاده “ستزيد من ضغوطها السياسية والاقتصادية على النظام لدفعه إلى الانخراط في العملية السياسية”. وقال المسؤول الأميركي إن “لدى الولايات المتحدة تنسيقاً مستمراً مع الجانب الروسي، وستستمر في الضغط عليهم للتأثير على النظام السوري لمنعه من التصعيد في إدلب التي تخضع لاتفاق وقف إطلاق النار”.وجدد رايبرون موقف بلاده بأن “قانون قيصر” يستهدف النظام حصراً، منوهاً إلى أن الولايات المتحدة “ستزيد مساعداتها الإنسانية للسوريين”، مشيراً إلى أن “هناك فريقاً في واشنطن يعمل على متابعة تأثير العقوبات التي أقرها القانون”.