حلب اليوم
تحدث وزير الدفاع التركي “خلوصي أكار” عن خلفية اللقاء الذي جمع وزراء الدفاع ورؤساء المخابرات لتركيا وروسيا ونظام اﻷسد في موسكو. ونقلت صحيفة “صباح” التركية، عن “أكار” اليوم السبت، قوله إن أنقرة “تحترم سلامة أراضي سوريا وحقوقها السيادية”، منوهاً بأن سبب وجود الجنود الأتراك هناك هو أن “الأراضي السورية تحت سيطرة التنظيمات الإرهابية؛ حزب العمال الكردستاني / YPG (قوات “قسد”) / تنظيم “الدولة”.. إلخ”. وأضاف أن تلك القوات تهدف إلى “محاربة التنظيمات الإرهابية ومنع الهجرة الجماعية”، من سوريا إلى تركيا، موضحاً أن أنقرة “تريد عودة السوريين إلى وطنهم طوعاً وبأمان وكرامة”. وكان العديد من السوريين في تركيا قد عبّروا عن مخاوفهم من التوجه الجديد ﻷنقرة، مؤكدين رفضهم للعودة إلى النظام، فيما أكد معارضون وناشطون رفضهم للتصالح.
لكنّ الوزير التركي اعتبر أن توجّه الحكومة الجديد لن يُضرّ بالسوريين، قائلاً إنه “لا جدال في أننا لا نفعل أي شيء ضد إخواننا السوريين الذين يعيشون في تركيا وسوريا”، مضيفاً بالقول: “لم نكن ولن نكون أبداً في سلوك من شأنه أن يضعهم في مأزق”.
وقال “أكار” إن “التنظيمات اﻹرهابية PKK و قوات “قسد” تسيطر على ما يقرب من ثلث سوريا”، مشيراً إلى أنه “يجب حل المشكلة السورية بطريقة شاملة في إطار قرار مجلس الأمن رقم 2254”.
وفي إجابته على سؤال حول أسباب “تأخر اللقاء 11 عاماً”، قال “أكار” إنه “من الطبيعي أن الوقت متأخر، فهذه ليست أشياء تحدث على الفور”. وأوضح أنه “هناك الكثير من العوامل والجهات الفاعلة من أجل عقد الاجتماع في خط منطقي معقول، وهو أول لقاء منذ 11 عاماً”.
وحول نتائج الاجتماع قال الوزير التركي: “لا يمكن توقع حل كل شيء دفعة واحدة في هذا الاجتماع”، مضيفاً أن “الطرفين عبرا عن وجهات نظرهما”، و”اتفقنا على مواصلة الاتصالات”.
وفيما يخص الرسائل التي أوصلها “هاكان فيدان” و”أكار” إلى النظام في الاجتماع قال اﻷخير: لقد أوضحنا له أننا “ساهمنا في السلامة الإقليمية بمعنى منع ممر الإرهاب”.
كما لفت الوفد التركي – وفقاً للوزير – إلى أن أهم قضية تتعلق بـ”العودة إلى الوطن بالنسبة للسوريين” هي “الثقة”، من أجل “عودتهم الآمنة والطوعية والكريمة” وهي “أمر ضروري”. ولفت إلى أنه تم الاتفاق “في هذه المرحلة” بشكلٍ مبدئي، مضيفاً بالقول: “لنتحدث، ونجد الطرق والأساليب”.
وحول العمليات البرية المحتملة ضد قوات “قسد” في سوريا، وما إذا كانت ستتم بمشاركة من قوات النظام، قال “أكار” إن “خيار العملية المشتركة ممكن بالطبع في نهاية المفاوضات.. إذا تمكنا من حل مشاكلنا الدفاعية والأمنية وتلبية احتياجاتنا”. ومضى بالقول: “لا رئيسنا ولا نحن نستخدم بياناً ملزماً فيما يتعلق بخطة عملياتنا.. لقد فعلنا كل ما يلزم لحماية حقوقنا ومصالحنا، وضمان أمننا ودفاعنا”.
وأشار “أكار” إلى خلاف بلاده مع الغرب بشأن صواريخ إس -400 الروسية، حيث قال إنها “لا تضر أحداً، وليست تهديداً؛ باستثناء من يفكر في إطلاق الصواريخ على تركيا وإرسال الطائرات للهجوم”.
وحول مشروع طائرات F-35 اﻷمريكية، كشف الوزير أن وفداً تركياً سيذهب لبحث الملف في الولايات المتحدة خلال يناير، مرجّحاً إجراء محادثات في مجلس الشيوخ. وكان وزير الخارجية “مولود جاويش أوغلو” قد أكد أن اللقاءات مع النظام ستستمر، وأنه سيلتقي في هذا اﻹطار مع نظيره الروسي “سيرغي لافروف” قريباً.