مع استمرار تنظيم الأسد الأرهابي في حربه ضد أبناء الشعب السوري بكافة أطيافه ومكوناته تستمر معها التأكيدات الدولية على أن سوريا غير صالحة للعودة الآمنة والكريمة للاجئين في ظل وجود تنظيم الأسد الأرهابي.
حيث أصدر مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة تقريرًا يحذر فيه من أن تصاعد أعمال العنف والقتال في سوريا، يجعلها “غير صالحة للعودة الآمنة والكريمة للاجئين”.
واضاف التقرير الرابع والعشرين للجنة الأمم المتحدة للتحقيق بشأن سورية الصادر اليوم الثلاثاء إن ” حوادث الاعتقال التعسفي والانفرادي من قبل قوات النظام تتواصل “بلا هوادة”، حيث وثقت اللجنة ليس فقط التعذيب والعنف الجنسي أثناء الاحتجاز، ولكن أيضًا حالات الوفاة أثناء الاحتجاز والاختفاء القسري”.
وقال رئيس اللجنة “باولو بينيرو” خلال مؤتمر صحفي في جنيف، إنه “بعد مرور عقد من الزمن، تستمر أطراف النزاع في ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وانتهاك حقوق الإنسان الأساسية للسوريين وتستمر الحرب على المدنيين السوريين”.
وذكر التقرير أن الأعمال العدائية في شمال غربي سوريا عادت، إذ تجدد القصف الجوي والمدفعي وتعرضت المرافق الطبية، مثل مستشفى الأتارب، والأسواق والمناطق السكنية، للقصف ضمن هجمات جوية وبرية، غالبًا ما تكون عشوائية، مما تسبب في سقوط العديد من الضحايا المدنيين.
وأكد التقرير أنه وفي الوقت نفسه، شهد الجنوب الغربي قتالًا “لم نرَ مثيله منذ ما قبل الاتفاق الذي تم بوساطة روسية عام 2018، مشيرًا إلى الحصار والقصف الأخير الذي شهدته أحياء درعا البلد من قبل قوات تنظيم الأسد الأرهابي والميليشيات الإيرانية .
وفي هذا السياق قال المفوض هاني مجلي،ان الأشهر الماضية شهدت عودة الحصار والتكتيكات الشبيهة بالحصار في محافظات درعا والقنيطرة وريف دمشق على نحو صادم، فبعد ثلاث سنوات من المعاناة التي وثقتها الهيئة في الغوطة الشرقية، بدأت مأساة أخرى تتكشف أمام أعيننا في درعا البلد”.
وأضاف بأنه “من الصعب على الناس إيجاد الأمن أو الملاذ الآمن في هذا البلد الذي مزقته الحرب، ومع دخول رأس النظام “بشار الأسد” ولايته الرابعة وهو يسيطر على 70% من الأراضي و40% من عدد السكان، يبدو أنه لا توجد تحركات لتوحيد البلاد أو السعي لتحقيق المصالحة”.
وأشار إلى أنه”بالإضافة لحالات التدهور الأمني والاعتقال التعسفي، شهد الاقتصاد السوري تدهورًا سريعًا، مما أدى إلى ارتفاع أسعار الخبز وتزايد ملحوظ في انعدام الأمن الغذائي بنسبة تزيد عن 50% مقارنة بالعام الماضي”.
واكد باولو” بأنه “لا يمكن إيقاف انتقال فيروس (كورونا المستجد) في المجتمع المحلي، بسبب نظام الرعاية الصحية الذي أهلكته الحرب ونقص الأوكسجين واللقاحات، ولا يعتبر هذا الوقت المناسب كي يظن أحد أن سورية بلد صالح لعودة اللاجئين”.
ومن ناحية أخرى وحول الوضع الاقتصادي أكد أن الأزمات الاقتصادية للسكان تتفاقم في مناطق سيطرة نظام الأسد، خاصة بعد البدء بتطبيق قانون قيصر الأمريكي، وإدراج كل من يدعم النظام ، أدى ذلك لظهور شخصيات جديدة متشبعة لسرقة أموال الشعب السوري.