تمر علينا الذكرى السنوية الثالثة لبدء عملية غضن الزيتون والتي تمكنت فيها القوات التركية والجيش السوري الحر بتطهير مدينة عفرين السورية ومحيطها من التنظيمات الإرهابية .ففي مثل هذا اليوم وقبل ثلاث سنوات أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن بدء عملية غصن الزيتون في عفرين، حيث قامت المقاتلات التركية في تمام الساعة 17:00 بالتوقيت المحلي، بقصف مواقع ميليشيات pkk الارهابية .
عقب تطهير المنطقة برمتها من العناصر الإرهابية، سارعت المنظمات المدنية التركية إلى إيصال المساعدات الإنسانية إلى كافة الأحياء والقرى المأهولة بالسكان، كما تم تشكيل 7 مجالس محلية لإدارة شؤون مدينة عفرين وبلداتها، وقامت تركيا بتقديم الاستشارات والدعم الملموس لتلك المجالس في مجالات الصحة والتعليم والرياضة والتجارة والصناعة والزراعة.
ومع دعم المجالس المحلية، بات سكان منطقة عفرين يديرون شؤونهم بأنفسهم، حيث قدمت تركيا للمجالس السماد والبذار بهدف تشجيع الزراعة وإنعاش هذا القطاع في عفرين التي تشتهر بالزيتون.
وفي هذا السياق أشار لنا المسؤول السياسي في “لواء السلام” هشام سكيف خلال لقاء خاص أن اهمية عملية غصن الزيتون تنبع من انها كسرت المشروع الانفصالي الذي كانت تخطط له قسد بتواطئ بعض الدول وحفظت وحدة التراب السوري من اي مشروع خبيث ومن ان العملية اتت في توقيت مهم حيث ان الYPG كانت فعليا تخطط للوصول للبحر وقضت العملية على هذه الاحلام لقد كانت عملية هامة جدا حتى عسكريا وصفت ضمن الحروب النظيفة .وأكد ان العملية اتت تحدي لارادة دول داعمة لاYPG مما ادى الى امتناع منظمات دولية كبيرة للدخول الى عفرين ولكن المنظمات التركية سعت الى سد النقص واستطاعت ان تسد النقص بنسب عالية جدا اغاثيا ودعم اعادة تشغيل البنى التحية طرق كهرباء ماء وتاهيل المدارس التي كانت مقار عسكرية للحزب .
وأشار سكيف: أن هناك عوائق كثيرة اهمها التحديات الامنية التي تشكل حملا كبيرا على القوى العسكرية المتمثلة بالجيش الوطني والامن الوطني والعائق الاخر هو الذي فرضه الاول فالمدينة تحتاج الى تنفيذ قرارات وزارة الدفاع في الحكومة المؤقتة بخروج القطعات العسكرية خارج المدينة وتمركزها في ثكنات.
وأضاف سكيف أيضا : أن المدينة تحتاج أيضا الى حماية ثروتها الزراعية وذهبها الاخضر ( الزيتون ) من العابثين وتحتاج الى تنشيط حركة التجارة خاصة المحاصيل الاقتصادية وفتح مشاريع انتاجية وهذا يتطلب ضبط الامن بشكل اكبر وهذا بشكل تحدي فعلي لقوى الثورة العسكرية والمدينة.
كما أكد لنا القيادي في رابطة المستقلين الكرد السوريين ازاد عثمان ان أهمية عملية غصن الزيتون تكمن بأنها أضافت منطقة كردية الي المناطق المحررة و اقتلعت جذور ارهاب pkk من عفرين التي رزحت تحت استبدادهم لمدة 7 سنوات .وأشار عثمان أنه و بعد تحرير عفرين دخلت اعداد عدة منظمات تركيا الي عفرين و عملت على إزالة الانقاض و نزع الالغام و ترميم المدارس و تأهيل الطرق الرئيسية و تأهيل المشافي الرئيسية و شبكات المياه و تأمين الطحين للافران .
وردا على سؤال مراسلنا حول العوائق التي تواجه عفرين وأهلها أفاد عثمان : أن اهم العوائق التي تواجهنا شح الموارد المالية للمجالس و صلاحياتها و فقدان الآليات الخاصة بالبلديات و المكاتب الزراعية و عدم استطاعة المجالس بوقف المخالفات و تدخل بعض الفصائل بمهام المجالس .
واضاف عثمان انه يجب تفعيل دور المؤسسات و بيان صلاحياتها و إعادة هيكلة المؤسسات حسب الكفاءة و النزاهة و تأمين بيئة آمنة لعودة رؤوس الأموال و تشغيل المنشأت و الاهتمام بالصناعات الزراعية و تشكيل هيئة رقابية على كل ألمؤسسات و تفعيل سجل عدلي لكل المحرر و تبادل المعلومات الأمنية لضبط افضل للامن في المحرر .
ومن ناحية أخرى وحول النشاطات التي تقوم بها رابطة المستقلين الكرد السوريين في عفرين أكد عثمان ان مكتب الرابطة بعفرين تقوم بالعمل والمساهمة على استرداد الحقوق و التواصل مع الجهات الرسمية فيما يتعلق بتسوية أوضاع المطلوبين للمجندين الاجباريين و العاملين المدنيين و تقديمهم إلى القضاء العادل و تسهيل عودة ابناء عفرين الذين لم يتورطوا بقضايا الإرهاب و العمل الثقافي في مجال السلم الاهلي و الهوية الوطنية و ثقافة التآخي كون عفرين تحتضن أخوة نازحين من اغلب المحافظات السورية و دعم الأنشطة الشبابية التي تصب في منحى تفعيل الحياة المدنية.