سؤال نسمعه بين الفينة والأخرى من بعض السوريين الذين صدمهم ما رأوا من حجم الدمار والكراهية والانقسام والتشرد والتبعية لقوى خارجية يسيطر بعضها فعليا على الأراضي السورية. نعم هناك شعب سوري وسيبقى مهما تبدلت الاسماء التي تطلق على المنطقة التي يسكنها والخريطة السياسية التي يعيش عليها.
سيبقى الشعب السوري لأن الشعوب لا تتشكل وفق الخرائط السياسية التي تفرض عليها، ولا تتحدد بمن يتحكم بمفاصل الدولة لفترة من الزمن، بل بالقيم التي تنتمي إليها والتراث الذي يشكل وعيها على مر القرون.
الشعب السوري يتحدد بعشقه للحرية والكرامة، ورفضه للهرمية الاجتماعية والسياسية التي لا تقوم على مبدأ المساواة والعدل. ويتحدد كذلك بحبه للعمل والابداع، وطموحه إلى التطور والارتقاء، ووقوفه مع المظلوم والضعيف في وجه الظالم المعتدي، وصبره للوصول للهدف المنشود مهما طال الزمن وغلت التضحيات. هذا الشعب لن يتغلب عليه المتنمرون والوصوليون وشذاذ الآفاق مهما فعلوا، ومهما تلقوا من دعم الحاقدين والطامعين، ومهما طال زمن النضال والبذل لاستعادة الحرية والكرامة والقرار الوطني..
هذا هو الشعب السوري الذي ينتمي إلى أمة عريقة حملت قيم الحق والعدل والمساواة والإيمان والتسامح والعلم والسمو عندما كان الناس يركعون للجبابرة ويتبعون الكهنة والمنجمين.
رفقا بنا وبكم أيها المتسائلون في لحظات المخاض السوري الصعب!