• الثلاثاء , 26 نوفمبر 2024

مقتل 3 خبراء بينهم مستشار إيراني باستهداف وفد رفيع للحرس الثوري شرق سوريا

هبة محمد

دمشق – «القدس العربي»: 14/12/2020

استهدفت طائرة مسيرة مجهولة – يرجح أن تكون تابعة لقوات التحالف الدولي، أو سلاح جو الاحتلال الإسرائيلي – وفداً من الخبراء العسكريين التابعين للحرس الثوري الإيراني في مدينة البوكمال على الحدود السورية – العراقية شمال شرقي سوريا، تزامن ذلك مع إعلان رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، أفيف كوخافي، إخلاء الحرس الثوري الإيراني أخلى 500 قاعدة منذ مطلع العام الجاري نتيجة القصف والاستهداف والعمليات السرية التي استهدفت الإيرانيين وحلفاءهم في سوريا.

شبكة «عين الفرات» المختصة بنقل أخبار المنطقة الشرقية من سوريا، ذكرت الأحد، أن الطائرة استهدفت يوم السبت، ثلاث سيارات تقل وفداً من الخبراء العسكريين، يبلغ عددهم 15 خبيراً، وذلك على أطراف بلدة صبيخان شرقي دير الزور، حيث أسفر الاستهداف عن مقتل 3 منهم بينهم خبير إيراني، وآخران يحملان الجنسية العراقية، عقب رصد تحركاتهم. ووفقاً للمصدر فإن «السيارات المستهدفة، كانت تقل لجنة «مراقبة وتفتيش» تضم خبراء عسكريين، قدمت من العراق عبر مدينة البوكمال، للكشف على النقاط التابعة للحرس الثوري الإيراني في دير الزور».وأوضح المصدر أن اللجنة دخلت إلى الأراضي السورية قبل يومين، بعدما قسمت على ثلاث مجموعات، حيث تتألف كل مجموعة من شخصيات عراقية وإيرانية وأفغانية، توزعوا على مدن البوكمال والميادين ودير الزور وعياش.

ومهمتها وفقاً لمصادر مطلعة، هي الإشراف على نقاط المليشيات الإيرانية، وخاصة الموجودة منها على المعابر، بمرافقة عدد من القادة الميدانيين، حيث تقدم هذه اللجنة تعليمات وتوصيات، كما توضح استشارات عسكرية للميليشيات بالأماكن الهامة، في المحافظة، وتقدم خططاً لإنشاء نقاط عسكرية ومقرات جديدة فيها.في غضون ذلك، شن «الحرس الثوري» الإيراني في البوكمال في ريف دير الزور الشرقي حملة اعتقالات طالت العديد من المدنيين وعناصر الميليشيات المدعومة من طهران. وقالت مصادر محلية، إن مدينة البوكمال تشهد استنفاراً وحملة اعتقالات طالت مدنيين وعسكريين، عقب العثور على جثث 5 عناصر تابعين لميليشيات من «الحرس الثوري» داخل مقراتهم في حي الكتف في البوكمال، عُرف منهم أحمد علي العسكر (34 عاماً) أحد عناصر ميليشيا «فاطميون» ويتحدر من مدينة الميادين شرق دير الزور.ومن الأسماء التي طالها الاعتقال وفقاً لشبكة «الفرات بوست» المحلية، «صفوان محمد الخرابة» من حي الحميدية في مدينة دير الزور ومنتسب إلى صفوف «فاطميون» وكذلك تيسير علي العمر ، 45 عاماً، وهو من المدنيين الذين تواردت أنباء بأنه كان برفقة أحد العناصر المقتولين قبل الحادثة.وممن شملهم الاعتقال أيضاً، زهرة الحاج خلفان، نازحة في البوكمال ويعمل زوجها في لبنان، وشوهدت بالقرب من مقر العناصر الذين قتلوا بداخله يوم مقتلهم.

وأوضح المصدر أن حي الكتب تتواجد فيه مقرات أغلب ميليشيات إيران في الشرق السوري، ومنها «حزب الله، فاطميون، الحشد الشعبي، أبو الفضل العباس». وتنتشر الميليشيات الإيرانية شرقي سوريا، بدءاً من مدينة البوكمال على الحدود السورية – العراقية، وحتى معدان والسبخة بين الرقة ودير الزور.وعشية الضربة، أعلن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، أفيف كوخافي، أن الحرس الثوري الإيراني أخلى العديد من قواعده في سوريا، رابطاً هذه الخطوة بالغارات التي شنها جيشه وبلغ عددها منذ مطلع العام الجاري قرابة 500 بالإضافة إلى الكثير من «العمليات السرية» المفترض أنها استهدفت الإيرانيين وحلفاءهم في سوريا.

وقال كوخافي، الذي كان يلخص أحداث العام 2020 أمام جمع من المراسلين العسكريين لوسائل الإعلام الإسرائيلية، أول من أمس، إن العمليات الإسرائيلية استهدفت ضرب الجهود الإيرانية للتموضع العسكري، وإنه نتيجة لها «يشهد التموضع الإيراني في سوريا تباطؤاً واضحاً.

وتم إخلاء قواعد ومعسكرات ومقرات إيرانية من منطقة دمشق كجزء من حملة لإبعادها إلى شمال شرقي سوريا، وإن محاور نقل الأسلحة من إيران لسوريا تضاءلت بشكل كبير في الأشهر الأخيرة».

لكنه استدرك قائلاً: «لكن، لا يزال أمامنا طريق لاستكمال الأهداف في هذه الجبهة».وقال المسؤول العسكري الإسرائيلي أيضاً إن «هناك هجمات سيبرانية أيضاً نفذها الجيش الإسرائيلي خلال الفترة الأخيرة». وأكد أن هذا العام سجل مجال السايبر ارتفاعاً ملحوظاً في عدد الأنشطة العسكرية على الصعيدين «الهجومي والدفاعي».ولخص كوخافي قائلاً إن سنة 2020 كانت «سنة عسكرية عملياتية ناجحة على صعيد حماية الحدود وتعزيز الدفاع عنها وإحباط كل محاولة الاختراق على الجبهتين الشمالية والجنوبية، بالإضافة إلى إحباط العمليات التخريبية في منطقة يهودا والسامرة (الضفة الغربية المحتلة) التي سجلت انخفاضاً ملحوظاً في عدد الأحداث والقتلى».

وفي إطار الأنشطة العسكرية الإسرائيلية التي تندرج ضمن ما يسمى بـ «المعركة ما بين الحروب» قال كوخافي إنها «شهدت ارتفاعاً في وتيرة العمليات ونوعيتها، وزيادة في عدد النشاطات بالنيران، وتوسع نطاق الأنشطة السرية». واعتبر أنه «بناء على ذلك، يشهد التموضع الإيراني في سوريا حالة تباطؤ على مدى العامين المنصرمين، نتيجة نشاطات قوات الجيش ضد الإيرانيين والمضيف السوري على حد سواء.

وكجزء من ذلك، انخفض عدد الناشطين الإيرانيين في سوريا والميليشيات التابعة لها بشكل واضح».وقال كوخافي إن العام 2020 «شهد تعاوناً وثيقاً مع الجيوش الأجنبية، شملت تدريبات وتبادل الخبرات العسكرية، مع التركيز على الشريك الأمريكي، حيث تم تعزيز نشاطات متعددة طالت مجالات عدة؛ عملياتية وتكنولوجية».

وأضاف أنه «تم تطوير قدرات الجيش الإسرائيلي من حيث الجاهزية لحالات الطوارئ، وبضمن ذلك صياغة خطط قتالية حديثة تركز على تحقيق تصور الجيش لمفهوم النصر، والاستعداد لاندلاع مواجهات قتالية تتواصل لأيام على الجبهتين الشمالية والجنوبية، وتوسيع نطاق الأهداف، وتكثيف التدريبات والمناورات وزيادة نطاق الوسائل القتالية».

مقالات ذات صلة

USA