رديف مصطفى
لطالما أكدنا مراراً وبناء على معطيات التاريخ والواقع بأن العلاقة بين ب ي د و و ي ب ك وقسد ومسد المتجسدة بتجربة الادارة الذاتية في سوريا وحزب العمال الكردستاني هي علاقة عضوية ومركبة وتبعية وتدار من قبل كوادر العمال الكردستاني سواء كانوا من أصول سوريا أو أصول أخرى ويمكن وصف هذه العلاقة بمثابة العلاقة بين الجسد والرأس .
العلاقة بين مايسمى بالادارة الذاتية بكل تعبيراتها العسكرية والسياسية مع نظام العصابة الأسدية هي علاقة قديمة جديدة ولازالت مستمرة عبر الحوار العلني والتنسيق الامني والعلاقات الاقتصادية والإدارية، فترت هذه العلاقة بعد تسليم عبدالله أوجلان وعادت بحميمية في بداية الثورة بموجب اتفاق برعاية ايرانية حيث تم تسليم قسم كبير من المناطق الكردية لل ب ي د وبقيت القامشلي تدار بشكل مشترك وتم دعمهم بكافة السبل ورغم ادعاء الحيادية كان واضحا وقوفهم الى جانب النظام في مواجهة قوى الثورة وكان الهدف تحيبد السوريين الكرد عن الثورة وقواها وتوجيه أنظارهم نحو تركيا .
العلاقة مع قوى التحالف الدولي وعلى رأسهم الولايات المتحدة والتي بدأت فعليا بعملية تحرير كوباني- عين العرب من قطعان داعش الارهابية ورغم أن هذه العلاقة أفادت ب ي د في السيطرة على الكثير من الاراضي الى أنها كرديا كانت باهظة الثمن ولازالت دون أي اتفاق أو أفق سياسي.
بالنسبة للعلاقات الكردية معروف للقاصي والداني بأن العمال الكردستاني ومن يتبع له لايؤمن بالشراكات الفعلية الحقيقية والآخر المختلف بشكل عام والآخر الكردي بشكل خاص هو مشروع قمع أو الأخذ تحت الابط والابتلاع وبالتالي يعمل على التفرد بالقرار العسكري والسياسي والإداري والاقتصادي وهذا من أهم أسباب فشل الاتفاقات الكردية البينية وما يسمى بالحوار الكردي بشكل عام . فهم يتفردون بكل شيء ويريدون وجود الآخر معهم للزينه أو لعب دور الكومبارس أما بالنسبة للعلاقة مع الروس هي علاقة خدمت الروس والنظام ولازالت وعفرين خير شاهد.
ناهيكم عن اساءة هذه التجربة الى العلاقة البينية على مستوى مكونات الشعب السوري وخاصة الكرد والعرب وخلق المزيد من التوتر وفقا لأجندة غير وطنية وبعيدا عن مصلحة الشعب السوري عبر سياسة حافة الهاوية الحمقاء فالعربي المعارض لهم داعشي والكردي أردوغاني.
أما بالنسبة للأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية والديمقراطية واحترام حقوق الإنسان في مناطق سلطة قسد فعلى الرغم من الحديث عن الديمقراطية ليل نهار الا ان هذه التجربة لاعلاقة بالديمقراطية لا من قريب ولا من بعيد وهي تجربة عسكرية تقودها سلطات أمر واقع لاتملك أية شرعية أو مشروعية قائمة على هدر الحقوق والحريات والاعتقال التعسفي وقمع الاعلام وتجنيد القصر والتجنيد الإجباري فضلا عن عمليات التهجير عبر ممارسات أقل ما يمكن وصفها بالارهابية.
الاوضاع المعيشية بالغة الصعوبة وهناك الكثير من حالات الفقر والجوع وضع التعليم كارثي الاوضاع الصحية ليست أفضل حالا الفساد مستشري وأدى الى خلق فئة جديدة من الطفيليين ولذلك فشلت الادارة هذه في اقناع الكثير من الناس بالعودة الى هذه المناطق.
أما بخصوص العلاقة مع قوى الثورة والمعارضة فمنذ البداية اختارت ب ي د الوقوف الى جانب النظام رغم زعم الحيادية وكمحاولة فعلية لبدء العلاقات مع قوى الثورة من قبلهم بدأت بعد انسداد الافق السياسي أمام هذه التجربة وبقائها خارج اطار مفاوضات الحل السياسي بجنيف وبالتالي حاولت قيادات قسد ومسد التسلل تحديدا الى الهيئة العليا للمفاوضات واللجنة الدستورية سواء عبر بعض جهات المعارضة الرخوة أو عبر الحوار الكردي الكردي مؤخرا وذلك للمشاركة بالعملية السياسية التي تجري برعاية أممية حتى دون التخلي عن علاقاتها المتناقضة سواء مع النظام أو مع باق الأطراف الإقليمية والدولية وخاصة ايران وروسيا الى جانب المحاولات المستمرة في توتير العلاقة مع الجارة تركيا ولأسباب لا علاقة لها بالملف السوري.
خلاصة هل تستطيع هذه الادارة فك ارتباطها مع العمال الكردستاني وقطع علاقاتها مع النظام وايران والاعلان رسميا الانحياز الى الثورة وتبني أهدافها ومطالبها وتسليم المناطق لأهلها الاحرار عبر حوار وطني شامل بعيدا عن الاقصاء والتهميش والتفرد أن شخصيا أتمنى ذلك ولكني لا أعتقد علما أن هذه التجربة أساءت للقضية الكردية في سوريا كجزء لايتجزأ من القضية الوطنية الديمقراطية في سوريا والتي لايمكن حلها إلا عبر اسقاط نظام العصابة الاسدية وبناء دولة المواطنة دولة الحق والقانون والعدالة دون تمييز فضلا عن أنها ساهمت ولاسباب كثيرة في اطالة أمد سلطة النظام .