إبراهيم درويش لندن – “القدس العربي”: 5/9/2020 دعا المعلق في صحيفة “واشنطن بوست”، جوش روغين، المرشح الديمقراطي للرئاسة الأمريكية جوزيف بايدن لتصحيح أكبر فشل لإدارة باراك أوباما في السياسة الخارجية.وقال: “لو فاز، فسيرث جوي بايدن المسؤولية لإصلاح النهج الأمريكي في سوريا والذي كان فشلا أمريكيا ذريعا منذ إدارة أوباما. ووعدت حملة بايدن بزيادة دور الولايات المتحدة في سوريا وتصعيد الضغط على بشار الأسد وتأمين الكرامة والحماية والعدالة للشعب السوري، وهو نفس الوعد الذي لم يتحقق ويسمعه السوريون منذ عقد من الأمريكيين”.وأضاف روغين أن تصريحات بايدن حول سوريا كانت نادرة. ففي نقاش أثناء تصفيات الحزب للمرشحين قال إنه سيبقي حالة انتخابه على القوة الأمريكية الصغيرة في سوريا. وفي الخريف الماضي انتقد بايدن الرئيس دونالد ترامب لتخليه عن الأكراد أمام الهجوم التركي. وهاجم هذا الأسبوع ترامب لعدم رده على تصادم القوات الروسية مع الأمريكية في شمال سوريا. وفي العام الماضي انتقدت المرشحة كنائبة له كامالا هاريس النائبة تولسي غابارد ووصفتها بالاعتذارية عن الأسد، مما كشف عن الخلاف داخل الحزب الديمقراطي حول سوريا.وفي الوقت الذي يحمل فيه الكثير من التقدميين أمريكا مسؤولية معاناة السوريين إلا أن بايدن وهاريس يحملان الأسد وإيران وروسيا المسؤولية.وبحسب مسؤولين في حملة بايدن قالوا إن إدارة ديمقراطية في البيت الأبيض ستعيد التعامل مع سوريا من خلال الدبلوماسية وزيادة الضغط على الأسد ومنع الدعم الأمريكي لعمليات الإعمار حتى يوقف الأسد مذابحه ويوافق على مشاركة السلطة. ويرى بعض مسؤولي إدارة أوباما الذين يعملون الآن مع بايدن أن هذه فرصتهم للتوبة.ويقول توني بلينكين، نائب وزير الخارجية في عهد أوباما ومستشار بايدن: “لقد فشلنا في منع الخسارة التراجيدية للأرواح وتشريد الملايين الذين أصبحوا لاجئين أو أصبحوا نازحين في بلدهم وهذا أمر علينا العيش معه”. وقال: “هذا أمر ننظر إليه بعمق بعد ذلك، ولو منحنا السلطة سنتحرك ضده”. وقال روغين إن إدارة أوباما ارتكبت سبعة أخطاء من بينها قرار وضع خط أحمر لم تفرضه بل ووثقت بروسيا كي تقوم بنزع سلاح سوريا الكيماوي بالإضافة لتسليح المعارضة السورية بقدر يجعلهم لا ينهزمون. وبنفس السياق ارتكبت إدارة ترامب أخطاء فادحة كثيرة. فقد وجهت ضربة قوية لتنظيم الدولة الإسلامية لكنها خسرت السلام عندما تخلت عن قوات سوريا الديمقراطية بشكل أثر على جهود فرض الاستقرار في المنطقة. وفوض ترامب أمر الدبلوماسية لكل من تركيا وروسيا وشن هجومين صغيرين للاستعراض فقط ثم أعلن عن سحب القوات الأمريكية وتراجع مرتين وتفاخر بسرقة نفط سوريا.ويتشكك بعض السوريين الأمريكيين بوعود بايدن. وشعروا بالقلق عندما علموا أن مسؤولا سابقا في إدارة أوباما يعمل في فريق بايدن الاستشاري لشؤون الشرق الأوسط. فقد ناقش ستيفن سايمون ضد أي محاولات لوضع الضغوط على الأسد. وسافر سايمون إلى دمشق وقابل الأسد بعد مغادرته البيت الأبيض في عهد أوباما. ويقول مسؤولو الحملة إنه واحد من 100 عضو في الفريق ومواقفه لا تعكس بالضرورة الحملة أو بايدن. وهناك متطوعة مسيحية سورية من أوهايو وناشطة في داخل المجتمع العربي- الأمريكي لدعم بايدن. ووقفت مع الأسد وانتقدت دعم أمريكا للمعارضة في منشورات وضعتها على منصات التواصل الاجتماعي. ووبختها الحملة على المنشورات ولكنها أبقت عليها ضمن المتطوعين.ونشرت الحملة قبل فترة خطة الشراكة للتعاون مع المجتمع العربي- الأمريكي وأثارت إرباكا عندما قالت إن بايدن “سيحشد بقية الدول لإعادة إعمار سوريا” وهو ما يريده الأسد. وأثارت هذه أسئلة حول ما إذا كان بايدن يريد تطبيق قانون العقوبات “قيصر لحماية المدنيين السوريين” وهي أقوى العقوبات ضد نظام الأسد والمقربين منه وعدد كبير من الشركات التي تملكها الدولة والكيانات الأجنبية التي تتعامل مع النظام.لكن بلينكين قال إن قانون قيصر “وسيلة مهمة جدا” لتحديد قدرة الأسد على تمويل العنف والضغط عليه لتغيير سلوكه. ويعطي القانون استثناءات للمساعدة الإنسانية، مضيفا أن الأسد هو سبب معاناة الشعب السوري وليس الولايات المتحدة. ومن أجل تخفيف مظاهر القلق، يقول كنان رحماني، مستشار “أمريكيون من أجل سوريا الحرة”، فعلى فريق بايدن للشؤون الخارجية إصدار خطة مفصلة حول ما سيقوم بعمله لوقف الحرب المريعة في عامها العاشر الآن، وكيفية حماية المدنيين.وقال: “كسوريين- أمريكيين نريد معرفة موقف بايدن من سوريا” و”حملة ترغب بإعادة قيادة أمريكا العالمية يجب أن تكون مليئة بناس يؤمنون بالديمقراطية وحقوق الإنسان” و”لا توجد أجوبة سهلة عن سوريا، لكن السماح لسوريا بالإفلات من العقاب لن يجلب لنا السلام أو يوفر لنا الحماية. وعد بايدن باستخدام القيادة الأمريكية كورقة من أجل التوصل لنتائج جيدة، مدخل جيد ويأمل السوريون بهذا”.