هبة محمد
«القدس العربي»:
ذكر مصدر مقرب من العميد مناف طلاس لـ»القدس العربي» أن المشروع الوطني لا يتعلق بمجموعة صغيرة تنشط في منطقة محددة وإنما يتعلق بمجموعة على مستوى الدور الوطني السوري ويشمل نشاطها كافة مناطق الأطراف السورية الفاعلة بالإضافة الى المحاور الدولية المهتمة بالملف السوري وهذا العمل يحتاج فترة طويلة من التحضير والورشات والاجتماعات والنشاطات المعلنة وغير المعلنة قبل الخطوات العملية باتجاه المخرجات النهائية للمشروع وقد قطع المشروع الوطني شوطا مهما في التحضيرات على صعيد الاحتضان الشعبي للمشروع.
اما بخصوص المقاربة الدولية للمشروع فلا يمكن حتى الآن الحديث عنها قبل تبلور المشروع على الصعيد الوطني السوري بطريقة يمكن عبرها الانتقال الى مرحلة المشاورات الدولية بخصوصه.ما هي أول خطوة حقيقية استجدت على أرض الواقع بهذا المشروع؟أهم الخطوات في هذا الاتجاه تركزت على تأسيس مقاربة جديدة بين السوريين تبحث عن حل من داخل الأطراف السورية وليس بانتظار حلول دولية تفرض على السوريين حسب رغبة الدول والوقت الذي تختاره هذه الدول وكذلك قدرة المشروع على استقطاب الكثير من الفئات المهمشة بين السوريين سواء على صعيد العسكريين او على صعيد المواطنين من الفئة الصامتة والثورية والفئة المتعبة من الجمهور السوري.
وحالياً يتم العمل على إنضاج الحوامل الرئيسية للمشروع على صعيد الحامل السياسي والاقتصادي والإعلامي خلال المرحلة القادمة وتجري المشاورات بخصوصها مع الأطراف السورية بعد حصول المشروع على قبول منهم ودعم أولي بانتظار مشاورات متعلقة بالتفاصيل الفنية والإجراءات.
بعد التشكيك بجدية المشروع… ما هو مدى الترحيب الدولي به؟المشروع هو آلية عمل توافقية لكافة الأفرقاء على الارض وقد نجح هذا المنطق في الطرح وأثبت قابلية، ولذلك نلاحظ هجوماً بعض القوى من النظام والمعارضة والتي تتبنى فكر السلطة اللإلغائية على المشروع وحالياً تتم مناقشة هذا المشروع مع الدوائر الدولية الصديقة للشعب السوري ضمن الخيارات المتاحة في التوجهات المقبلة للحل السياسي في سوريا وقد اصبح المشروع بين الخيارات المتقدمة في الفترة الحالية قياساً بالمراحل السابقة بسبب تلبية المشروع الكثير من التعقيدات المحلية والدولية التي لم تعد الخيارات الأخرى تلبيها وخاصة ضمن المنصات العالقة حالياً في جنيف وأستانة وكذلك مع موجة السخط الشعبي السوري على كافة المنصات والمشاريع الدولية.
وبخصوص التشكيك بجدية المشروع فهذا طبيعي في الوسط السوري الحالي الذي يشكك في كل المشاريع بسبب خيبة الامل التي صادفت الشعب السوري على مدى 10 سنوات من المعاناة والتكلفة البشرية والسياسية والاقتصادية والإنسانية في سوريا.لا نقدم لاي مواطن سوري وعوداً غير منطقية حيث تركز مقاربة المشروع على استراتيجية رابح – رابح وتجنب الخيارات التي فشلت كافة الأطراف السورية والدولية في فرضها في سوريا وباتت عالقة حالياً بدون أي تقدم منذ سنوات وهذه الوعود التي نقدمها تنسجم مع القرار الدولي 2254 وتقدم خطوات عملية لتنفيذ المشروع بأقل الخسائر ومكاسب تشمل كافة الأطراف السورية والأطراف الدولية وتحافظ على مؤسسات الدولة السورية وكذلك على بقاء الدولة السورية لتكون مسؤولة عن المرحلة الانتقالية وإعادة الاعمار.
المواقف الدولية لا ترتبط بالبيانات والتصريحات التي تصدرها بعض الجهات الدولية بخصوص المشروع لأنها تتحدث عن نفي أخبار لم يقم المشروع بترويجها أصلاً كما ان الدول لا تتحدث عن النشاطات والمشاورات غير المعلنة ولذلك نعتبر ان المؤشرات الحالية من الدول والأطراف السورية كانت جيدة لنستمر في بلورة المشروع ليكون قادراً على تلبية الهدف الرئيسي منه ورغم انها عملية شاقة وتحتاج الوقت والكثير من الجهود الا ان المشروع انطلق وسيكون اعلان الخطوات القادمة مرتبطاً بشكل رئيسي باحتياجات كل مرحلة.