من الواضح أن النظام اللبناني بدأ يؤثر بشكل جدي في طريقة تعاطي الأمم المتحدة مع اللاجئين السوريين في لبنان، ويدفع باتجاه قبولها إعادتهم إلى سوريا كي يموتوا هناك في وطنهم على يد النظام وميليشيا حزب الله.
تزعم ميراي جيرار وهي مُمثلة المُفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في لبنان لصحيفة “الأخبار” اللبنانية الموالية لميليشيا “حزب الله” الأسبوع الماضي، أن 90% يرغبون في العودة إلى سوريا.
وتشكل عودة السوريين هذه جريمة هادئة تتشارك بارتكابها الحكومة اللبنانية والأمم المتحدة، وتنذر بكارثة إنسانية ومجازر وعمليات اعتقال تعسفي وإعدامات وتهجير للسوريين من جديد، وخاصة أن الذين هربوا إلى لبنان هم بالمجمل من السوريين المعارضين للنظام، والذين دُمرت مناطقهم بالكامل، وسيطرت عليها الميليشيات الطائفية اللبنانية والعراقية المدعومة من إيران.
وبهذا الصدد، انطلقت اليوم الخميس، آليات وقافلات الدفعة الأولى من اللاجئين السوريين العائدين من بلدة عرسال، شرقي لبنان، باتجاه الأراضي السورية، زاعمة أن هذه القافلة قررت العودة طواعية إلى سوريا.
وأفادت “الوكالة الوطنية للإعلام” بأن قافلة اللاجئين السوريين من المخيمات في عرسال انطلقت باتجاه معبر الزمراني.
وستتجه الحافلات التي تقل الدفعة الحالية من اللاجئين نحو بلدات القلمون الغربي السورية عبر حاجز وادي حميد وتحت إشراف الجيش اللبناني وفريق تابع لمفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، فيما يتولى جهاز الأمن العام اللبناني مهمة التنسيق الميداني لإتمام هذه العملية.
وزعم رئيس بلدية عرسال، باسل الحجيري، في تصريح صحافي، إن “عودة السوريين إلى بلادهم طوعيّة وليست قسرية”.
وكان المدير العام للأمن العام اللبناني اللواء عباس إبراهيم قد أعلن عن هذه الخطوة على هامش مشاركته في مؤتمر عن الأمن الإلكتروني، أمس الأربعاء.
وقال إبراهيم إن هذه الخطوة ستتم بالتنسيق مع المفوضية العليا لشؤون اللاجئين، موضحاً “لقد وجهنا إليهم رسالة لكي يتحملوا المسؤولية”.
بدوره، قال الرئيس اللبناني ميشال عون، في تغريدة على “تويتر”، أمس، إن اللجوء السوري “مشكلة تفوق قدرة لبنان على تحمّل أعبائها المالية والاقتصادية والأمنية.
ووفق مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، بلغ عدد اللاجئين السوريين في لبنان 997 ألف لاجئ، حتى نهاية نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، إضافة إلى لاجئين سوريين غير مسجلين لدى المفوضية.
وكرر مسؤولون لبنانيون، خلال الأشهر الأخيرة، دعوة اللاجئين السوريين للعودة إلى بلادهم.
المصدر: يلدي نيوز