تنتشر مراكز التطويع في مدينة اللاذقية الخاضعة لسيطرة الميليشيات الطائفية بكثافة، فلا يكاد يخلو حي فيها من مركز يتبع لإحدى الكتائب الرديفة للنظام التي تقاتل بجانبه على مختلف الجبهات، وتفتح هذه المراكز أبوابها أمام السكان والنازحين من نساء ورجل للتقدم بطلب انتساب من أجل الانضمام إلى صفوف عناصرها.
وتجد هذه المكاتب إقبالاً كبيراً من قبل شريحة واسعة من السكان لاسيما من أرياف المدينة والقرى التي تعرف بموالاتها للنظام بشكل كبير، وبين شريحة عمرية محددة خصوصاً الأطفال بين عمري 13 و17 عاماً.
ويوضح سليمان وهو من سكان مدينة اللاذقية لـ أورينت نت، أن هدف هذه المكاتب استقطاب كافة الأشخاص الذين لا تشملهم خدمتا العلم الإلزامية والإحتياطية سواء بسبب العمر الكبير أو الصغير أو الوضع من دراسة أو الشاب الوحيد لأهله، كذلك تتيح فرصة أمام النساء للتطوع.
أين تنتشر هذه المراكز؟
وأوضح أن سبب تواجدها بكثافة في مدينة اللاذقية هو أنها تعتبر مسقط رأس رئيس النظام وتضم عدداً كبيراً من مواليه، وهم من يؤسسون هذه الكتائب ويقدمون الدعم لها لذلك يفتحون مكاتبهم فيها، معتبراً أن السبب الأساسي في الانتماء لهذه الكتائب والتوجه نحو مراكز التطويع هو الوضع المادي السيء الذي يعاني منه أغلب الأهالي فهي تمنح رواتب تتراوح بين 50 إلى 60 ألف بحسب كل كتيبة ودعمها أو بحسب الشخص المتطوع وخبرته وقدراته القتالية، وهو ما يجعل هناك فرص أمام الناس لتأمين مصدر دخل لأسرهم التي تعاني الفقر بطريقة سهلة ومتاحة للجميع في ظل غياب فرص العمل وصعوبة تأمينها لاسيما للنازحين، فضلاً عن أن البعض يتوجه عن قناعة للدفاع عن نظام الأسد وحمايته.
من جانبه بين الناشط محمد عبد الله أن هذه المراكز تنتشر بعدة أحياء منها مشروع ب وحي قنينص والدعتور وبستان الريحان والزراعة والصليبة وشارع بغداد، مشيراً أن كل مركز يتبع لجهة مختلفة فمنهم يتبع لدفاع الوطني وأخر لأمن العسكري وللجوية وهناك مركز للمصالحة الوطنية ولحزب الله اللبناني ولكتائب البعث والحزب القومي السوري.
وأضاف أن الشروط المطلوبة للانتساب هو تقديم صورة شخصية وصورة عن الهوية دون الاهتمام بالعمر أو الخبرة باستخدام السلاح، منوهاً إلى أن بعض هذه المراكز تؤمن دورات تدريب لمتطوعيها أما غيرها فيكفي أن يحمل سلاح ويتوجه نحو محاور القتال.
إعلانات ورقية
في حين بينت ريما حسن إحدى سكان المدينة أن هذه الميليشيات تقوم بنشر إعلانات ورقية في الطرقات أو عبر مواقع التواصل الاجتماعي والصفحات الموالية عند الحاجة لمقاتليين إضافيين خصوصاً عندما يخوض النظام معارك شرسة وترتفع أعداد القتلى في صفوفه، وعند افتتاح أي مركز جديد لأي تشكيل، كما أن البعض يفضل التوجه نحوها على أن يذهب إلى الجيش لأن أغلب العساكر يتوجهون لمقاتلة داعش في دير الزور، أما هذه الميليشيات فتتوجه لقتال الجيش الحر ونحو الجبهات السهلة لأن لها حرية الاختيار ، كذلك يتاح لعناصرها السرقة والتعفيش وحمل السلاح داخل المدينة.
مختتمةً حديثها أنه في بعض الأحيان نجد ازدحاماً شديداً أمام أبواب هذه المراكز، حيث يتدفق الشباب من مختلف القرى والبلدات عند وجود أي ارتفاع في رواتب هذه الكتائب أو عن فرص لتدريب أو منح السلاح بشكل فوري دون وضع شروط معينة، فضلاً عن أن الكثير منهم ينتقل من كتيبة إلى كتيبة بحسب مصالحه الشخصية.
يذكر أن مدن الساحل السوري تعتبر المركز الأساسي لميليشيات الأسد الطائفية ولتشكيلات العسكرية المختلفة التي تقاتل بجانبها أبرزها الدفاع الوطني وكتائب البعث ومايطلق عليهم بالشبيحة الذين يحملون السلاح ولاينتمون لأي فصيل لكنهم يتبعون لأشخاص محسوبين على النظام سواء عن طريق القرابة أو السلطة.
المصدر: أورينت نيوز