بقلم :الدكتور ادهم باشا
هناك طريقين لدخول فايروس الى جسم الانسان:
الأولى:
عن طريق الفم يتمركز فايروس في الحلق لمدة 3-4 ساعات، أي دفعة هواء يصل فايروس الى القصبة الهوائية ومنها الى داخل الرئة الغنية بالأوكسجين، مازال فايروس موجود في الحلق يبدئ الجسم بالدفاع الأولى وهو اللعاب الذي يحيط بالفيروس، ويلتف حوله تمهيدا لإزاحته للمعدة يبدئ اول معركة هو الفيروس يقوم بامتصاص هذا اللعاب ومحاولة التملص منه، ولذلك يشعر الحامل للفيروس باحتقان شديد في الحلق والحكة في بلعوم (ينصح تناول كميات كبيرة من ماء دافئ للدفع به في اتجاه في المعدة).
وفي حالة نجح الشخص الحامل فايروس في الدفع به في اتجاه المعدة، تقوم أحماض المعدة بقتله سوف يتم انتقاله إلى الأمعاء ما يسبب الإسهال الشديد، (يتم طرده خارج الجسم ويتعافى منه الحامل له).
*الثانية:
عن طريف الانف وينتقل مباشرة الى الرئة، والرئة غنية بالأوعية الدموية والاوكسجين، وهي هدفه الأساسي، وفيها تموضع في إحدى نواة خلاياها، ويتحول لخلية حية تتكاثر وتنتشر، يتوجه إلى القصبة الهوائية، وهنا تقوم مستقبلاته المتواجدة في القصبة الهوائية باستقباله، ويعرف بـ”انزيم بيتبتديل بيبيتداز” وهو المستقبل الخلوي له، وينشأ هذا الإنزيم على خلايا القصبة الهوائية الظاهرية، وتتفاعل معه، وتقوم بتوصيله إلى الرئة.
وصول فيروس كورونا إلى الرئة تبدأ معركة حيث يتحول الفيروس من حمض جيني غير قاتل إلى خلية حية، من خلال التفاعل مع نواة إحدى خلايا الرئة، بما ان تحولت الى خلية حية والخلية هنا تحتاج الى الاوكسجين للتكاثر والانتشار، وبسبب وجود الخلية (فايروس) في الحويصلات الهوائية في الرئة مما يؤدي الى السعال جاف ويبدئ الجسم ب مضادات الدفاع وهي مناعة جسم الانسان.
ما الدور الذي تلعبه كرات الدم البيضاء ضد فيروس كورونا داخل الجسم؟
تبدئ (مناعة الجسم) كريات الدم البيضاء بإنتاج أجساما مضادة للفيروس، وتستمر معركة بينهما، وحسب قدرات الجهاز المناعي، وفي حال إذا كانت المناعة قوية يدفع الجسم بكريات دم بيضاء كثيرة، تواجه مضاعفات الفيروس، وينتبه المخ لكل تلك المعارك، فيعطي إشارة للجسم بالدفع بكميات أكبر من كرات الدم البيضاء، وتستمر تلك المعركة نحو 6 أيام، وخلالها تقل كمية الأوكسجين الواصلة من الرئة لباقي أعضاء الجسم، نتيجة تصلب الرئة، وإفراز الجسم لأغشية مخاطية بداخلها في محاولة منه للاشتباك مع الفيروس والقضاء عليه.
*كم تستغرق دورة الفيروس داخل الجسم؟ وكيف تنتهي المعركة؟
دورة الفايروس نحو 14 يوما، وخلالها تلك الفترة وحسب قوة مناعة الجسم تحسم المعركة، فإذا كانت المناعة قوية وأجهزة الجسم فاعلة، يدفع الجيش المناعي في خلال 6 أيام، بكميات كبيرة من كرات الدم البيضاء، وبشكل منظم وتصاعدي ، حتى تنتهي المعركة بهزيمة الفايروس، والقضاء عليه داخل خلايا الرئة ، في حالة ضعف الجهاز المناعي وهو الأمر الوارد مع كبار السن والحوامل، والمصابين بأمراض مزمنة مثل السرطان والسكري والضغط، لا يستطيع الجسم الدفع بكميات كبيرة من كريات الدم البيضاء، وتنتهي المعركة لصالح الفايروس وتمكنه البقاء في الرئة، والبقاء داخل الحويصلات الهوائية.
ويستقر الفيروس بعد انتصاره داخل الحويصلات الهوائية، ويفرز مادة لزجة تضيق بسببها الحويصلات الهوائية من ناحية أخرى تعمل جلطات في الرئة بسبب غناء الرئة بالأوعية الدموية وتسبب الضيق التنفسي الشديد للمصاب، فلا يستطيع المصاب التنفس، إلا بجهاز تنفس صناعي، ومع مرور الوقت وقبل نهاية الأسبوعين تكون الرئة قد أصابها تلف وتليف مع وذمة رئوية ويتدمر الحويصلات الهوائية هنا يقل الأوكسجين الواصل لكافة أعضاء الجسم منها الدماغ مما يؤدي الى تلف و وذمة دماغية ، مما يؤدي لعدم قدرتها على القيام بوظائفها أحيانا يؤدي الى قصور كلوي ومن ثم يخسر المصاب المعركة أمام الفايروس وتحدث الوفاة.
العلاج …
تمنياتي لكم الصحة و العافية
يبع ………….