شهدت مدينة جبلة على الساحل السوري الخاضعة لنفوذ اﻷسد، أمس، تنصيب تمثالٍ جديد، وهو منحوتةٍ على شكلِ فانوسٍ بداخله رأس مجند في الجيش بلباسه العسكري
وتثير هذه المنحوتات الفنية حفيظة الشارع السوري بمختلف شرائحه، عواماً ومثقفين، ويعتبره الكثيرين ترسيخاً لثقافة العسكرة واﻻلتفاف على اﻷزمات التي يعيشها الناس، ﻻ سيما بعد إعادة إحياء تماثيل حافظ اﻷسد، ونجله باسل في مختلف المحافظات التي استعادها النظام عنوةً.
وأوضحت ” ديانا” طالبة في كلية الفنون الجميلة لبلدي نيوز، “أن ثقافة بصرية عابثة يحاول النظام تصديرها، ترتكز على مفهوم تشويه الذوق الفني والحس الإبداعي لدى السوريين واﻷجيال القادمة”
وتعتقد “ديانا”، أنّ سورية تمر بمرحلة حرجة ليس على مستوى الدمار الذي تحكي صورته واقعياً اﻷبنية والطرقات المدمرة، وإنما الخطورة تمتد إلى تكريس فن هزيل يقوم على التهريج وبلغةِ العوام “تمسيح الجوخ”.
وكثرا ما لفت الرسام السوري اﻷستاذ أسعد فرزت؛ اﻷنظار عبر صفحته الشخصية “فيس بوك”، إلى مدرسة اﻷسد التي تحاول ترسيخ ما يسميه “ثقافة الديك”، والتي أكد مراراً أنها؛ “تصدرت المشهد السياسي والثقافي على مدى خمسين عاماً، فرضت بالقوة من خلال إنشاء 55 فرع أمن للقتل والتعذيب، وتكريسها من قبل مثقفي وفناني القصر الجمهوري المخبرين، مما أنتج هذه الصورة التي ترونها”، حسب وصفه.
بالمقابل؛ توجد وجهة نظرٍ مختلفة يقولها عوام الناس، ويطرحون أسئلة، “ما الفائدة من تمثال الحذاء العسكري، وفانوسٍ بداخله مجند في الجيش، إﻻ اﻹشارة إلى حقيقة أزمة ثقافية وهدرٍ للمال العام وفق مبدأ على عينك يا تاجر”.
يشار أنّ مناطق سيطرة اﻷسد تعاني سلسلة من اﻷزمات المعيشية واﻻنفلات اﻷمني الذي أثار استياء الشارع الموالي.
المصدر: بلدي نيوز