بات المنطق والفكر الراسخ لدى السواد الأعظم من الكُرد السوريين أن العدو الأول لهم هو تركيا ، وأصبح النظام العفلقي السوري بالنسبة لهم حمامة سلام وكأن شيئاً لم يكن خلال تاريخهم الحافل بالمآسي والويلات مع هذا النظام … طبعاً هذا ما عمل عليه الماكينة الأعلامية لحزب العمال الكُردستاني منذ عقود ، وهذا ما حصدناه من فلسفة عبدالله أوجلان وأفكاره السوداوية تجاه كُرد وكُردستان سوريا حينما قالها جهاراً نهاراً ” ليس هناك مصطلح دقيق و صحيح لكُردستان سوريا والأفضل أن نقول عنهم أكراد مهاجرين من تركيا نتيجة حروب وثورات قامت هناك فلجؤوا الى الدولة السورية ”
فمنذ عقود وهم يحاولون تمييع القضية الكُردية في سوريا وإنهائها وتذويبنا في بوتقة العروبة ، وتوجيهنا نحو تركيا واستعمال الكُرد السوريين كورقة ضغط يلوحونها بوجه تركيا .. طبعاً بمساعدة النظام السوري البائت الذي بنى لهم قواعد عسكرية في سوريا ولبنان وسخرّ لهم جميع الإمكانيات ، وجميعنا يعلم أننا دفعنا آلاف الأرواح من شبابنا الكُرد السوريين في حرب الطواحين الهوائية وخدمة لأجندات العمال الكُردستاني دون أن ننال أي فائدة تدرّ بالمنفعة علينا ، ولا حتى أخذوا شبر من أراضي شمال كُردستان ، بل كانت محصلة أربعة عقود تدمير أربعة آلاف قرية على رؤوس ساكنيها ، وتشريد الكُرد وقتل الآلاف منهم كما حصل في كوباني ويحصل في عفرين فضلاً عن الفتور القومي الذي بات جلياً لدى الكُرد في تركيا ، وعوضاً عن الأهتمام بخصوصياتنا ككُرد سوريين والعمل على حل قضيتنا في سوريا خلقوا لنا عدو وهمي أراده لنا نظام عفلق بمساعدة عملائها من الآبوجيين …
– السؤال الذي يطرحه الكثيرون من الأبواق الآبوجية علينا ؟
– لماذا لا تتكلم عن أربعة آلاف قرية دمرها أردوغان في شمال كُردستان ” في تركيا ” هل هذا الدمار قام به حزب العمال الكُردستاني وال PYD أم أردوغان !!
– لكي لا يتهمني أبواق هذا الحزب بالأردوغانية وأنني عميل لدى الميت التركي وأحاول تبرئة أردوغان … لماذا لا نسأل أصحاب أربعة آلاف قرية مدمرة وآلاف الشهداء ، فبالتأكيد هم أعلم منا وكانوا شاهدين على مأساتهم ، ولديهم تجارب أليمة مع هذا الحزب .. وبعيداً عما تروجه الماكينة الأعلامية الآبوجية دعونا نستلخص ردات فعلهم بعد هذه السنين ، ومواقفهم وأفكارهم واصطفافاتهم الحالية .
– لماذا وقف الغالبية من أصحاب أربعة آلاف مدينة و قرية مدمرة وآلاف الشهداء ، والذي يبلغ تعدادهم خمس وعشرون مليون كُردي في تركيا مع أردوغان في حملته الأنتخابية وانتخبوا لصالح حزبه هل لأنهم لا يعلمون خباثة أردوغان مثلاً أو لأنهم جاهلين ؟؟
– لماذا لم يطالب أصحاب أربعة آلاف قرية مدمرة وآلاف الشهداء بـ عبدالله أوجلان المحكوم مؤبد والذي أفنى عمره من أجلهم كما يقول حزب العمال الكُردستاني وأبواقه هل لأنهم ناكرون للجميل مثلاً ولا يعلمون ما فعله أوجلان من أجلهم ؟؟
– لماذا لم يخرج في دولة هذا القائد مظاهرة في ذكرى أعتقال عبدالله أوجلان والتي تسمى بـ ” اليوم الأسود ” ولم ينادوا بحياته والمطالبة بخروجه من السجن كما حصل في مناطقنا في روچ آفا ؟؟
– لماذا لا يخرج أصحاب أربعة آلاف قرية وآلاف الشهداء في مظاهرة في قلب تركيا دعماً لأخوتهم في عفرين ومطالبة حكومتهم لوقف الحرب على أبناء جلدتهم ، والجميع يعلم أن شعب عفرين قدم الآلاف من أبنائه لهذا الحزب وأرسلهم إلى جبال قنديل ليشاركوا في حربه مع تركيا ومن أجل تحرير كُردستان تركيا ، هل لأنهم بعيدون عن القومية مثلاً وأنهم باعوا أنفسهم لأردوغان كما توصفهم أبواق العمال الكُردستاني ؟؟
– لماذا لا يخرج أصحاب أربعة آلاف قرية مدمرة في مظاهرات ومسيرات دعماً لهذا الحزب هل لأنهم لا يفقهون شيئاً مثلاً !! وأنهم عبادين المال والمصالح كما تصفهم حاضنة أوجلان من الكُرد السوريين ؟؟
– أيها الأخوة يا أبناء شعبنا الكُردي لتعلموا أن سبب مواقف الكُرد في كُردستان تركيا تجاه هذا الحزب وقائده وتجاه الكُرد السوريين ليس سببه الفتور القومي أو ضعف في الإدراك أو بسبب الجهل كما يتم ترويجه من قبل أبواق الحزب والماكينة الأعلامية الآبوجية ، بل لأنهم أكتشفوا خباثة وعمالة هذا الحزب،وعلموا أن هذا الحزب صناعة مخابراتية تابعة للأنظمة الغاصبة عملها تدمير المدن الكُردية والقضاء على تطلعاتهم وعلى القضية الكُردية وتذويب الكُرد في بوتقة القوميات السائدة ، فما نمر به الآن من مأساة ودمار وخراب وقتل وتشريد هم سبقونا بها ، وأجتازوا هذه المرحلة و صحصحوا من غفلتهم منذ سنوات .. ولكننا لا نزال في سبات عميق و غافلون عن عمالة وارتزاق وخيانة هذه الثلة ، ولن نستيقط من نومنا إلا على أشلاء الآلاف من فلذاتنا ، ودمار كامل مدننا وضياع قضيتنا في سوريا .