نزح آلاف المدنيين خلال الأيام الثلاثة الأخيرة داخل مناطق سيطرة الفصائل المعارضة في جنوب سوريا مع تصعيد قوات النظام قصفها على ريف درعا الشرقي، خشية من هجوم عسكري وشيك على المنطقة لطالما لوح نظام الأسد بشنه.
ويأتي هذا التصعيد رغم أن منطقة الجنوب السوري التي تضم محافظات درعا والقنيطرة والسويداء، تشهد وقفاً لإطلاق النار أعلنته موسكو مع واشنطن وعمان منذ يوليو/تموز الماضي، بعدما أُدرجت هذه المنطقة في محادثات آستانا برعاية روسية وإيرانية وتركية كإحدى مناطق خفض التصعيد الأربعة في سوريا.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الانسان اليوم عن “نزوح أكثر من 12 ألف مدني خلال الأيام الثلاثة الأخيرة مع تصعيد قوات النظام قصفها المدفعي والجوي على ريف درعا الشرقي وبلدات في ريفها الشمالي الغربي”
وتسيطر الفصائل المعارضة على سبعين في المئة من مساحة محافظتي درعا والقنيطرة. والمعروف ان محافظة درعا تعتبر مهد الاحتجاجات السلمية التي انطلقت ضد النظام في العام 2011 قبل تحولها نزاعاً مدمراً، في حين ان موقع محافظة القنيطرة حساس للغاية لأنها على الحدود مع إسرائيل.
ويحتفظ تنظيم “الدولة الإسلامية” بوجود محدود في المنطقة، فيما تسيطر قوات النظام بشكل شبه كامل على محافظة السويداء المجاورة. وتستقدم قوات النظام منذ أسابيع تعزيزات عسكرية إلى مناطق سيطرتها تمهيداً لبدء عملية عسكرية وشيكة.
وذكرت وكالة أنباء النظام “سانا” اليوم أن سلاح المدفعية في جيش النظام ينفذ رمايات مركزة في مدينة الحراك شمال شرق مدينة درعا وبلدة بصر الحرير.
ويستهدف قصف قوات النظام بشكل رئيسي بلدات عدة أبرزها الحراك وبصر الحرير واللجاة، وفق المرصد الذي أفاد عن توجه النازحين إلى بلدات مجاورة لا يشملها القصف قريبة من الحدود الأردنية.
وقال الناشط الاعلامي محمد ابراهيم الموجود في بلدة بصر الحرير إن “قرى بأكملها نزحت”
وأضاف: “ترك الآلاف منازلهم في بلدات بصر الحرير والحراك والمليحة الشرقية والمسيكة المجاورة خوفاً من قصف النظام”
خطر على المدنيين
وأحصى مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة نزوح 2500 شخص من إحدى البلدات في ريف درعا الشرقي بين يومي الثلاثاء والأربعاء جراء القصف.
وأبدت المنظمة في تقريرها اليومي قلقها “إزاء التقارير عن تصاعد العنف في محافظة درعا في جنوب سوريا، ما يعرض المدنيين للخطر ويتسبب بنزوح مئات العائلات”
وتكتسب منطقة الجنوب السوري خصوصيتها من أهمية موقعها الجغرافي الحدودي مع إسرائيل والأردن، عدا عن قربها من دمشق.
وأشار رأس النظام بشار الأسد في مقابلة قبل أسبوع إلى جهود تتولاها روسيا بهدف التوصل إلى “مصالحة” تجنب المنطقة هجوماً عسكرياً.
وغالباً تقضي المصالحات التي ترعاها روسيا بإخراج مقاتلي المعارضة مع عائلاتهم إلى مناطق الشمال مقابل دخول قوات النظام، على غرار ما جرى أخيراً في الغوطة الشرقية قرب دمشق. لكن قياديين في فصائل معارضة عدة أكدوا في وقت سابق رفضهم أي “مصالحة” مع النظام.
وكانت وزارة الخارجية الأمريكية كررت الأسبوع الماضي تحذيرها من “أن أي تحرك عسكري للقوات الحكومية السورية ضد منطقة خفض التصعيد في جنوب غرب سوريا يهدد بتوسيع النزاع”
وقالت الناطقة باسم الخارجية “هيذر نويرت” في بيان ليل الخميس الجمعة “نؤكد مجدداً أن الولايات المتحدة ستتخذ إجراءات صارمة ومناسبة رداً على انتهاكات الحكومة السورية في تلك المنطقة”.
المصدر: السورية نت