قال عضو الرابطة السورية لحقوق اللاجئين السوريين “مصطفى النعيمي” إن قوات النظام سحبت البطاقات التي كانت قد أعطتها لبعض المصالحين في مخيم “الركبان” كمرحلة أولية من أجل عدم مطالبتهم بحقوقهم وشطبهم من القوائم التي وقعت بإشراف الضامن الروسي، مضيفاً أن “كل ما يتم توقيعه بوجود الضامن الروسي أصبح مرفوضاً جملة وتفصيلاً”، وخير دليل على ذلك -كما قال- الحملات الجوية على الشمال السوري، ولذلك لا يزال 65 % من أهالي المخيم يرفضون المصالحات لما خبروه من عدم التزام النظام والروس على حد سواء بتعهداتهم.
ولفت “النعيمي” في حديث لـ”زمان الوصل” إلى أن الموقف الأمريكي لا زال رمادياً بمجمله، وهو بمثابة إعطاء الضوء الأخضر للجانب الروسي بضرورة حل معضلة مخيم “الركبان” التي تساهم بشكل أو بآخر في الضغط من المجتمع الدولي على الأمم المتحدة والمنظمات الدولية والمحلية.
وتابع المصدر أن الجانبين الروسي والأمريكي متفقان استراتيجياً وإن كانا يبدوان مختلفين تكتيكياً بخصوص مخيم “الركبان”.
“النعيمي” لفت إلى أن مراكز الإيواء وفق رؤية النظام هي بمثابة سجن كبير لترويض كل من سيتم جلبه كي يتم البحث والدراسة الأمنية المعمقة عنه، ومن ثم ليتم إعادته إلى “المجتمع المتجانس”، وفق تسمية رأس النظام.
وعبّر محدثنا عن اعتقاده بأن النظام لن يعتقل إلا فئة محدودة، وحتى ما بعد الاعتقال سيجلبهم للجبهات المشتعلة نظراً للنقص الحاد في عدد مقاتليه، وبذات الوقت سيلجأ لاستخدامهم كمتطوعين ليبعد عن منظومته المحاكمات المستقبلية، فليس شرطاً أن يتم الاعتقال فقط، ولكن سيستثمر أكبر كم من الشباب.
وحول رفض بعض اللاجئين وعدم شملهم باتفاق المصالحة المزعومة نظراً للدارسة الامنية التي يجريها النظام السوري وبالتالي نقلهم الى الداخل السوري أوضح “النعيمي” أن ارتباط البعض مع الفصائل العسكرية المناهضة للنظام السوري يقلق النظام وبنفس الوقت هو يتعامل مع القضية بحذر.
ولفت إلى أن عدد الذين غادروا مخيم “الركبان” في الأسابيع الماضية بلغ قرابة 3 آلاف شخص، وتستمر بعض العائلات بتنسيق شخصيات المصالحات التي يقودها ضباط النظام السوري، ليقوموا بتسجيل أسماء الراغبين بالعودة الطوعية حد وصفهم ويقوموا بفرض مبالغ مادية مقابل إعطائهم أولوية العودة، مشيراً إلى أن تلك المبالغ تراوحت ما بين عشرة آلاف إلى 15 ألف ليرة سورية.
وناشد عضو “الرابطة السورية لحقوق اللاجئين السوريين” كافة المنظمات الدولية والأمم المتحدة للوقوف عند مسؤولياتها، وإيصال مساعدات طبية وغذائية عاجلة مضيفاً أن مخيم “الركبان” لن يكون ضمن الإشراف الدولي لحين اكتمال الحل في المشهد السوري، وإلا سيكونون أهدافاً قادمة للنظام السوري، وحثّ “النعيمي” الأردن للمشاركة في الضغط على المجتمع الدولي من أجل فتح ممرات إنسانية وطبية ومعالجة الحالات الساخنة، وفتح مراكز طبية على الحدود تخضع لحماية ومراقبة دولية كحد أدني وأولي في عملية الإنقاذ.
ونوّه المصدر إلى أن دور الرابطة السورية لحقوق اللاجئين السوريين كمنظمة معنية بحقوق اللاجئين هو إيصال معاناة قاطني المخيم وإيجاد حل متكامل يحافظ على إيصالهم إلى بر الأمان وللأسف فلا يوجد اليوم سوى الشمال المحرر وهو الملاذ الوحيد لكل من هُجّر.
المصدر: زمان الوصل