بقلم د.محمد حاج بكري]
سوريا وطن قيمته تعلو على المقاصد الضيقة والمخرج الوحيد من مجمل أزمتنا في رؤية استراتيجية تتسم بالعقلانية و الموضوعية والإنتماء الوطني أما أن ندخل في معارك صفرية يكون النصر فيها لطرف دون آخر فهو مستحيل و الخاسر الوحيد هو جيل سوري أثر جيل ليس له ميراث غير تأريخ القتل و الدمار.
واقع الحل يفرض علينا توجيه هذه الرسالة مع عدم إيماننا بالطائفية او أي شكل من أشكال التمييز في المجتمع إلا على أساس الانتماء والكفاءة.البيت العلوي اليوم هو الأولى بالترميم من كل البيوت السورية بعد أن قتل بشار الأسد من الطائفة السنية مئات الآلاف وهجر الملايين فهو البيت الثاني الذي أراد له الأسد أن تهدم أركانه وأن تتناثر أوصاله وأن تقتل رجاله وتيتم أطفاله وترمل نساءه وأن يقضى على كفاءاته.ورسالة الأسد إليكملا أحد منكم يستطيع محاسبتي حتى لو تم فنائكم أو يشكك في مفاضلتي للإختيار بينكم ، فأنا لست في خدمتكم، إنما أنتم جميعا تحتاجون وجودي ورضائيفأنا السيد الذي ينهي ويأمر، وأنت مجموعة عبيد تطيعونني في مذلة واستكانة ورضوخ ومهانة وخنوعأنا الذي يمنع, ويمنح, ويمن عليكم, حتى بوجودكم وينهى ويأمر وأنا معصوم من الخطأ وعليكم الطاعة العمياء خوفا مني أو طمعا في ثوابي أو خشية رجال أمنيأعترف لكم بصراحة ووضوح أنني لَمْ أحتقر وأزدري مثلـَكم، فأنتم أكثرهمجية و عَدَاوة للشعبِ مِني، وأنتم متورطون ومتواطئون في المشهدِ النهائي للفَصْل الأخير لوطنكم قبل أنْ ينـْهار بشكل نهائي وأنتم خالفتم وخنتم الضميرَ الاجتماعي والوطني والديني بمشاركتكم في هذه المسرحية القذرة التي تصيب النفس العفيفة بالغثيان، وكل الدلائل والقرائن تؤكد إلىَ أنني أحتاج فقط شرعية دستوريةً من تحت قـُبة البرلمان لأُكْمِل ما بقي من تدمير وطنِكم.
لو تحركتم ضدي فإنني لن أتردد في فَضْحِ مشاركتِكم لي، وأنكم أكثر مني خيانة وغدرا للشعب السوري ، لقد حولتكم إلى مِدادِ قلمٍ أوَقِّع به علىَ إعدامِ أُمَّةٍ وشعب من أعرق أمم الأرض وشعوبها .وأنا أحتقركم بكل ما في نفسي من بطش وإرهابإنها صفقةٌ شيطانية وإبليسيةٌ بيني وبينكم لو رفعتم شعاراتِ وطنيةً ودينية وأخلاقية فكل جرائمي قمتم بتنفيذها ودَسْتيرِها وتشريعِها.
اليوم البيت العلوي نائم على أعمدة البيت السوري الممزق والمشتت مساندا للأسد ويراد له أن يزاح من المعادلة بدل من أن يكون مكون صلب لا يقبل الإهانة لسوريا أو أن تتقاسمه روسيا وإيران وتتكالب عليه الذئاب المفترسة التي تعيش بجواره.
البيت العلوي اليوم أقدر على التأثير في الداخل السوري وعلى رجالاته أن يدركوا أن نظام الأسد مع آل الأخرس ومصالحهم المادية على حساب سوريا وشعبها أظهر للعلن أن حربهم تتعلق فقط بزيادة ثرواتهم وتهريبيها إلى الخارج والحفاظ على سلطتهم وأنهم استغلوا العلويين لمآربهم الشخصية و ضحوا بمئات الآلاف من شبابهم ما بين قتيل ومعاق تحت ذرائع وهمية لا حياة لها.
على البيت العلوي أن تتوحد قواه ورجالاته وأن يعيدوا صياغة استراتيجية جديدة بعد أن رأوا من الويلات الكثير وبعد أن جرهم الأسد إلى حرب أصبح من جراءها كل بيت من بيوتهم يحتوي قاتل أو مقتول إضافة إلى الإهانة والإذلال وتسليم رقابهم لمن لديه شهوة الانتقام وربما تطول خسارتهم للتاريخ ومكانتهم في بلدهم وتدمير مستقبلهم إذا استمروا في نفس النهج والطريق ما لم يتداركوا أمرهم ومحاولة استعادة كرامتهم والانضمام إلى باقي مكونات الشعب في قضيته العادلة.
اصحوا يا قادة العائلات ويا كبارهم على مصيركم ومصير اهلكم وضعوا مصلحة سوريا وشعبكم في المقام الأول والأخير لكي لا تفرطوا في عيشكم ونسيجكم المشترك ودوركم و مكانتكم التي ضاعت و بعثرت و بإمكانكم بصحوة من خلال رؤية صحيحة و مراجعة للذات أن تعيدوا بناء جسدكم السوري و استعادة ما خسرتموه لأنكم إن بقيتم على هذا النهج فالثمن سيكون غاليا و على سوريا بالكامل.
تأمل سوريا أن لا يكون البيت العلوي وسيلة الإنفصال و التقسيم وأن يكون الفرصة رغم تأخرها للحفاظ على وحدة سوريا و شرفها و وحدتها وأن تكونوا بيتا من بيوت سوريا واعيا للحرية و الكرامة و بناء دولة القانون و المؤسسات و دولة العدل و الإنصاف بلا طائفية الأسد المقيتة.
أنتم اليوم أمام استحقاق كبير فلا تضيعوا هيبتكم فآل الأسد والأخرس بيوتهم عامرة بالثروات وقوتهم في الهيمنة والاستبداد استمدوها من شبابكم وعليكم واجب أن لا تطأطأ رؤوسكم امامهم وإلقاء فلذات أكبادكم في سبيلهم.
موفقكم الصحيح إذا رغبتم هو إعمار لكل البيوت الأخرى وهو الطريق إلى قلوبهم وهو السبيل للقضاء على الطائفية ورفع الراية السورية خفاقة عالية تزهو بالمجد والكبرياء.لقد عسكر الأسد بيتكم مستغلا حاجة الفقراء والمحتاجين وعن طريقهم حارب سوريا والسوريين فاستباحها واحتكر ثروتها وخالف قوانينها وحولها إلى دولة مرتهنة.
نحن نعيش في مساحة اللادولة مهما انشدنا الأغاني الوطنية ورفعنا من أعلام فلا أغنية موطني ولا الجمال والجلال والثناء والبهاء ورائحة الموت والدم والقتل والتهجير تفوح في مدننا وقرانا ولا أمل للجميع في حكم العصابات والميليشيات التي تتحكم في أرواح شباب سوريا ليسقطوا واحدا تلو الآخر فالشاب اليوم هو ابن الميليشيا القوية فقط لأنه يستطيع ان يقتل بدم بارد ليمنح وساما أسديا فقد أعاد هيبة الأسد ما دام يقتل برصاصه سوريا.
زمن الفرص أوشك على النفاذ وعليكم العودة من وحل الأسد ولا زال في الوطن وبصدر الشعب متسع وهناك صوت يناديكم لعودة كريمة وباب العودة عن الخطأ عمل مشرف فتداركوه قبل أن يغلق طوق النجاة سيرحل الأسد وثروته ولكم حرية الاختيار.