مع انطلاقة الثورة السورية بدأت قوات تنظيم الأسد الأرهابي والميليشيات الموالية له في ارتكاب ابشع الممارسات المجازر ضد الشعب السوري بكافة أطيافه ومكوناته مستخدما كافة أنواع الأسلحة .
ويصادف اليوم الذكرى السنوية 12 لاحدى ابشع المجازر التي ارتكبها قوات تنظيم الأسد الأرهابي في مدينة الحمص.حيث اعتصم أهالي حمص، في مثل هذا اليوم من عام 2011 ليسجل بذلك أول اعتصام منذ بدء الثورة، بعد تشييع المدينة وريفها 8 ضحايا قتلوا قبل أيام أثناء المظاهرات.
وجرى الاعتصام عند ساحة “الساعة الجديدة” في وسط حمص، التي تعدّ أحد أبرز معالم المدينة الحديثة وأشهرها،
راح المعتصمون يتوافدون إليها قبيل الغروب، لتمتلئ الساحة بشكل كامل بعد غروب شمس ذلك يوم. وكان من المقرر أن يستمر الاعتصام حتى اليوم التالي.
في ذلك المساء، أطلق ثوار حمص على الساحة مسمّى “ساحة الحرية” ليحل محلّ “ساحة الساعة”. وقُدرت أعداد المشاركين بالاعتصام بادئ الأمر بأكثر من 40 ألف معتصم، من مختلف المكونات الاجتماعية والفئات العمرية.
أدّى جمهور كبير من المعتصمين صلاتي المغرب والعشاء، وعند منتصف الليل أبلغ الإمام والخطيب الحمصي “محمود الدالاتي” المعتصمين بأنّه تلقى اتصالاً من القصر الجمهوري يطلب منه فض الاعتصام، وإلا فسيتحمّل المعتصمون النتيجة. واستجاب المعتصمون لدعوة الدالاتي إلى إنهاء الاعتصام ومغادرة الساحة، فغادر كثيرون وبقي في الساحة نحو 3 آلاف شخص.
قرابة الساعة الثانية صباحاً، تحدّث الشيخ الدالاتي مع المعتصمين، وقال إن منظّمي الاعتصام حريصون على حياة المعتصمين، وأضاف أن المنظمين تلقوا تطمينات من النظام لترتيب لقاء وتلبية مطالب الأهالي.
وفور انتهاء كلمته، اقتحم المئات من عناصر الفرقة الرابعة في الحرس الجمهوري والمخابرات الجوية الساحة، وراحوا يطلقون النار مباشرة على المعتصمين وبدؤوا بإطلاق النار بشكل عشوائي على المعتصمين مرتكبين ابشع مجزرة راح ضحيتها العشرات من المدنيين العزل.
ولم يتم التوصل إلى العدد النهائي للضحايا ولكن منظمة “هيومن رايتس ووتش” أكدت حينها أن 150 شخصاً من الاعتصام أصبحوا في عداد المفقودين، كما عثر على 35 جثماناً في مكب نفايات بالقرب من مقبرة النصر في اليوم التالي للهجوم.
وتعتبر “مجزرة الساعة” نقطة تحول في الثورة السورية في سورية عامة وفي مدينة حمص بشكل خاص، إذ أكدت على طريقة تعاطي تنظيم الأسد الإرهابي مع التظاهرات السلمية.