محافظة طرطوس الساحلية التي اشتهرت بوصف أطلقه أنصار الأسد عليها بأنها “عاصمة الشهداء” نظراً لعدد القتلى الكبير الذي سقط من هذه المدينة، دفاعاً عن الأسد، شهدت حراكاً احتجاجياً يرفض الخدمة في جيش النظام السوري، في الساعات الأخيرة.
وفيما يتكتم النظام السوري على عمليات الاعتقال التي يقوم بها في أكثر من مدينة ساحلية، ذكرت صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، الأحد، أن الجهات الأمنية للنظام السوري، قامت باعتقال ثلاثة أشخاص، على خلفية “اجتماع” قاموا به للتعبير عن رفضهم إرسال أبناء المحافظة للقتال و”الموت على جبهات درعا”، حسب ما ذكرته صفحة “هنا سوريا من جبلة الأدهمية”.
وورد في هذا السياق، قيام أمن الأسد باعتقال المحامي نضال محمد أصلان، والأستاذ الجامعي صالح صقر، والسيدة ليندا عزيز خير بك، لرفضهم إرسال أبناء محافظتهم التي قدمت للأسد الآلاف من القتلى، دفاعاً عن حكمه، حتى باتت “عاصمة الشهداء” بالنسبة إليه ولبقية أنصاره.
وذكرت مصادر مختلفة، أن الاجتماع المذكور الذي قام أمن الأسد باعتقال منظّميه، شهد إطلاق شعارات، من مثل: “كأس السم، كرسي الدم”. فيما نشرت مواقع أخرى، نص بيان مختصر، تمت كتابته بإيجاز، ثم القيام بإشهاره ولصقه، جاء فيه: “السيد الرئيس، دماؤنا ذهبت لأجل بقائك على الكرسي، لذا نطلب إليكم أن ترسلوا أبناء الوزراء والمسؤولين عندكم، للدفاع عنك وعن كرسيك، (لقد) نفد الرجال من الساحل. طرطوس، 2-6-2018”.
وتكتمت الصفحات الخاصة والموالية، بمحافظة طرطوس التي شهدت واقعة الاحتجاج على إرسال أبناء المدينة للقتال والموت بجيش النظام، على أنباء الاعتقالات، إلا أن بعض الصفحات تحدثت عن صوت انفجار بسبب انفجار قنبلة صوتية ألقاها أحدهم، دون ذكر تفاصيل إضافية، إلا أن هذا الخبر تسبب بعزوف الناس عن الخروج إلى الشوارع، تبعاً لتعليقات عن الموضوع.
وتعتبر محافظة طرطوس، هي المدينة الأولى في سوريا، بعدد قتلاها الذين سقطوا دفاعا عن الأسد، حتى قام إعلامه الرسمي، بعد ضغط من أنصاره، بإطلاق اسم “عاصمة الشهداء” عليها.
ولفت في هذا السياق ظهور جندي سابق في جيش النظام ويدعى محمد هيثم مدور، يتسول المارة في “عاصمة الشهداء” للعطف عليه ومنحه مبلغا ماليا يمكنه من إجراء عملية جراحية جراء إصابة تعرض لها وهو يقاتل في صفوف النظام عام 2016، الأمر الذي أدى لموجة استياء واسعة لأنصار الأسد في طرطوس، على المعاملة “المهينة” و”المذلة” التي يتعامل بها جيش الأسد مع مصابيه الذين أصيبوا بعجز كلي أو جزئي، دفاعا عنه، ثم تتم معاملتهم بـ”إهمال” وصل حدّ دفعهم للتسوّل في الشوارع، تبعاً لما جاء في تعليقات غاضبة على الموضوع.
المصدر: العربية نت