اتفق وزير الخارجية التركي (مولود جاويش أوغلو) مع نظيره الأمريكي (مايك بومبيو)، على خارطة طريق فيما يتعلق بمدينة منبج السورية، ففي حال تمّ البدء بتطبيق خارطة الطريق التي اتُّفق عليها، فإن أنقرة ستتخلّص من “ب ي د” في المدينة من دون أن تخسر طلقة واحدة.
وعارضت واشنطن سابقاً دخول القوات المسلحة التركية إلى المدينة، وعندما لمّحت تركيا في السابق بعملية عسكرية في منبج، بدأت القوات الأمريكية بإرسال رسائل إلى تركيا عبر الاستعراضات العسكرية التي قام بها جنودها في المدينة.
ما هي العوامل التي قلبت الموازين، والتي أدّت إلى توصّل الطرفين إلى اتفاق بشأن منبج؟ الكاتب والإعلامي (يحيى بوستان) عدّد في مقال نشرته صحيفة ستار أهم العوامل التي دفعت بواشنطن إلى الاتفاق مع تركيا حول خارطة طريق، والتي جاءت بحسب الكاتب كما يلي:
العامل الأول: ذهب الكاتب إلى أنّ الاتفاق جاء ثمرة لعملية “غصن الزيتون” التي قامت بها القوات المسلحة التركية في عفرين، قائلا: “بعد أنّ أثبتت أنقرة قوّتها العسكرية في عفرين، تمكنت من تعزيز قوّتها الدبلوماسية أيضا، فالنجاح الذي تمّ تحقيقه خلال عملية غصن الزيتون ستدعم تركيا دبلوماسيا لفترة طويلة، والهزيمة السريعة التي تعرّضت لها “ب ي د” في المدينة بدورها أسهمت في إقناع واشنطن”.
العامل الثاني: موقف تركيا الحازم فيما يخص منبج هو ما دفع بواشنطن إلى الاقتناع بخارطة الطريق، حيث أضاف الكاتب في هذا السياق: “عندما كان الطرفان يتباحثان في كانون الأول 2017 حول منبج قالت أنقرة لواشنطن بالحرف (منبج بالنسبة إلينا مسألة وجودية، ولكنها ليست كذلك بالنسبة إليكم، وقد نبقى في مواجهة مع بعضنا البعض بسببها، وفي نهاية المطاف نحن الباقون وأنتم من سيترك المدينة)، فهذا الموقف الحازم أدى إلى خلق قلق لدى أمريكا من البقاء في مواجهة عسكرية مع تركيا ولا سيّما أنّ الرئيس أردوغان وجّه في 15 كانون الثاني من هذا العام رسالة إلى أمريكا قال فيها (اسحبوا جنودكم من المدينة كي لا نضطر إلى دفنهم مع الإرهابيين)”.
العامل الثالث: أشار الكاتب وفقا لمصادر دبلوماسية إلى أنّه من العوامل التي أسهمت في إقناع أمريكا، هو خوف الأخيرة من خسارة تركيا، مردفا في الإطار ذاته: “أعلمت أنقرة واشنطن بمخاوفها حول منبج، وحذّرتها من وصول العلاقات الثنائية إلى حافة الهاوية في حال لم تُؤخذ هذه المخاوف على محمل الجد من قبل أمريكا، فضلا عن أنّ التلويح بورقة قاعدة إنجرليك بدورها عززت من موقف تركيا الحازم”.
العامل الرابع: السياسة الأمريكية المتغيرة في المنطقة، والتي أدّت بأمريكا -وفقا للكاتب- برؤية إيران على أنّها التهديد والخطر الأكبر في المنطقة.
تجدر الإشارة إلى أنّ تركيا والولايات المتحدة الأمريكية اتفقتا على خارطة طريق فيما يتعلق بمدينة منبج خلال جدول زمني حٌدّد بـ 3 أشهر، حيث سيبدأ انسحاب “ب ي د” من المدينة بحسب الخارطة في 4 تموز، وسينتهي انسحابها بشكل كامل في 2 أيلول، وذلك تحت إشراف ومراقبة رئاسة هيئة الأركان والاستخبارات.
المصدر: أورينت نيوز