رديف مصطفى :نائب رئيس رابطة المستقلين الكورد السوريين
السبت 7/5/2022
منذ أيام مر علينا يوم الصحافة العالمي لست صحفيا ولا كاتبا ولكني كنت ولازلت من المكافحين والمناضلين ومنذ نعومة أظفاري من أجل حرية الصحافة وحرية الرأي والتعبير ودولة المواطنة التي تحترم فيها حقوق الانسان في بلد انعدمت فيه الحقوق والحريات وكان الأسوأ على الإطلاق في مجال حرية الصحافة ويمتلك سجلا هو الأكثر قتامة في مجال حقوق الانسان بفعل سلطة ابادية غاشمة لطالما اعتبرت بأن أصحاب القلم الحر والكلمة الحرة أعداء ينبغي قتلهم أو وضعهم في زنازين لاتعدوا كونها مسالخ بشرية يمارس فيها كافة أنواع التعذيب الوحشي بما فيه التعذيب المفضي للإعاقة والموت. لاشك أن الثورة السورية ثورة الحرية والكرامة خلقت هامشا كبيرا لحرية الصحافة وحرية الرأي والتعبير وهناك العديد من الصحفيين قدموا أرواحهم بسخاء قربانا على مذبح الحرية رحمهم الله ولكن سرعان ما أطيح بهذا الهامش الجديد لحرية التعبير الذي انجزته الثورة ليعود الوضع بفعل استعادة النظام لبعض المناطق أو بفعل إمارات الحرب التي نشأت وفقا لأجندة مافوق وطنية وأخرى ماتحت وطنية أو بفعل جماعات الثورة المضادة ليعود الوضع في مناطق سيطرة نظام الابادة وفي مناطق سيطرة ميليشيا قسد ومناطق سيطرة هتش إلى أسوأ مما كان، حتى في المناطق المحررة وضع حرية الصحافة وحرية الرأي والتعبير ليس كما ينبغي سواء لجهة تطابقها مع الثورة وأهدافها أو مع المعايير الدولية ولذلك ينبغي أن يستمر نضالنا وكفاحنا المشروع من أجل الحرية مستمرا حتى العبور بشعوبنا إلى ضفاف الحرية والحياة الكريمة ودولة المواطنة والحق والقانون وهذا الكفاح له طابع وجودي بالفعل فإما نكون أو لانكون.
خلاصة القول هنا: لايصح ان تدعي انحيازك لحرية التعبير في منطقة نفوذ معينة وتتخذ موقف موارب من منطقة نفوذ أخرى بعيدا عن المعاير المزدوجة، وبالتالي فكل النضالات الحقوقية في سوريا اذا كانت بمعزل عن استراتيجية اسقاط النظام وتغييره وإجراء تغيير حقيقي في البلد واستبدال هذا النظام بنظام بآخر وطني ديمقراطي يصون الحقوق ويحمي الحريات سنظل تدور في حلقة مفرغة، فهذا النظام غير قابل للاصلاح وغير صالح للتطور وغير قابل للحياة إلى على حساب تدمير الشعب، والحل فقط في اسقاطه وتغييره جذريا وهذه الإمارات المؤقتة هي حالات شاذة واستثنائية.
الرحمة لشهداء حرية الصحافة والخزي والعار للطغاة .