مع التطورات المتلاحقة في ملف المنطقة الآمنة الذي روجت له أنقرة منذ فترة وسعت للتنسيق المباشر مع حليفتها الولايات المتحدة الأمريكية لتطبيق رؤيتهما المشتركة حول تلك المنطقة كان لابد من إجراء حوار مع السيد عبد العزيز تمو رئيس رابطة المستقلين الكرد لنضع أعضاء ومؤيدي ومتابعي الرابطة في صورة ما يجري.توجهنا للسيد التمو بعدة أسئلة وتركنا له المجال ليجيب فقال:”وفق التحليلات السياسية فإن الاتفاق الأمريكي التركي على إنشاء المنطقة الآمنة أو ما بات يسمى الآن ( ممر السلام ) قد بات منجزاً حتى لو لم تعلن كافة تفاصيله.”وأضاف: “ستكون المنطقة المتفق عليها على شكل وحدة إدارية متكاملة تدار من قبل أهالي المنطقة حصراً وستتبع للحكومة السورية المؤقتة وذلك بغرض تأمين التمويل اللازم لتقديم الخدمات لأهالي تلك المنطقة وإدارة المعابر الدولية مع تركيا وكذلك مع المناطق المحاذية الأخرى وكذلك تشكيل مجالس محلية لادارة شؤون المنطقة كمرحلة انتقالية لمدة ستة اشهر والذهاب الى انتخابات ديمقراطية لاختيار المممثلين الحقيقيين عن الشعب السوري في هذه المنطقة وستقوم الولايات المتحدة الأمريكية وتركيا بإنشاء أجهزة شرطة محلية وأمنية لحفظ الأمن والاستقرار فيها وتكون حماية حدودها من الهجمات الإرهابية مسؤولية الجيش التركي والأمريكي عبر تسيير دوريات مشتركة.”
وردا على سؤال وجهه كادر موقع الرابطة حول مستقبل ميليشيا قسد في هذه المنطقة أشار تمو :
” من المعروف أن ميليشيات قسد كانت تعمل بالوكالة عن التحالف الدولي لمحاربة تنظيم داعش الإرهابي بدون اي غطاء سياسي أو قانوني يعني ميليشيات ( مرتزقة) تعمل بالأجر والان هذه المهمة انتهت وانتهت صلاحية استخدام (قسد) وحزب الاتحاد الديمقراطي وميليشياته وبالتالي موضوع التخلص منهم يحتاج إلى وقت والاهم هو إخراج مقاتلي حزب العمال الكردستاني الإرهابي من الأراضي السورية وإبعادهم عن الحدود التركية لأنهم وكما تعلن أنقرة دائماً يشكلون خطراً إرهابياً على الأمن القومي التركي ولهذا كانت تركيا تصر على أن يكون البند الأهم في الاتفاق مع واشنطن هو خروج جميع مقاتلي pkk من الأراضي والمناطق المحاذية للحدود التركية والتي سلمها لهم النظام السوري في عام ٢٠١٢.
وتابع رئيس رابطة المستقلين الكرد السوريين قائلاً:
“في الحقيقة مصير قوات قسد لا يزال غامضاً وخاصة أن القيادة السياسية ل مسد -والتي تعتبر كوادر قنديل من حزب الاتحاد الديمقراطي هم العماد الأساسي لها- تحاول بشكل جدي أن تسلم هذه المناطق للنظام السوري ودمج هذه القوات مع ميليشيات النظام السوري لكن تصطدم بعقبات رفض حليفها الأمريكي لتسليم هذه المناطق للنظام السوري”
وأضاف تمو :
“ هناك مستقبل مجهول ينتظر مقاتلي حزب العمال الكردستاني الإرهابي المشاركين ضمن قوات قسد وخاصة بعد خروجهم من المناطق ذات الغالبية الكردية بعد انكشاف حقيقتهم بأنهم إجراء ومرتزقة واستخدموا الكرد السوريين كخزان بشري ومالي لتحقيق أجندة هذا الحزب”
وحول إدارة المنطقة الآمنة أكد رئيس رابطة المستقلين الكرد السوريين السيد عبدالعزيز تمو :
أنه لم تتضح حتى الآن التفاصيل الدقيقة عن كيف ومن سيشارك في إدارة المنطقة حيث الغموض لازال يكتنف هذا الجانب، ولكن وفق القراءات الأولية التصريحات الأمريكية والتركية بأن هذه المناطق سوف تسلم إلى أهلها لإدارة مناطقهم وبالتأكيد فإن الحكومة السورية المؤقتة ومؤسساتها هي التي ستقوم بادارة هذه المنطقة وذلك لأن الإدارة الذاتية الحالية مرتبطة ب قنديل وقادتها من كوادر قنديل وهذا غير مقبول من قبل تركيا.
وحول دور الأحزاب الكردية السورية قال تمو:”اعتقد أن الوقت قد أصبح متأخر جدا لمشاركة الأحزاب السياسية الكردية السورية -والمتمثلة في المجلس الوطني الكردي-بشكل فعلي في إدارة مناطقهم بالتشارك مع بقية أهالي المنطقة لأن المجلس بعدم وقوفه موقفاً حازماً في وجه pyd وعدم استفادته من الدروس والعبر التي كان من الواجب استخلاصها من تجربة عفوين قد أضاع فرصته الأخيرة في تأمين دور حقيقي وفعال للحركة السياسية الكردية في سوريا.
ومن ناحية الدور الذي يمكن لرابطة المستقلين الكرد السوريين أن تلعبه بعد فرض المنطقة الآمنة وخاصة في ظل المخاوف المثارة حول تعرض الكرد السوريين لخطر أشار تمو إلى أن “رابطة المستقلين الكرد السوريين مكون اساس من مكونات الثورة السورية وعلى الرغم من عمرها القصير جدًا كمؤسسة سياسية كردية سورية لكنها أثبتت وجودها على الساحة الوطنية السورية بفضل كوادرها الذين يعتبرون بالحقيقة من النخب الثقافية والاجتماعية الكردية السورية والذين يملكون العلاقات الفردية والجماعية الواسعة على الساحة السورية كاملة .
والرابطة منذ زمن طويل تعمل على إعادة اللحمة الوطنية في مناطق شرق الفرات وخاصة بعد الشرخ والإحقاد التي خلفها حزب العمال الكردستاني الإرهابي وميليشياته بين الكرد السوريين أنفسهم وبين الكرد السوريين وشركاؤهم في المنطقة من العرب والاشورين والتركمان وتلعب الرابطة وجميع كوادرها الآن في هذه الظروف العصيبة التي تمر بها المنطقة من أجل الحفاظ على السلم الأهلي والاجتماعي وإعادة الحياة إلى طبيعتها وستكون للرابطة ومؤيديها دوراً محورياً في منطقة شرق الفرات نظرا لأنها مقبولة كطرف سياسي كردي معتدل يؤمن بأن سوريا هي الوطن النهائي للكرد السوريين وأن القضية الكردية السورية هي قضية وطنية سورية بامتياز تحل مع قضية الشعب السوري بشكل عام ومرتبطة بشكل اساس بالديمقراطية والدولة المدنية التي تضمن حقوق جميع مكونات الشعب السوري و.وأكد السيد عبد العزيز تمو: إن الرابطة تؤمن بالواقعية السياسية ولانبيع المواطن السوري الكردي الأوهام والشعارات الرنانة ك روج إفا والفدرالية واللامركزية السياسية وغيرها من الشعارات التي كانت ترفعها الحركة السياسية الكردية وبالتالي فإن إيمان الرابطة بأن القضية الكردية السورية هي جزء اساس من قضية الديمقراطية في سوريا جعل من الرابطة وكوادرها محل احترام وثقة من قبل جميع السوريين الأحرار من درعا في أقصى الجنوب إلى ديريك في أقصى الشمال الشرقي لسوريا، وإلى جانب ذلك أثبتت الرابطة وجودها وأهمية دورها و نجحت في إثبات بأن الكرد السوريين متشبثين بحقهم بالحياة في وطنهم سوريا رغم التجربة العصيبة التي مرت بها في منطقتي غصن الزيتون ودرع الفرات.