أكد رئيس الحكومة السورية المؤقتة عبد الرحمن مصطفى خلال لقاء أجرته معه فضائية روداو الإعلامية حول الأوضاع التي تعيشها المناطق المحررة بعد الزلزال يوم الامس الجمعة. المصادف 17/2/2023 أن الحكومة السورية المؤقتة ومنذ اليوم الأول لبدء الزلزال بدأت باتخاذ إجراءات عديدة في سبيل تقديم المساعدة إلى المناطق المنكوبة كما أنهم بدؤوا بتقديم المناشدات إلى دول العالم لتقديم المساعدات إلى المتضررين من الزلزال واعتبار المنطقة منكوبة .
واضاف مصطفى ان الإخوة في إقليم كردستان كانوا من الأوائل الذين بدؤوا بتقديم المساعدات الإنسانية والاغاثية إلى المناطق المنكوبة في سوريا بالنسبة لنا، فإن المناطق التي تديرها الحكومة السورية المؤقتة اسمها شمال سوريا وشمال غرب سوريا، ومازالت سوريا بالنسبة لنا دولة واحدة موحدة.هذا وقد أكد مصطفى أن نظام الأسد استغل كارثتنا وبات يناشد الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بأنه على استعداد لتقديم المساعدات للمحرر” وما يجري حالياً “يعد استغلالاً سياسياً واقتصادياً، وليس له علاقة نهائياً بالكارثة والوضع الإنساني”،.
فيما يلي نص اللقاء كاملا : _
المذيع ما هي المساعدات التي قدمتموها وماذا أنجزتم في المناطق المتضررة من الزلزال وبالأخص في عفرين وجنديرس؟
عبد الرحمن مصطفى: الحكومة السورية المؤقتة بدأت منذ اللحظات الأولى من وقوع الزلزال باتخاذ اجراءات كثيرة وشكلت لجنة طوارئ من الدفاع المدني ووحدة تنسيق الدعم والوزارات المعنية، واعتبرنا المنطقة منطقة منكوبة، وناشدنا العالم والأمم المتحدة والمجتمع الدولي والمنظمات الدولية والإنسانية بخصوص تقديم المساعدات لأهلنا المنكوبين، ومن أوائل من استجابوا لهذه المناشدة والنداءات أخوتنا في إقليم كوردستان . وقبل يومين تم إرسال قافلة من المساعدات من خلال مؤسسة بارزاني الخيرية إلى المناطق المنكوبة. بالنسبة لنا، فإن المناطق التي تديرها الحكومة السورية المؤقتة اسمها شمال سوريا وشمال غرب سوريا، ومازالت سوريا بالنسبة لنا دولة واحدة موحدة._
المذيع :سنتطرق إلى هذه المسائل السياسية، فيما بعد ولكنكم كحكومة مؤقتة، هل قدمتم أي شيء لعفرين أم لا؟
عبد الرحمن مصطفى: نحن لا نميز بين المناطق نهائياً، ولا نميز بين شعبنا، على العكس، لدينا اهتمامات كبيرة كحكومة سورية مؤقتة بالنسبة لأهلنا في عفرين ورأس العين والمناطق الأخرى، لأنه من واجبنا كحكومة مؤقتة تقديم الخدمات لأهلنا في كل سوريا، بدون أي تمييز عرقي أو طائفي أو مذهبي.
المذيع : مادام هذا يهمكم، أن لا تفرقوا بين الأهالي ولا تميزوا بينهم، لماذا لم تسمحوا للإدارة الذاتية بإيصال مساعدات إنسانية ووقود إلى المناطق التي ضربها الزلزال، كأن يوصلوا تلك المساعدات إلى الشيخ مقصود وعفرين وجنديرس، وحتى الآن لا تزال عشرات الصهاريج تقف عند الحدود التي تسيطرون عليها..
عبد الرحمن مصطفى: منذ البداية حاول الكثير من الأطراف استغلال كارثتنا ومحنتنا في المحرر لأغراض سياسية واقتصادية، وهذه كارثة إنسانية لم تميز بين أحد، وحتى النظام استغل كارثتنا وبات يناشد الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بأنه على استعداد لتقديم المساعدات للمحرر، علماً بأنه خلق كوارث أكبر من الكارثة الطبيعية التي حصلت، من خلال البراميل المتفجرة والقصف والتهجير واستخدام الكيماوي، لذلك فإن ما يجري حالياً يعد استغلالاً سياسياً واقتصادياً، وليس له علاقة نهائياً بالكارثة والوضع الإنساني الذي نعيشه في المحرر. بالإضافة إلى ذلك، حاولت الإدارة الذاتية كذلك استغلال هذا الشيء سياسياً، ونحن كحكومة منفتحون، وأعلنا مرات عدة من خلال البيانات والإعلام والتواصلات، بأننا على أتم الاستعداد لاستقبال المساعدات الإنسانية كافة، من أي جهة كانت، منظمات دولية أو مجتمع دولي، أو منظمات إنسانية، أو من الجالية السورية الموجودين في أي جهة، من خلال المعابر الرئيسية الرسمية التي تقوم بإدارتها الحكومة السورية المؤقتة، والدليل على ذلك هو استقبالنا مساعدات من إقليم كوردستان العراق مشكورين، وتم إدخالها بشكل سليم وتوزيعها على أهلنا في المناطق المنكوبة مثل جنديرس وعفرين وشيخ حديد والمناطق كافة، ونحن على تواصل دائم مع اخوتنا في إقليم كوردستان.وأسعدنا تلقينا خبر انطلاق شحنة أخرى من الإقليم متجهة إلى الأراضي التركية ومعبر باب السلامة لإيصالها إلى اخوتنا في سوريا،
المذيع : السيد عبدالرحمن مصطفى، أنتم تطلبون المساعدة من الخارج، من خارج سوريا، في حين توجد مساعدات جاهزة لا تسمحون بإدخالها إلى عفرين. تمنعونها بسبب خلافاتكم مع الإدارة الذاتية وتمنعون وصول المساعدات التي أعدوها هم إلى عفرين وجنديرس..
عبد الرحمن مصطفى: أتعجب من سؤالك. المناطق المنكوبة هي كل المنطقة في الشمال السوري، لماذا تميز عفرين فقط؟
المذيع : لا، في ذلك الوقت أفسحوا المجال.. سيد عبد الرحمن سيد عبد الرحمن ..
عبد الرحمن مصطفى: في جنديرس، ومناطق اخرى، هؤلاء سوريون أيضاً. أنا أعتقد بأن سؤالك سياسي.
المذيع : لا، سآتي على ذكر المسائل السياسية.
.عبد الرحمن مصطفى: سؤالك سياسي، ونحن لا نميز. لماذا عفرين فقط؟ طبعاً، لها الأولوية، لأنها تعرضت لنكبة وكارثة.
المذيع : سآتي على ذكر المسائل السياسية، تلك المساعدات.. الكارثة الأكبر في سوريا حصلت في جنديرس، سيد عبد الرحمن مصطفى، أنا شخصياً ابن تلك المنطقة؟
عبد الرحمن مصطفى: مع العلم بأن مؤسسة بارزاني لم تميز، ولم تقل بأنها جلبت المساعدات لعفرين، وقالت بأننا نريد تقديم المساعدات لأهلنا المنكوبين في سوريا، وهذا أمر نفتخر ونعتز به، ، وإذا كانت لدينا مشكلة مع الأخوة الكورد، كان الأولى بنا الرفض، لكننا على العكس شكرنا ،الرئيس بارزاني والشعب الكوردي في إقليم كوردستان ومستعدون لتقبل كل المساعدات . بالنسبة للإدارة الذاتية، هل بات لديها حس إنساني الآن فقط؟ عندما كانوا يرسلون المفخخات ويقتلون المدنيين في سوريا سابقاً، ألم يكن هؤلاء بشراً؟ الذين كانوا يقتلونهم؟ لقد قاموا بمناورة سياسية للاستغلال السياسي فقط، وحالوا الاستفادة من هذا الشيء، مع العلم بأننا أصدرنا بياناً اليوم من الحكومة السورية المؤقتة، بأننا على أن استعداد لاستقبال المساعدات من كل الجهات، خاصة من المنطقة الشرقية، على أن تكون هذه المساعدات مقدمة من المدنيين، ولا يكون لها أي استغلال سياسي، واليوم سيبدأ دخول المساعدات من شرق الفرات، من خلال القبائل والمدنيين ومنظمات المجتمع المدني، وهذا على أننا صادقون ومستعدون لاستقبال كل المساعدات من أي جهة كانت، على أن تكون هذه المساعدات مقدمة إلى المدنيين وألا يكون هناك استغلال سياسي واقتصادي لمحنتنا، لا نسمح بذلك.
المذيع : حسناً.. هذا يعني أنكم لا تسمحون للمساعدات التي أعدتها الإدارة الذاتية، باختصار، أن تدخل من شرق الفرات إلى المناطق المتضررة بفعل الزلزال. باختصار، لأنني سأطرح أسئلة أخرى..
عبد الرحمن مصطفى: نعم ما أقوله هو أننا جاهزون لاستقبال المساعدات المقدمة من العشائر والمدنيين والقبائل ومنظمات المجتمع المدني الموجودين في شرق الفرات والمنطقة الشرقية، وتأمين وصولها إلى المناطق المنكوبة، على أن لا تستغل سياسياً واقتصادياً من أي جهة كانت.
المذيع : نعم، سيد عبد الرحمن مصطفى، سننتقل إلى جانب آخر من هذا اللقاء، الحكومة المؤقتة التي تترأسها، هل لديكم سلطة على الفصائل المسلحة أم لا؟
عبد الرحمن مصطفى: لا توجد لدينا مجموعات مسلحة، إنما الجيش الوطني التابع لوزارة الدفاع في الحكومة السورية المؤقتة.
المذيع : يعني أنتم تتخذون القرار وليس الجيش الوطني..
عبد الرحمن مصطفى: الجيش الوطني تابع لوزارة الدفاع في الحكومة السورية المؤقتة.
المذيع : في تلك المناطق، هل أنتم تتخذون القرارات أم الجيش الوطني السوري؟
عبد الرحمن مصطفى: عملنا عمل مؤسساتي. الحكومة السورية المؤقتة هي حكومة شرعية تستمد شرعيتها من الائتلاف المعترف به دولياً من أكثر من 122 دولة، ونحن جهة تنفيذية في الداخل، نعمل على بناء المؤسسات، وبالدرجة الأولى المؤسسة العسكرية والجيش الوطني ووزارة الدفاع بالإضافة إلى باقي الوزارات الخدمية.
المذيع : جيد، أريد إيضاحاً حول تلك الانتهاكات التي تحصل، سواء كانت اختطافاً، أو اعتقالاً أو نهباً، وكل هذه الانتهاكات تمّ توثيقها، حيث تقوم العناصر باختطاف الأشخاص طلباً للفدية، هل بإمكانكم وضع حدّ لتلك الانتهاكات، وما رأيكم بشأن تلك الانتهاكات التي تحصل في مناطق نفوذكم؟
عبد الرحمن مصطفى: يجب أن نكون دقيقين في اختيار المصطلحات. لدينا مؤسسة القضاء المدني ومؤسسة القضاء العسكري ويتبعان الحكومة السورية المؤقتة. لا بد أن يحصل بعض الأخطاء، وهؤلاء تتم محاسبتهم من خلال الشكاوي أو رفع دعاوي ضد من يقومون بهذه الممارسات، ونحن على تواصل دائم مع لجنة التحقيق الدولية ونرد على كل اسئلتها ونتعامل معها بشكل إيجابي، ونرد على كل هذه التجاوزات، نعتبرها تجاوزات وليست انتهاكات، وتتم محاسبة مرتكبيها من خلال المنظمات الدولية والقضاء العسكري التابع للحكومة السورية المؤقتة، لكن البروباغاندا التي يقوم بها أعداؤنا، هذا أمر آخر لن أرد عليه، لكن نتعامل مع المنظمات الدولية، وعلى رأسها لجنة التحقيق الدولية ونرد على استفساراتها.
المذيع : حسناً، حتى الآن هناك العديد من المنظمات الدولية، مثل لجنة مراقبة حقوق الانسان، العفو الدولية، وهيومن رايتس ووتش، هذه المنظمات ترغب في تشكيل لجان وإرسالها إلى تلك المناطق من أجل المراقبة، وإلى الآن لم تسمحوا لهم بالمرور، لا هيومن رايتس ووتش ولا العفو الدولية، والدخول إلى عفرين ورأس العين وتل أبيض، نحن نرى أنهم يتحدثون عن ذلك يومياً..
عبد الرحمن مصطفى: أخي العزيز معلوماتك خطأ. نحن مستعدون لاستقبال المنظمات الدولية.
المذيع : معلوماتي صحيحة مئة في المئة، أخبرني عن لجنة دولية لهيومن رايتس ووتش دخلت لمراقبة حقوق الإنسان في مناطق الحكومة المؤقتة، لا توجد لا توجد؟
عبد الرحمن مصطفى: نحن على تواصل دائم مع اليونيسف ولجنة التحقيق الدولية والمنظمات الدولية كافة، ووجهنا لهم الدعوات لزيارة مناطقنا والسجون والقضاء،وكل شيء لكنهم لا يستطعيون الدخول إلى مناطقنا حتى الآن، لأنهم يعتبرون أن حكومة النظام هي الحكومة الشرعية، ويجب أخذ الموافقة من النظام وليس منّا، لذلك أكرر من هنا، بأننا منفتحون لاستقبال كل المنظمات الدولية المعنية بحقوق الإنسان ونتعاون مع نداء جنيف بخصوص تدريب عناصرنا وقاداتنا في الجيش الوطني في المحرر، حول مبادئ حقوق الإنسان الدولية، ونحن على تواصل دائم مع اليونيسف بخصوص تجنيد الأطفال، ومتعاونون معها بشكل كبير، لك بشأن المعلومات التي ذكرتها، فإن المانع ليس الحكومة السورية المؤقتة وإنما جهات أخرى.
المذيع : تلك الجهات الأخرى التي تتحدث عنها، أنا أقصد المناطق الخاضعة لسيطرتكم، ولا أتحدث عن المناطق التي تخضع لسيطرة الإدارة الذاتية، المناطق التي أنتم تحكمونها.. سؤال آخر سيد عبد الرحمن، هل تعتبرون التواجد التركي في سوريا احتلالاً أم ماذا ترون تواجدها؟
عبد الرحمن مصطفى: أصدقاؤنا الأتراك هم حلفاؤنا، وهم من دفع ضريبة الكارثة السورية، الشعبان السوري والتركي والدولة التركية، وعلاقتنا مع الدولة التركية مبنية على تقاطع المصالح المشتركة، وعلى هذا الأساس كأي دولة أخرى، نتعامل مع الدولة التركية الصديقة والحليفة للشعب السوري، والتي تقوم بحمل أعباء 8 ملايين سوري، 4 ملايين منهم في تركيا، واكثر من 4 ملايين في الأراضي السورية.
المذيع : التغيير الديمغرافي يحصل في المناطق التي تسيطر عليها تركيا، اللغة التركية أصبحت شبه رسمية، وبدلاً من العلم السوري يوضع العلم التركي، كما ترفع الرموز التركية في المدارس سواء في عفرين أو رأس العين وجنديرس والباب وجرابلس وإعزاز، كيف ترى ذلك كرئيس للحكومة السورية المؤقتة؟ كما لم تعد العملة السورية صالحة للتداول وأصبحت التركية بديلة، واللغة التركية أصبحت رسمية، كيف ترى ذلك سيد عبد الرحمن مصطفى؟
عبد الرحمن مصطفى: المنهاج الذي يدرس في المناطق المحررة هو منهاج الحكومة السورية المؤقتة، إن كان المنهاج الذي يدرس في إدلب أم في جرابلس وعفرين ورأس العين وتل أبيض، هو المنهاج ذاته، فقط قمنا بإضافة اللغة الكوردية في المدارس بالمناطق التي يتواجد فيها اخوتنا الكورد بأغلبية كبيرة، مثل عفرين وباقي المناطق. لذلك فإن التغيير الديموغرافي لم يحصل من قبل الدولة التركية أو من قبل الحكومة السورية المؤقتة. إن الذي قام بالتغيير الديموغرافي هو النظام وقسد، عندما قاموا بتهجير باقي المكونات، من ضمنهم الكورد من غير المتوافقين معهم سياسياً، حيث تم تهجيرهم من مناطقهم وحجز ممتلكاتهم، وعليه فإن هذه إدعاءات باطلة. على العكس. هل أجبرت الحكومة السورية المؤقتة 4 ملايين مهجر في مناطقها على التوجه إلى الشمال أم هناك جهات أخرى من دير الزور؟ الذين تهجروا من دير الزور.. من قام بتهجيرهم؟ أخوتنا الذين تهجروا من الرقة وتل أبيض والحسكة.. هل قامت الحكومة السورية المؤقتة أو الدولة التركية بتهجيرهم وبالتغيير الديموغرافي؟ أم أنه النظام أو سلطات الأمر الواقع هي التي تقوم بطردهم وبالتهجير الديموغرافي؟ إن أي شخص لا يوافق سياستهم، بغض النظر عن دينه وقوميته وعرقه، أي أنهم يهجرون الكوردي والتركماني والآشوري والعربي، ويهجرون الكورد بالدرجة الأولى.
المذيع : حسناً، في نفس الوقت ماذا تقول بشأن عفرين التي أخليت من الكورد، واستوطن العرب في منازل الكورد، وكذلك الفصائل وعوائلهم؟ كانت عفرين كوردية 100%، الآن بقي فيها 25-30% من الكورد فحسب، وما تبقى هم عرب. وكذلك الأمر بالنسبة لرأس العين وتل أبيض.
عبد الرحمن مصطفى: نعيش منذ 11 سنة في ظروف استثنائية جداً، نتيجة الوضع الاقتصادي والمنظمات الإرهابية وقصف النظام، لابد أن يكون هناك تغيير لأماكن السكن من قبل المواطنين السوريين.
المذيع : أي يهجّر الكورد من منازلهم لتوطين العرب في أماكنهم.
.عبد الرحمن مصطفى: لا يوجد هذا الشيء نهائياً، حتى في المناطق الأخرى مثل جرابلس. أنا من منطقة جرابلس، اذهب وشاهد قريتي، لأنه نتيجة الحاجة والهجرة..
المذيع: سيد عبد الرحمن مصطفى، أعرف أنك من جرابلس، وأنا من كوباني، يفصلنا نهر الفرات فقط، نحن جيران لبعضنا، ننحدر من نفس المنطقة، ومن المحتمل أن أكون على إطلاع أكثر منك على واقع المنطقة، لمعرفتي بها، هناك تغيير ديمغرافي سيء، يتم تهجير الكورد من مناطقهم لتوطين العرب، سؤال آخر متعلق بمسألة أخرى، أنتم كحكومة مؤقتة للمعارضة السورية، ما الحقوق التي تطالبونها للكورد السوريين أو كورد روجآفاي كوردستان؟
عبد الرحمن مصطفى: بالنسبة للحقوق، يجب أن تكون هناك ضمانات دستورية في الدستور الجديد لسوريا المستقبل تضمن كل حقوق المكونات، وعلى راسها المكون الكوردي والمكون الآشوري والعربي، بأن تكون هناك ضمانات لحقوقها في الدستور ضمن الإطار الوطني السوري ودولة سوريا الموحدة. نطلب الحقوق للتركمان والآشوريين والعرب، لجميعنا، دولة تعددية في سوريا تضمن حقوق المكونات كافة، دولة غير طائفية، بعض النظر عن انتمائهم الديني والعرقي والسياسي. سوريا دولة للجميع.
المذيع : هل تقبلون بالفيدرالية أو بنظام فيدرالي في سوريا؟
عبد الرحمن مصطفى: هذا القرار لا احدده أنا. هناك اللجنة الدستورية التي تقوم بجولات كثيرة، ممثلة بالمعارضة والمجتمع الدولي والنظام، وهناك حوارات في هذا الخصوص. الشعب السوري سيقرر شكل الدولة السورية وليست الحكومة السورية المؤقتة. الحكومة السورية المؤقتة، اسمها مؤقتة، ومهمتها إدارة المنطقة وتقديم الخدمات، حتى التوصل إلى حل سياسي في سوريا وفق القرارات الأممية، وعلى رأسها القرار 2254.
المذيع : نعم 2254. شيء آخر، الكورد يرفضون إلحاق صفة العربية باسم الدولة السورية، وكما تعلم هم قومية أخرى وليسوا عرباً، وكذلك هناك التركمان والآشوريون والأرمن في سوريا، هل تؤيد بقاء “العربية” مرافقة لاسم سوريا أم لا؟
عبد الرحمن مصطفى: هذه التوافقات تحصل من خلال الدستور الجديد لسوريا. أسم الدولة، شكلها، الحقوق والواجبات، فصل السلطات، يتم من خلال الدستور الجديد. اتحدث بصفتي، لأنني لست عضواً في اللجنة الدستورية.
المذيع : سيد عبد الرحمن مصطفى، أردت معرفة نظرتك الشخصية كرئيس للحكومة المؤقتة للمعارضة السورية؟
عبد الرحمن مصطفى: رأيي الشخصي؟ كرئيس حكومة لن يكون لدي رأي شخصي، لأنني أمثل الحكومة السورية المؤقتة، ومهمتي تنفيذية وخدمية. لكن إذا سألتني كرأيي الشخصي، كشخص تركماني.. طبعاً سنتوافق بأن اسم الدولة هي دولة سوريا.
المذيع : خالية من كلمة “العربية”..
عبد الرحمن مصطفى: هذا رأيي الشخصي. لكن رأيي كرئيس حكومة، هو أن الشعب السوري هو الذي سيقرر بالاجماع.
المذيع : عبد الرحمن مصطفى، رئيس الحكومة السورية المؤقتة، سؤالي الأخير بكلمة واحدة، هل تقبلون بوجود كوردستان وجزء منها في سوريا؟
عبد الرحمن مصطفى: حالياً لم نجزئ سوريا ولم نشكل أقاليم في سوريا، وحتى الآن نعتبر سوريا دولة واحدة، والكيانات الموجودة هي كيانات زائلة بعد إيجاد الحل السياسي الشامل في سوريا وفق القرارات الأممية، ونحن على توافق كامل مع كافة حقوق اخوتنا الكورد وباقي المكونات في سوريا، ليساهم الجميع من خلال الدستور الجديد في بناء سوريا المستقبل، سوريا الدولة التعددية الديمقراطية التي تراعي حقوق الإنسان، ويكون فيها فصل السلطات. هذا ما ندعمه. حلفاؤنا في المعارضة، في الائتلاف الوطني السوري، وشركاؤنا في المجلس الوطني الكوردي ورابطة المستقلين الكورد، وهم أيضاً مثل باقي الكيانات الممثلة في المعارضة السورية يطالبون بالشيء نفسه، ونحن متفقون بهذا الشأن.
المذيع : جيد، شكراً جزيلاً،
رئيس الحكومة السورية المؤقتة عبد الرحمن مصطفى: لا مشكلة لدينا كمؤسسات المعارضة مع الاخوة الكورد.
الكورد اخوتنا من مئات السنين، نعيش في نفس المنطقة، وهناك صلات قرابة بيننا، بين العربي والكوردي، وبين التركماني والكوردي، وباقي الطوائف، وهذه فقط بروباغاندا يقوم بها قسد وPYD وPKK، المنظمات الإرهابية التي تحاول التفرقة بين الشعوب.
المذيع: لا علاقة لهم بذلك، نحن نتحدث.. هم ليسوا إرهابيين، أنتم تقولون لقسد ووحدات حماية الشعب إرهابيين..
عبد الرحمن مصطفى: هذه وجهة نظرك. قلت بأننا قمنا بالتغيير الديموغرافي، وأنا أتحدث عن رأيي.
المذيع : شكراً جزيلاً، رئيس الحكومة السورية المؤقتة عبد الرحمن مصطفى..
عبد الرحمن مصطفى: أمانة أن تنشر اللقاء بالكامل.
المذيع: سننشره حرفاً بحرف وكلمة بكلمة.
عبد الرحمن مصطفى رئيس الحكومة السورية المؤقتة للمعارضة السورية كنت من عنتاب (ديلوك) في شمال كوردستان.. لا تخشى أبداً، نحن لا نخفي أي جزء من المقابلات، ولا نغير في حديث الضيوف، ما قلته سوف ينشر.