أشار تقرير نشرته شبكة “سي بي إس – CBS” الأمريكية إلى قلق يراود قادة دول الغربية حول مصير المتطوعين في الخوذ البيضاء خصوصاً مع تقدم قوات (بشار الأسد) في جنوب سوريا الأمر الذي يهدد بتعرضهم لخطر الاغتيال.
وأفاد التقرير نقلاً عن مصادر مطلعة أن قضية إخراج عمال الإنقاذ هذه قد طرحت ضمن محادثات قمة “الناتو” بين الرئيس الأمريكي (دونالد ترامب) والدول الحليفة للولايات المتحدة. حيث تسعى هولندا والمملكة المتحدة وفرنسا وكندا وألمانيا لإيجاد طريقة مناسبة لإنقاذ أرواح ما يقارب من 1,000 متطوع وأفراد أسرهم، مع الأخذ بعين الاعتبار وجود 300 شخص منهم في خطر وشيك.
وفي تصريح لشبكة “سي بي إس” اعترفت إدارة (ترامب) بقلقها على المتطوعين في الخوذ البيضاء إلا أنها مع ذلك لم تذكر الجهود المبذولة لإنقاذهم.
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي (جاريت ماركيز) في بيان للشبكة “نشعر بالقلق بشأن الوضع الإنساني في الجنوب الغربي منذ أن انتهك النظام السوري وروسيا وقف إطلاق النار” وأكد البيان أن ذلك “يشمل مئات الآلاف من الأشخاص الفارين من القتال. من بينهم العديد الناس الذي يخشى من عمليات الانتقام، بما في ذلك جماعات معينة مثل الخوذ البيضاء. نسعى لكي تسمح روسيا والنظام لقوافل المساعدات الدولية بتقديم المساعدات للمدنيين الذي هم بأمس الحاجة لها في الجنوب الغربي”.
وأشار التقرير إلى أن رئيسة الوزراء البريطانية (تيريزا ماي) قد طرحت شخصياً مسألة الخوذ البيضاء خلال اجتماعها مع (ترامب) حيث تخشى الخوذ البيضاء أن يتم تصنيفها ضمن الجماعات المقاومة للنظام مما يؤدي إلى استهداف أعضائها من قبل قوات (الأسد) المدعومة من الإيرانيين والروس
وقال مسؤول أميركي كبير لشبكة “سي بي إس” أن قوات النظام “تعد بعدم الانتقام من أي شخص في الجنوب الغربي ولكن لا أحد يثق بهم أو يصدقهم”.
عمليات إخلاء جوية
ويشير التقرير إلى أن المحادثات الطارئة هذه قد بدأت في الأسابيع الأخيرة، بعد تقدم قوات (الأسد) باتجاه الأراضي التي من المفترض أن تشملها اتفاقية خفض التصعيد المتفق عليها بين (ترامب) و(بوتين). وعلى الرغم من أن إدارة (ترامب) وقعت على هذا الاتفاق في 2017، إلا أنها قررت عدم اتخاذ أي إجراء لوقف الهجوم العسكري الحالي.
كما أكدت مصادر مطلعة للشبكة باحتمال طرح قضية سلامة أفراد الخوذ البيضاء خلال اللقاء الذي يجمع بين (بوتين) و(ترامب).
ومع ذلك، يشير التقرير إلى عدم إدراج موضوع الإخلاء رسمياً على جدول أعمال المسؤولين الأمريكيين والدبلوماسيين الغربيين لأنهم غير متأكدين فيما إذا كان من الممكن الوثوق بالروس للمساعدة.
كما يشير التقرير إلى دراسة الدول الغربية طرق لإخراج المتطوعين بدون الحاجة إلى طلب مساعدة (بوتين)، حيث قال أحد الدبلوماسيين الغربيين للشبكة إنه يتم استكشاف طرق الهروب الأرضية حالياً.
وبالإشارة إلى صعوبة الهروب الأرضي بسبب سرعة وتيرة الهجوم الذي يشنه النظام السوري، فمن الممكن بحسب المسؤول الغربي مشاركة روسيا في عملية إخلاء جوي.
انعدام الثقة
ومع سجل (بوتين) غير الموثوق به فيما يخص الالتزام بالاتفاقيات التي تخص سوريا، يتردد المسؤولون الذي يدرسون خطط الإخلاء فيما إذا كان من الممكن طرح موضوع كهذا خلال القمة الرئاسية.
وأضاف دبلوماسي غربي للشبكة “لم نصل إلى تلك المرحلة التي نرى فيها ضرورة إجراء نقاش مع بوتين” مؤكداً أنه في حال تم استنزاف الخيارات سيكون “الخيار الوحيد المتبقي هو الروس، حينها يستحق الأمر المتابعة”.
يؤكد التقرير أنه لا يوجد ما يضمن بأن يقوم الكرملين باستخدام المعلومات المقدمة له عن مكان تواجد الخوذ البيضاء لكي يقوم بتصفيتهم بدلاً من إنقاذهم
وينوه التقرير إلى أن هذا الجهد الأخير لإخراج المتطوعين في الخوذ البيضاء يتماشى مع خطة (ترامب) بالانسحاب الكامل من سوريا.
مسؤول في الحكومة الأمريكية قال للشبكة “هذا الجهد يخبرنا بأننا في طور الإخلاء الأخير، وهذا اعتراف من الإدارة بان النظام سيسيطر على البلد ولذا لا يمكن للخوذ البيضاء البقاء”.
وكان (ترامب) قد أعلن سابقاً عن رغبته بإخراج القوات الأمريكية سريعاً من سوريا، بما في ذلك 2,000 جندي متواجدين لتقديم المشورة والدعم للقوات المحلية التي تحارب تنظيم “داعش”. وعلى الرغم من أن الإدارة الأمريكية قد قامت سابقاً بتجميد مساعدات مالية لدعم الاستقرار في المناطق المحررة من التنظيم إلا أنها أذنت بمبلغ 6.6 مليون دولار يقدم كمساعدة للخوذ البيضاء في الشهر الماضي.
المصدر: أورينت نيوز