• الجمعة , 22 نوفمبر 2024

ما الأسلحة الجديدة التي جربتها روسيا في شمال سوريا؟

ببداية العام الجاري، أعلنت وزارة الدفاع الروسية عبر بيان رسمي أنها جرّبت خلال العامين ونصف الماضيين أكثر من 316 سلاحا روسيا حديث الصنع خلال المعارك التي جرت في سوريا، واستمرّ هذا التجريب خلال المعارك الأخيرة في ريفيّ حماة واللاذقية ومحيط محافظة إدلب شمال غرب سوريا.

وأكّدت عدة مصادر عسكرية لأورينت نت أن القوات الروسية طوّرت بعض الأسلحة التي أثبتت فشلها أو كان فيها بعض الأخطاء في تصنيعها سابقاً، لتعود وتستخدمها خلال معارك ريف حماة الأخيرة، وظهر ذلك عبر أشرطة فيديو وصور بثّتها الوكالات الروسية أو عبر الصور التي تم التقاطها لآثار هذه الأسلحة في المناطق المحررة.

الأسلحة الجويّة

وعن بعض هذه الأسلحة التي تم تجريبها في معارك شمال سوريا الأخيرة، يقول الخبير العسكري وائل الجابر لأورينت نت، “أدخلت وزارة الدفاع الروسية بعض الأسلحة الحديثة لاختبارها في سوريا، فكانت معركة ريف حماة ومحيط محافظة إدلب هي الهدف الجديد لتجريب هذه الأسلحة، ومن أهم الأسلحة الجديدة التي دخلت للتجريب كانت صواريخ الطائرات الحربية ذات التوجيه الأوتوماتيكي عبر الأقمار الصناعية أو البث التلفزيوني”.

وتابع الجابر، “ومن أهم هذه الصواريخ كان صاروخ “كاب 500 ” وصاروخ “كاب 1500″ والذي تم إطلاقه من طائرات سوخوي 34، وظهر ذلك عبر بعض أشرطة الفيديو وآثاره المتبقية بعد القصف، وهذه الصواريخ تستهدف الأهداف المُخبّأة والظاهرة وعلى عمق عدة أمتار تحت الأرض، ولذلك كنّا نجد حفر بقطر أكثر من 15 متراً وبعمق ما يزيد عن 6 أمتار بسبب هذه الصواريخ”.

وأكمل الجابر تعداد بعض أسلحة الروسية التي تم استخدامها وتجريبها مؤخراً، قائلاً “يُضاف إلى أسلحة الصواريخ الحربية التي تم تجريبها مؤخراً في شمال سوريا، هناك الطائرات المروحية المعروفة باسم “صيّاد الليل” والتي تم استخدامها قبل معارك سهل الغاب بأيام بالقرب من خطوط التماس في بلدة اللطامنة، وهذه الطائرة هي طائرة هليكوبتر من طراز  Mi-28NMوهي طائرة قتالية تمتلك أسلحة موجهة عبر الليزر، وتُحلّق على علو منخفض بسبب تصفيحها العالي”.

وأما عن طائرات الاستطلاع الحديثة التي ظهرت خلال معارك ريف حماة الأخيرة، يقول الخبير العسكري “بثّت بعض الوكالات الروسية صوراً ملتقطة من طائرات استطلاع روسية رصدت فيها الأهداف بشكل دقيق جداً، حتى أن حركة الأشخاص وسماتهم واضحة للمُشاهد، وهذه الصور تم التقاطها عبر طائرات استطلاع روسية حديثة دخلت حيّز الاستخدام والتجريب مؤخراً، وتُعرف بطائرة “أوريون المعدّلة” وهي قادرة على التحليق لمدة 24 ساعة وبارتفاع 8 كيلو مترات، وقادرة على حمل قنابل هجومية موجّهة “.

سلاح المدفعية الجديد

ذكرت تقارير روسية أن أكثر من 70 ألفاً من عسكريي القوات الروسية بينهم ما يُقارب 500 ضابط وقائد للألوية والفرق العسكرية الروسية قد تدرّبوا في المعارك الجارية على الأراضي السورية، واختبروا فيها أكثر من 100 سلاح مدفعي مع ذخيرتها.

وبهذا السياق، أوضح ضابط المدفعية الملازم أول محمد العبدو أهم أسلحة المدفعية التي أدخلتها القوات الروسية إلى معركة ريف حماة الشمالي بقوله، “بعد اختبار عدد كبير من أسلحة المدفعية والمدرعات الروسية خلال السنوات الثلاث الأخيرة، أكملت القوات الروسية تجربتها لباقي عتادها العسكري بالإضافة لإصلاح الخلل في بعضها وإعادة تجريبها في معركة ريف حماة الشمالي الأخيرة، وأظهرت الصور الخاصة بالوكالات الروسية أو صور الرصد العسكري الخاص بالجيش الحر وجود عتاد جديد خاص براجمات الصواريخ والمدرعات الحديثة”.

واستدرك العبدو قائلاً، “تمّ استهداف المناطق المحررة براجمات صواريخ متطورة تُدعى “سميرتش” وهي معدّلة عن راجمة سميرتش التي أدخلتها روسيا خلال السنوات الثلاث الماضية، وتم تعديلها من مدى 90 إلى مدى 120 كم، بالإضافة لتجريب صواريخها العنقودية، وبعضها استهداف مدن وبلدات ريف ادلب الجنوبي والأراضي الزراعية حولها، وكذلك أدخلت روسيا بمعركة ريف حماة الشمالي راجمة “تورنادو – إس” المتطوّرة ، ولهذه الراجمة تقنية الإطلاق الاوتوماتيكي بالإضافة لارتباطها بطائرة استطلاع خاصة بها من أجل الرصد والتوجيه وتصحيح الأهداف”.

وأشار ضابط المدفعية المنشقّ إلى أن القوات الروسية سلّمت القوات الروسية والميليشيات الموالية لها، مدرعات من نوع “تيرميناتور-2″، لتجريبها في معارك ريف حماة الشمالي بعد ظهور بعض الأخطاء بتقنيتها خلال معارك البادية السورية، حيث زادت من تقنية تصفيحها وحمايتها وعدّلت بآلية التوجيه والتحكم الليزرية، حسب كلام العبدو.

فعاليتها زادت من إجرامها

أكثر من مرة أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن عتادها العسكري الموجود في سوريا، والذي جرّبته واختبرته خلال معاركها حقق أهدافه بدقّة وقضى على آلاف الارهابيين، على حدّ زعمها، ولكن الحقيقة أنّ أغلب من سقط بنيران هذا العتاد هم المدنيون، وهذا ما أثبتته إحصائيات شبكات التوثيق السورية.

وبهذا الإطار، يقول الناشط الحقوقي المُتعاون مع شبكات التوثيق، المحامي وليد الأحمد لأورينت نت، “رغم ادّعاء روسيا تطوّر سلاحها ودقّة أهدافه إلا أن الواقع يقول عكس ذلك بكثير، فالضحايا المدنيون نسبتهم زادت عن 85% من العسكريين، والأماكن المُستهدفة غالبيتها منشآت حيوية كالمشافي والمراكز الصحية ومراكز الدفاع المدني والمدارس”.

وأوضح الأحمد قائلاً، “عدد المرافق الخدمية المُدمرة خلال الحملة الأخيرة زاد عن 20 مركزاً صحيّاً ومشفى، بالإضافة لخمس مراكز دفاع مدني وعشرات المساجد والمدارس، وراح ضحية هذه الأسلحة أكثر من 400 شهيد مدني خلال الشهرين الماضيين، وبالتالي أما أن هذه الأسلحة لا فعالية لها بتحقيق أهدافها أو أن روسيا تتقصّد استهداف المدنيين، والحقيقة هو الخيار الثاني”.

مقالات ذات صلة

USA