• الخميس , 28 نوفمبر 2024

محمد علي عيسى: الدار خليل..إن لم تستح فاصنع ما شئت

“عندما تخرج الانكسه من جلباب حزب اليكيتي وتعود إلى الصف الكردي وتتبنى هم الشعب الكردي، عندها فقط يمكننا التحدث عن فرص التوافق بيننا”، الذي يسمع هذه الكلمات الرنانة يعتقد – للوهلة الاولى – إنها خارجة من رجلٍ يتكلم من موقف قوة، رجلٌ واثق من أفعاله، مسيطرٌ على الوضع، وخرج منتصرا من حرب ضروس، عالي الجبين، قاهر لخصومه، راجح خارق حاذق حارق متفجر، لكن ما أن تعرف أن قائلها هو آلدار خليل حتى تدرك بأنه رجل تبرأ منه الحياء و الذوق والمنطق دونما رجعة !.

سيد آلدار .. كان الأحرى بك أن تطمس رأسك في التراب، و تتمنى لوأنك تملك طاقية الإخفاء لتزول من الوجود، بدلاً من أن تملك هذا الكم من الوقاحة و الصفاقة الممزوجتين بجنون العظمة لتتشدق بهكذا تصريح وتسمح لنفسك المجرمة المذنبة من رأسها لأخمص قدميها بأن توزع صكوك الشرف والوطنية، وتدعو الآخرين للعودة الى الصف الكردي..!.

يا سيد آلدار.. من كان يقيم الولائم و المناسف لجبهة النصرة في المركز الثقافي بكوباني ، ومن كان يشارك داعش في تجارة البترول ومن أفرغ عفرين من خيراتها لحساب مدينتي النبل والزهراء، و ها هما الآن تردان لك معروفك، و تؤجران أرصفة الشوارع لنازحي عفرين، ومن أدخل عفرين الى هذا الجحيم و خرج منها غير آبه بمن فيها، ومن لم يكن لديه الوقت و الفرصة – حين هرب من عفرين- لأخذ اسلحته و عتاده لكنه ملك الفرصة حينها لأخذ (عبد الرحمن آبو) معه ، ومن جند القاصرين، و فرض الاتاوات، ومن خطف رجالات الكرد، وصار يصفي – مؤخرا – شخصياته كالعقرب يأكل ابناءه، ومن هو على علاقة بالحشد الشعبي و المخابرات الإيرانية و النظام السوري، ومن كان وجه نحس لكل منطقة كردية يحلُّ معه الدمار و الهلاك أينما ارتحل..من اقترف كل هذه الشناعات ، هو من عليه أن يفكر ويتفكر و يترك صف العدو و يقطع كامل علاقاته المشبوهة معهم، و أن يغتسل بكل مساحيق الارض كي يتطهر من نجاسته، ولن يفلح بالتأكيد ..!.

لكن و لأن كل فرعون يتمادى في فرعنته عندما لا يجد من يردعه، ف آلدار هذا يعتمد في تماديه على قاعدة الاعتراف الضمني أنه – وصحبه – من الذين ارتضوا على أنفسهم ان يكونوا أداة مسيَّرة، ومجموعة كركوزات من ممثلي بعض الاحزاب المجهرية التي لا ترى بالعين المجردة لوضاعتها ، شخصيات مصفقة موافقة بالاجماع دائما ، هؤلاء لبسوا دور الكومبارس و أتقنوه جيدا فتراهم مرة يهللون لنصر خلبي من ال ب ي د و مرة يبررون أخطاءه الكارثية ، هؤلاء هم ايضا شركاء الجريمة فالساكت عن الحق شيطان أخرس، و شهادة الزور إجرام بعينه.

كما لا يمكننا أن ننكر بأن المجلس الوطني الكردي أيضا يتحمل بعضا من وزر تمادي هذا الحزب من خلال خطاباته الاستجدائية و ندائه الدائم له لوحدة الصف الكردي مع كامل يقينه بأن هذا الحزب لا أمل يرتجى منه، كونه لايملك لا مشروعاً وطنياً ولا قومياً ، فخطه واضح و غاية تأسيسه واضحة و هو ضرب كل مشروع كردي متى ما و أينما وجد ..!.

بالعودة الى عفرين، عفرين الخضراء، عفرين جنة الله على الأرض، بأهلها الطيبين الانقياء ، باشجارها المقدسة ، بديهي أن تركيا ما كانت لتطأ أرضها قبل أن تأخذ الضوء الأخضر من روسيا و اميركا لإخراج ال ب ي د منها، و هنا و بدلاً من ان يقوم ال ب ي د – و بدافع من الحس القومي و الطبيعة الانسانية و الحرص على الشعب – بالتفكير لايجاد حلول لاخراج عفرين من هذه المحنة بأقل الخسائر البشرية والمادية، فعلى العكس تماماً فضَّل ال ب ي د “المقامرة ” بعفرين من خلال زج هذه المدينة في معركة مخططٌ لنتائجها، و سفك دماء ما لا يقل عن 1500 كردي و تشريد نصف مليون عفريني . كما وصلت بهم العمالة الى حد وضع حجر الاساس لمشروع التغيير الديموغرافي لعفرين من خلال تفخيخ البيوت و الطرقات بالالغام كي تبقى عائقاً امام عودة اللاجئين لتفريغ عفرين من أهلها..وجديدهم اليوم انهم يقومون بإطلاق الرصاص على المدنيين العائدين إلى قراهم وتفجير دواليب سيارتهم يا سيد أبدأ هل هذا هو مشروعكم الكردي، لهذا هو دعمكم لشعب منكوب ومجروح؟ تلك الحروب العبثية التي لم تكن للكردي فيها لا ناقة ولا جمل، انما كانوا مجرد أسلحة مأجورة في منبج و الرقة و دير الزور زرعت الحقد و الكراهية في النفوس و هاهي تلك التراكمات انفجرت في عفرين ليدفع أهلها الابرياء ثمن تلك السياسات غير المسؤولة. . عفرين لم تكن أولى ضحايا هذا الحزب لكن نأمل أن تكون الأخيرة، ولن يتحقق هذا إلا بعودة هؤلاء الى مخابئهم و جحورهم في قنديل ساحبين معهم صراعهم مع الحكومة التركية ، هذا الصراع المشكوك فيه وكان و مايزال شأنهم منذ تأسيسهم منذ اكثر من 40 عام و حتى الآن، دون أن يخطو ولو خطوة للأمام أو أن يحرروا قرية واحدة أو حتى قن دجاج من كردستان تركيا.

الشعب الكردي في سوريا لم يكن ابدا في وارد اختيار حليف و عدو بين أنقرة و دمشق . هذا الشعب واعٍ و مثقف و على دراية بوضعه، يعلم ما حقوقه و متطلباته و ما حدود امكانياته و بأي نتائج و مكتسبات يجب عليه أن يخرج من الازمة السورية، و الاهم إنه يعرف تماما إن عدوه التاريخي و الأول يقبع في دمشق.

أخيرا .. أدعو المجلس الوطني الكردي أن يقوم بتكثيف جهوده و وجوده في الشارع الكردي كونه بات القشة التي قد تنقذ حقوق و متطلبات الشعب الكردي في سوريا خاصة بعد هذه النكسة و السقطة الشعبية لحزب ال ب ي د ، وبعد أن كشفته أحداث عفرين عاريا من اكاذيبه و شعاراته امام الكرد الذين ايقنوا بأن اتباع هذا الحزب انما يفضي الى الهلاك و الدمار و مصير لا يقل بشاعة و أسىً من مصير عفرين . ولأن أبناء عفرين ادرى بأحوال مدينتهم و أهلهم، ما من أحد سيكون أكثر حرصاً و اخلاصاً و خوفاً و بحثاً عن مصلحة شعبها بقدر أبنائها، لذا لابد من دعم و مساندة « المجلس المحلي لإنقاذ عفرين» و المكّون من أبناء عفرين،الغيورين على مدينتهم وأهلهم .بعفرين الغنية بطاقتها البشرية لديها قدر من المثقفين و القامات السياسية و الكودار الاكاديمية، التي تمتلك كافة المؤهلات و الامكانيات السياسية و الاقتصادية والجماهيرية لإدارة دولة بذاتها وليس فقط عفرين ، ولتأمين الارضية الآمنة و المستقرة التي من شأنها أن تعيد أهالي عفرين المشردين الى ديارهم ليتمسكوا بارضهم في وجه مخططات التغيير الديمغرافي ، فمن غير أبناء عفرين يعيد لأهلها الامان و لزيتونها الحياة.

مقالات ذات صلة

USA