يحاول نظام الأسد نشر أفكاره مجددا بين طلاب المدارس في المناطق التي استعاد السيطرة عليها، حيث سارع بعد عودته للغوطة الشرقية إلى افتتاح مدارس مرحلة التعليم الأساسي، وبدأ فورا بحملة ممنهجة لمسح ذاكرة الطلاب من الشعارات والمواقف المناهضة للنظام التي رافقتهم خلال السنوات السابقة.
وقال (محمود الغوطاني) الذي يعمل مدرسا في إحدى مدارس الغوطة لـ (أورينت) إن “الفرق الحزبية تقوم بمهمة مسح ذاكرة للطلاب”، مضيفا أن “المدرسين مجبرون على حضور اجتماعات دورية مع أعضاء من حزب البعث حيث يطالبونهم بضرورة التركيز أثناء الدروس على “دور الأسد والجيش السوري” في إعادة الأمان للغوطة”.
وأشار (الغوطاني) الذي استخدم اسماً مستعاراً خوفا من الاعتقال، إلى أنه “يُطلب من المدرس أن يخبر الطلاب أن من قصف الغوطة واستخدم الكيماوي ضد الأهالي هم الفصائل المقاتلة والغرب”.
ولفت “محمود” إلى أن النظام أرسل عدداً من المعلمين الموالين له لمدارس الغوطة الشرقية ليكونوا بمثابة عناصر مخابرات على الطلاب وبقية المدرسين من أبناء المنطقة، وأوضح أن الشعار الذي ترفعه المدارس هذه الأيام هو “الأسد للأبد”.
وحول هذه الخطوة، قال الأستاذ (عدنان سليك) مدير التربية والتعليم في ريف دمشق (التابعة للحكومة المؤقتة) إن “نظام الأسد العدو الأول للتعليم”، مشيرا إلى أن “النظام هو من دمر مدارس الغوطة واستهدف الطلاب والمدرسين خلال سبع سنوات”.
وأضاف (سليك) أن “النظام لا يرى في التعليم إلاّ وسيلة لتغيير الصورة الذهنية للطلاب عن نظام القتل والإجرام وتشويه صورة الثوار وترسيخ فكر البعث وتقديس الأسد”.
بدوره، يرى الباحث الاجتماعي (حامد عيسى) أن نظام الأسد لن ينجح في إعادة تشكيل ثقافة جديدة فهو غير مؤهل ويحكم سوريا بالقوة والخوف.
وأوضح (عيسى) أن ما جرى في الثمانينات لن يتكرر، لا سيما أن الثورة لم تنتهِ، ومن الممكن على المدى القريب حدوث حالات انفجار اجتماعي.
المصدر: أورينت نيوز