• الثلاثاء , 26 نوفمبر 2024

الذكرى السنوية السابعة عشر لانتفاضة قامشلو .

تمر الذكرى 17 عشر لانتفاضة قامشلو التي راح ضحيتها عشرات الشهداء والجرحى من أبناء الشعب السوري من المكون الكردي برصاص اجهزة الامن التابعة للنظام السوري حيث وقعت الأحداث بتاريخ 12 آذار عام 2004 في ملعب مدينة القامشلي في مباراة نادي الجهاد من القامشلي ونادي الفتوة من دير الزور حيث انطلقت مظاهرات منددة باطلاق الرصاص الحي على مشجعي نادي الجهاد واستمرت 6 أيام.

انتفض الشباب الكردي في القامشلي على اثر قيام المخابرات السورية وبشكل مخطط مسبقا بادخال بعض المشجعين وهم يحملون الحجارة لافتعال مشاكل في مباراة كرة قدم في القامشلي حيث قاموا برفع صور صدام حسين، مما أثار غضب الكرد مشجعي فريق الجهاد وحدثت مشاجرات استخدم فيها المندسون من الامن الى الملعب الحجارة وتدخل محافظ الحسكة سليم كبول الذي حضر بشكل سريع الى ساحة الملعب ومعه كتيبة حفظ النظام واطلق النار من مسدسه باتجاه مشجعي نادي الجهاد.

حيث سقط خمسة شهداء من الشباب الكرد مشجعي نادي الجهاد واجتمع عشرات الالاف من اهالي القامشلي في محيط الملعب وبداوا التظاهر واطلاق الشعارات ضد الامن ومحافظ الحسكة وفي يوم تشيع الشهداء اطلق الامن السوري الرصاص على المشعين وسقط عشرات الاشخاص بين قتيل وجريح وسرعان ما امتدت المظاهرات إلى مناطق أخرى ذات الأغلبية الكردية وبدأت المظاهرات والاعتصامات تمتد إلى مناطق أخرى في محافظة الحسكة كالمالكية وعامودا ورأس العين والدرباسية، وإلى العاصمة دمشق في مدينتها الجامعية وحي المشاريع حيث تقطن أغلبية كردية، قبل أن تنتقل يومي 15 و16 التاليين إلى حي الشيخ مقصود والأشرفية في مدينة حلب و عفرين و كوباني اللتان تقعان في ريف حلب.

ولجا المتظاهرون حينها إلى حرق المكتب المحلي لحزب البعث الأمر مما أدى إلى استخدام نظام الأسد القوى العسكرية ونشر قوات مدعومة بالدبابات والمروحيات التابعة للحرس الجمهوري في مدينة القامشلي وشن حملة قمع. واعتقالات طالت ٢٧٠٠ شاب في محافظة الحسكة ومثلها في بقية المحافظات وبلغت الأحداث ذروتها عندما أطاح الكرد في عامودا بتمثال حافظ الأسد. 

واستشهد ما لا يقل عن 30 مدنيا .وخلقت المواجهات 40 شهيدا وفق حصيلة رسمية ومئات الجرحى، ونحو ٤٠٠٠معتقل كردي و تعرضوا للتعذيب من قبل أجهزة النظام الاسدي.

ويرى المراقبون أن انتفاضة القامشلو في شهر آذار/مارس 2004، شكلت نقطة تحول كبرى في العلاقة ما بين الكرد السوريين والسلطات السورية، فلطالما عانى الكرد السوريون من التهميش والتمييز والإقصاء على يد الحكومات المتعاقبة إلى الحكم في سوريا.

وكانت تلك هي المرة الأولى التي يتمّ فيها تنظيم مثل هذه المظاهرات الواسعة في البلاد من قبل الكرد. ولقد أزعجت درجة وعِظم هذا التحرك نظام الأسد حينها ، التي ردّت بالعنف المفرط لقمع الاحتجاجات.

وفي السياق ذاته ترى رابطة المستقلين الكرد السوريين أنه على الرغم من بدء الحراك الشعبي السلمي في سوريا في آذار عام ٢٠١١ إلا أن انتفاضة قامشلو كان لها تأثير غير مباشر في كسر حاجز الخوف لدى السوريين، وبناء أرضية لانطلاقة الثورة السورية .

وفي هذا السياق صرح لنا الباحث بالتاريخ الاجتماعي والسياسي السوري مهند الكاطع :

ان الحراك الكردي سنة ٢٠٠٤ كان خطوة جريئة ويعكس مسألتين هما غاية في الأهمية: – الأولى هي وعي الشارع الكردي بموقفه المناهض للنظام واستعداده لتحدي القبضة الحديدية وكسر حاجز الخوف اتجاهها.- الثانية هي شجاعة الأكراد، وهي شجاعة أشادت بها مصادر التاريخ العربية منذ القرون الوسطى.

واضاف الكاطع قائلاً: انه على الرغم من جرأة وشجاعة الموقف الكردي في الحراك الجماعي سنة ٢٠٠٤ على خلفية انطلاق الشرارة في أحداث شغب وصدام بين مشجعي فريقي الجهاد المحليين وجمهور الفتوة القادم من دير الزور، فأنه لا بد لنا من وصف معالجة الواقع السوري بشكل عام والظرف الإقليمي والدولي آنذاك بشفافية لنستطيع تقديم الإجابة الحقيقية والموضوعية والبعيدة عن العواطف على الأسئلة الرئيسية حول مدى أثر الانتفاضة في كسر حاجز الخوف لدى الشعب السوري أو دورها في التمهيد للثورة السورية.

دعونا نتفق أن الحراك الكردي جاء بعد عام واحد على احتلال العراق، وفي مرحلة كان فيها الشارع العربي وبشكل خاص في سورية مستاء جداً وغاضب من الاحتلال الأمريكي للعراق وحانق على جميع الدول والقوى والشخصيات التي ساندت الدبابة الأمريكية، وعليه وبالرجوع إلى مسببات انطلاق شرارة الحراك في الملعب سنجد أن الموقف من احتلال العراق كان السبب الرئيسي لاندلاع الصدام واتهم كل منهما الآخر بالإساءة للرموز السياسية له، واتحدث هنا على الموقف من زعماء الأكراد ونظام صدام حسين!

الحراك الكردي كان تحدي مباشر للنظام والسلطة الأمنية وكسر هيبة النظام بدون شك، لكن كما قلت الظروف التي انطلق فيها والمتزامنة مع تهديدات كان يطلقها كولن باول لاحتلال سورية، وكذلك بعض الشعارات الاحادية التي انطلقت في القامشلي آنذاك حول الفيدرالية وحول كردستان والاشادة بأمريكا وبوش، كل تلك الشعارات وما رافقها من بعض اعمال الشغب كحرق بعض المؤسسات، تركت انطباعاً متحفظاً إن لم نقل سلبياً عند باقي السوريين آنذاك، فالانتفاضة “الكردية” كان ينظر إليها من قبل السوريين آنذاك بشكوك كبيرة وكانتفاضة قومية كردية وليست شعبية سورية، وذلك نتيجة شعاراتها القومية الخاصة بالاكراد ومطالبهم التي بدت متأثرة بقوة موقف إقليم كردستان العراق بعد الغزو وقرب قياداته من الأمريكان، وبالتالي لم يجد الحراك الكردي تعاطفاً من السواد الأعظم من السوريين على الرغم من تأثيره الغير مباشر على حاجز الخوف في نفوسهم.

أما الثورة السورية العظيمة وانطلاقتها سنة ٢٠١١ فاعتقد أنها جاءت في سياق مختلف تماماً عن “الانتفاضة الكردية”، والملهم الأكبر لها كان حراك الربيع العربي الذي بدأ من تونس مروراً بمصر وليبيا واليمن، يساعده جملة من الرفض الشعبي لسلطة النظام الطائفي الذي بدا أنه لم يتبدل في عهد الأسد الابن كما كان يأمل السوريين، وكانت سياسات بشار استمرار لنهج ابيه في الاستبداد والقمع والظلم، وبدا واضحاً القاعدة الشعبية الكردية التي تبنت الثورة وشعاراتها وكانت حاضنة لها منذ انطلاقتها الأولى، ساهم في تضامن الشعب السوري مع كل المظالم التي تعرض لها الأكراد كمسألة الحرمان من الجنسية وتعلم لغتهم وغير ذلك، قبل أن تدخل الأحزاب الكردية مجدداً على الخط وتخرق الشارع الثوري بشعارات أحادية مجدداً ساهمت في توليد الشرخ مجدداً في الشارع السوري، وبقيت الأصوات الكردية المنظمة المتبنية للثورة لا تتعدى محاولات رابطة المستقلين الكرد الحثيثة في تأكيد التزامها والتزام الشارع الكردي بقيم الثورة وانتماءها السوري والعمل المشترك مع باقي أطياف الشعب السوري للخلاص من الاستبداد وبناء دولة مدنية ديمقراطية تكفل حقوق جميع السوريين وتضمن مشاركتهم على قدم المساواة.

أما القيادي في رابطة المستقلين الكرد السوريين محمود فرحان فقد صرح بما يلي :

تمر علينا الذكرى السابعة عشر لانتفاضة أذار 2004 والتي راح ضحيتها مجموعة من خيرة الشباب الكرد على يد النظام المجرم الذي تعود قتل السوريين منذ أغتصابه للسلطة في سوريا وذالك إثر فتنة أثارها ذالك النظام عبر مجموعة من المأجورين والخونة في الملعب البلدي بمدينة قامشلو حيث لم تتردد الأجهزة الأمنية بأطلاق الرصاص الحي على جموع الجماهير العزل والذين قابلو الرصاص بصدور عارية كاسرين حاجز الخوف والصمت ضد ممارسات الأجهزة الأمنية التي سلبت كل السوريين أرادتهم وطموحاتهم .

وأخيرا أقول أن إنتفاضة آذار كانت نواة لثورة كبرى عمت كل أرجاء سوريا نادت عاشت سوريا ويسقط بشار الأسد كما نؤكد أننا ماضون على طريق الشهداء حتى ننال كل حقوقنا في سوريا حرة مدنية تعددية سوريا لكل السوريين المجد والخلود لشهداء أنتفاضة آذار المجد والخلود لشهداء الثورة السورية.

محمود الماضي كان له رأي آخر فقد صرح :

فقد أشار إلى أن شرارتها كانت جنائية ولم تكن سياسية حقيقة فقد افتعلها محافظ الحسكة “سليم كبول” الذي آمر بإطلاق النار على بعض الشباب الكرد الذين كانوا يحصارون فريق الفتوة في الملعب البلدي في القامشلي وذلك عند هجومهم على لاعبي الفتوة أثناء محاولتهم الخروج من الباب الرئيسي حيث كان بإمكان المحافظ تجنب هذا الحل بطلب قوات حفظ نظام إضافية وإخراج لاعبي فريق الفتوة بسلام دون اللجوء إلى هذه الجريمة .

واضاف قائلا: نعم لأول مرة يكسر شباب الكرد حاجز الخوف وينتفضون ضد سلطة النظام في نفس الليلة مساء وفي اليوم التالي نهارا أثناء التشييع لكن مافقد تلك الانتفاضة حسها الوطني تلك الشعارات القومية الكردية التي خلقت حالة استفزاز للعرب يومها وجعلتهم يتخذون الحياد في بداية الأمر إضافة إلى حالة الشغب والاعتداء على مؤسسات الدولة والمرافق العامة وماطالها من حرق وتخريب عندها استغل النظام هذه الحالة وقامت عناصر المخابرات بتحريض الشبيحة للاعتداء على أملاك الأكراد في بعض الأسواق وكاد المشهد أن يتطور إلى معارك وحرب أهلية لولا تدخل العقلاء من بعض الشخصيات الكردية وشيوخ العشائر .

ولو تمت محاسبة النظام على تلك الجريمة والجرائم التي سبقتها بحق الكرد والعرب لما استهان بالدم السوري فيما بعد وذبح ودمر وهجر خلال الثورة السورية وعلى مدى عشر سنوات. سيسقط قريبا نظام الإجرام في دمشق وترجع سورية لأهلها بكافة مكوناتها سورية المستقبل التي نحلم بها جميعا دولة الحرية والمواطنة والعدالة والعيش الكريم .

اما المحامي رديف مصطفى نائب رئيس رابطة المستقلين الكرد السوريين فقد صرح بما يلي : في ذكرى انتفاضة اذار اتقدم بالرحمة والمجد للشهداء الانتفاضة وكان لي الفخر بالمشاركة في هذه الانتفاضة سواء أكان من خلال المسيرات و خلال مجموعة من المحاميين المتطوعين الذين دافعوا عن معتقلي الانتفاضة والذين تجاوز عددهم ١٥٠٠ معتقل أمام المحاكم الاستثنائية سواء في حلب أو دمشق .واضاف رديف مصطفى قائلاّ: ان هذه المحاكم الاستثنائية جرت بموجب قانون مكافحة الارهاب وكانت محاكمات جائرة .وأكد رديف مصطفى أن انتفاضة اذار في القامشلي حدث.مهم في تاريخ سوريا عامة والكرد السوريين خاصة حيث عبروا عن موقفهم تجاه نظام. العصابة الأسدية مبكرا .

مقالات ذات صلة

USA