في العاشر من كانون الأول/ديسمبر من كل عام، يحتفل العالم باليوم العالمي لحقوق الإنسان وهو اليوم الذي اعتمدت فيه الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1948 الإعلان العالمي لحقوق الإنسان.
ورغم ان 48 دولة كانت قد صوتت آنذاك على الاعلان الا انه اكتسب فيما بعد،وخاصة بعد زيادة عدد الدول الاعضاء في المنظمة الدولية، اهميّة خاصّة وغدا اهم وثيقة دولية في مجال حقوق الإنسان والركيزة الأساسيّة لكل الوثائق والصكوك الدوليّة اللاحقة.
إلا أنه تستمر معاناة الشعب السوري بكافة أطيافه ومكوناته نتيجة إعلانه الثورة السورية التي اندلعت في آذار 2011، والذي طالب بإسقاط نظام الأسد المجرم الذي ارتكب ابشع الجرائم ضد الشعب السوري على مدى عقود من الزمن .
يستمر نظام الأسد في ارتكاب جرائم حرب وغيرها من الانتهاكات الجسيمة للقانون الدولي الإنساني، بما فيها الهجمات العشوائية والهجمات المباشرة على المدنيين والأعيان المدنية بدعم من قوات الاحتلال الروسي والمليشيات الإيرانية وبشكل متكرر وخاصة في محافظتي إدلب وحماة في شمال غرب سوريا والجزء الشمالي من محافظة حلب.
ومن الجدير بالذكر أن الشبكة السورية لحقوق الإنسان قد وثقت في وقت سابق من هذا العام مقتل 13 ألفا و278 مدنياً، واعتقال 18 ألفا و600 آخرين، على يد ميليشيات النظام السوري خلال الأعوام الأربعة الماضية.
وفي هذا السياق قدمت هولندا مذكرة لنظام بشار الأسد، الجمعة، تدعوه فيها لأداء مسؤولياته الدولية بسبب انتهاكات حقوق الإنسان، مثل عمليات التعذيب واستخدام الأسلحة الكيماوية في سوريا.
واكدت على خرق نظام الأسد اتفاقية الأمم المتحدة لمناهضة التعذيب لعام 1984، من خلال انتهاكات حقوق الإنسان ضد مواطنيه منذ العام 2011.
ويشار أن معتقلات الأسد مازالت تشكل اكبر ملفات سوادا واجراماً ، حيث تمارس فيها ابشع انواع التعذيب ضد السوريين حيث وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان 72 أسلوبا للتعذيب، لا يزال النظام السوري يمارسه في مراكز الاحتجاز والمشافي العسكرية التابعة له ،حيث مرَّ ما لا يقل عن 1.2 مليون مواطن سوري، بتجربة الاعتقال في سجون النظام السوري منذ بدء الثورة عام 2011، بينهم 130 ألف لا يزالون قيد الاعتقال أو الاختفاء القسري و مقتل ما لا يقل عن 14298 شخصاً بسبب التعذيب، بينهم ما لا يقل عن185 شخصاً قتلوا منذ مطلع عام 2019، و178 طفلاً و63 سيدة،منذ مارس/ آذار2011 حتى سبتمبر/ أيلول 2019 .
ومن ناحية أخرى وحول لجوء السوريين الى دول الجوار بسبب ممارسات نظام الأسد الارهابية فقد وصلت نسبة اللاجئين السوريين إلى 8.25% من نسبة اللاجئين عالميًا حتى نهاية عام 2019، لتصنف سوريا بذلك بلد المنشأ الأول للاجئين منذ العام 2014.
وفي الحقيقة لا تقتصر معاناة السوريين على ارهاب النظام وحده بل ميليشات pkk التي تمارس الإرهاب ضد الشعب السوري بكافة أطيافه ومكوناته في المناطق التي يسيطر عليها في شمال شرق سوريا فمن قتل ونهب وتشريد إلى عمليات تجنيد الأطفال بشكل اجباري في صفوفها .
كما أن الامر لايختلف كثيرا في شمال غرب سوريا وتحديدا في المناطق التي تقع كما تفعل جبهة النصرة ذلك في محافظة إدلب وريفها حيث لم تقتصر ممارسات تنظيم جبهة النصرة بالقتل والنفي وتقديم المناطق على طبق من ذهب لنظام الأسد المجرم ،بل أيضاً في ضرب الحراك المدني وتدميره وتصفية كوادره، وإضعاف حاضنته الشعبية والسياسية، وكان الأبرز في مسلسل سياساتهم ثلاثة محاور؛ أولها تأكيد طابع التشدد والتطرف في مظاهر الحياة العامة لا سيما في المجالين الديني والاجتماعي، والثاني متابعة نهجهم في إشاعة الفوضى ومواصلة الخروقات والاختلالات الأمنية، والتعدي على المواطنين بسبب ومن دون سبب، والثالث تكريس الانقسامات والصراعات السياسية والعسكرية في واقع المنطقة وسكانها و ملاحقة الناشطين المدنيين والإعلاميين وكوادر المعارضة السياسية والتضييق عليهم لمنعهم من القيام بأي نشاط.