المدن
فوجئت إدارة منظمة “شاين” للتمكين الاستراتيجي بقرار “حكومة الإنقاذ” التابعة لهيئة تحرير الشام، إغلاق معهد التمكين الوطني التابع للمنظمة في إدلب.
قرار حكومة “الإنقاذ” بإغلاق المعهد الذي تأسس في العام 2015، تُرجعه مديرة المنظمة الدكتورة رانية قيصر التي تحمل الجنسية الأميركية، إلى قرار مباشر من زعيم تحرير الشام أبو محمد الجولاني.وتكشف ل”المدن”، أن قرار الإغلاق جاء على خلفية انتقادها إجراء الصحافي الأميركي مارتن سميث مقابلة مع الجولاني في مطلع شباط/فبراير، وتوضح أنه “عندما نشر سميث صورته برفقه الجولاني على حسابه في تويتر، انتقدت سميث، وتواصلت مع الخارجية الأميركية لسؤالهم عن كيفية إجراء مقابلة مع الجولاني، علماً أنه مطلوب للولايات المتحدة”.
وتؤكد قيصر أن المضايقات لإدارة المعهد بدأت تتزايد من حينها، واستمر الحال إلى تاريخ 8آذار/مارس، عندما أجرى المعهد ندوة بمناسبة يوم المرأة العالمي، “في تلك الندوة قدمت مداخلة عن طريق الفيديو، ركزت على قيادة النساء للتغيير من داخل العائلة، عبر تربية الأطفال ليكونوا قادة في المستقبل”.
وتضيف قيصر “في المداخلة تطرقت للعنف ضد المرأة، ووجهت نصيحة للنساء الحاضرات بعدم القبول بالزواج من رجل متزوج، واستشهدت بالآية القرآنية: لن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم”.
بعد المحاضرة مباشرة، وفق مديرة منظمة شاين، تم توجيه مذكرة إحضار من قبل النائب العام في حكومة الإنقاذ لمدير المعهد، وتم التحقيق معه، وتوجيه اتهامات للمعهد بتحريض المرأة على الفاحشة، وعلى مخالفة شرع الله، والإساءة للآداب العامة، من خلال استشهاد المحاضرة بآية قرآنية وهي غير محجبة.وتقول قيصر: “بعد التحقيق قرّر النائب إغلاق المعهد بشكل مؤقت مدة 10 أيام، وبعدها داهم مسلحون المعهد وأغلقوه وأخذوا المفاتيح، ولم يعيدوها للآن، وهنا قررنا الكشف عن الحادثة بعد فشل كل المحاولات بإعادة افتتاح المعهد”، مشيرة إلى إدارة وكوادر معهد “شاين” قدموا استقالاتهم للحماية من الإجراءات التعسفية.
ويقدم معهد شاين المرخص في إدلب، والمعتمد في أميركا، دورات في مجال التعليم المهني والتخطيط والمراقبة والتقييم والتنمية، وتشدد قيصر على أن قرار الإغلاق لن يثنيها عن متابعة نشاط المنظمة، “لم تستطع روسيا وإيران إيقاف المعهد، بحيث تم نقل مقره من مدينة معرة النعمان إلى إدلب، وكذلك لن تستطيع تحرير الشام”.
