نداء بوست
انطلقت اليوم السبت، أعمال مؤتمر “قمة بغداد” لدول الإقليم، وسط حضور لافت لزعماء دول عربية ودول دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي، ودول مجموعة العشرين.واستناداً إلى الوفود المشارِكة، عربياً وإسلامياً فإن السعودية وإيران وتركيا على رأس الدول الحاضرة، إضافة إلى الكويت والأردن وقطر ومصر والإمارات.
وبحسب ما أعلنت وزارة الخارجية العراقية قبل أسابيع من القمة، فإن الفكرة من عقد القمة كانت فقط لدول جِوار العراق، ولكن يبدو أنّ فرنسا لها دور كبير في دعم القمة بضوء أخضر أمريكي، وهو ما أكّده حضور إيمانويل ماكرون بنفسه.
ووفقاً لأجندة القمة، فإن السعودية كانت تنتظر معرفة حجم التمثيل التركي والإيراني لتحدد هل سيشارك بن سلمان أم لا، وكذلك الحال بالنسبة لقطر والإمارات. وقد حضر عن الأردن الملك عبد الله الثاني، ويمثّل مصر في القمة الرئيس عبد الفتاح السيسي، إلى جوار أمير قطر الأمير الشيخ تميم بن حمد.
أما السعودية فقد أرسلت وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان، بينما مثَّل الكويت رئيس الوزراء صباح خالد الحمد الصباح. ويمثل الإمارات نائب رئيس الدولة ورئيس الوزراء محمد بن راشد. وقد كان لافتاً غياب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لتمثيل تركيا التي أرسلت وزير الخارجية جاويش مولود أوغلو إلى بغداد.
وتشهد القمة أول حضور دبلوماسي لوزير الخارجية الجديد حسين أمير عبد اللهيان.وطغت على أجواء القمّة أصداء “الـفيتو” الفرنسي على مشاركة رئيس النظام السوري بشار الأسد. مع أن قمة بغداد تعتبر الملف السوري إحدى أجنداتها المهمة. الأسد لم تُوجَّه له دعوة للمشاركة، مع أنّ الحديث عن حضوره كان ممكناً قبل تحفُّظ فرنسا والإمارات وبعض الدول العربية.
وكان فالح الفياض رئيس الحشد الشعبي، قد سلّم الأسد دعوة للحضور، لكنّ الخارجية العراقية، أصدرت بياناً قالت فيه إنها دعوة باطلة. ليبدو الأسد منبوذاً من أصحاب الدعوة والمدعوِّيين في الوقت ذاته.ويرى كثيرون أنّ القمة فرصة للقاء سعودي إيراني علني بعد جولات سرية استمرت 3 سنوات. كما أنّها فرصة للقاء السيسي مع أمير قطر والمسؤولين الأتراك.
وستناقش قمة بغداد أيضاً ملفات السدود التركية والإيرانية على نهرَيْ دجلة والفرات وملفات الإصلاح الاقتصادي، ومن ناحية أخرى، يرى البعض أنّ القمة بمثابة تسويق للكاظمي، دولياً وإقليمياً خصوصاً أنّ فترته ستنتهي بعد شهرين.ورغم كلّ الآمال التي تعلّقها الدول المشاركة إلّا أنه “لا يتوقع حدوث اختراقات جوهرية في المؤتمر باستثناء أنه “خطوة جيدة للتهدئة”.
وقال الكاظمي في افتتاح القمة: إنّ العراق يسعى إلى استعادة الحياة الطبيعية في كل مدنه، مشيراً إلى أنّهم طلبوا دعماً دولياً لمراقبة الانتخابات المبكرة.وأكّد أنه “لا عودة للحروب والعلاقات المتوترة مع الجيران”. مشيراً إلى أنّ “ما يجمع شعوب هذه المنطقة أكبر مما يفرقها”.
أما الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، فقال: “يجب أن يتمكن العراق من لعب دور كامل للحفاظ على السلام”.وأضاف أن “المنطقة كلها تواجه نفس التحدِّيات”.وأكّد أنّ “بعثات من الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة ستراقب الانتخابات العراقية”.وأوضح أنّ العراق عانى كثيراً بسبب الحروب والصراعات، ونحن ماضون بالوقوف معه في مجال مكافحة الإرهاب.
وفي كلمته قال العاهل الأردني، عبد الله الثاني إنّ “اجتماعنا اليوم دليل على دور العراق المركزي في بناء الجسور والتقارب، ودعم العراق أولوية لنا جميعاً.أما أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني، فقال: إنّ “المنطقة تمر بتحدِّيات وأزمات تُشكِّل تهديداً للأمن والسِّلْم الدولييْنِ.وأضاف أنّ العراق مؤهَّل للقيام بدور فاعل لبناء السِّلْم في المنطقة، ومن هذا المنطلق نعلن دعمنا له.وأكّد أنّ “أمن واستقرار العراق من أمن واستقرار بقية دول المنطقة”.
ودعا المجتمع الدولي لتقديم الدعم للعراق لتحقيق الأمن والاستقرار. مؤكداّ أن قطر لن تدّخر جهداً في دعم ومساندة العراق لتحقيق النهضة الشاملة.وفي كلمته في افتتاح القمة قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي: إنّ مصر ترغب بتدشين مرحلة جديدة من التعاون مع العراق.
وأضاف أنّ “لدى الأشقاء في العراق عزيمة لتحقيق الأهداف السامية”.كما أشار إلى أنّ مصر تنظر باهتمام بالغ للإنجازات المتحقِّقة في العراق خلال حكومة الكاظمي.وجدد رفض القاهرة كل الاعتداءات والتدخلات في الشؤون العراقية والتجاوُز على أراضيه.