رديف مصطفى نائب رئيس رابطة المستقلين الكرد السوريين.
معروف عن سوريا بأنها بلد التعدد والتنوع وهذا التنوع نعمة حولها نظام الإبادة الأسدي إلى نقمة مع كل أسف، وفي ظل غياب أو تغييب الهوية الوطنية وبالتالي غياب الدولة من قبل نظام الأسدين نمت الهويات المذهبية والدينية والمناطقية والقومية والقبلية في بيئة غير صحية وإنكفئ المجتمع الى حالة ماقبل الدولة ليعيش صراعا هوياتيا عبثيا يهدد المجتمع وجوديا وينشر حالة من الفوضى وعدم الاستقرار .
وربما السبيل الوحيد للخروج من هذه الأزمة هو انهاء نظام الفساد والاستبداد وازاحته تماما وبناء هوية وطنية ديمقراطية جامعة تقوم بحماية الهويات الفرعية للشعب السوري والحفاظ على التعدد والتنوع لان الهوية الوطنية فقط من بين كل هذه الهويات تبقی هي الاساس القادر أولا على حماية هذه الهويات وتنوعها وتعددها وتفاعلها الحر، وثانيا لأنها ستكون أساس نظام عيشنا المشترك بسلام واستقرار وحرية وكرامة وعدالة وضمان لمصالحنا المشتركة، فضلا عن كونها الأكثر مشروعية وقابلية للحياة.
ففي العالم كله وليس فس سوريا الهوية الوطنية هي المدخل الحصري لبناء دولة المواطنة دولة الحق والقانون دون تمييز بين مواطنيها.
أما بالضفة الأخرى وكما يجري حاليا فإن تقديم الهويات الخاصة او التقليدية علی حساب الهوية الوطنية هو أولا يساهم باطالة أمد حكم سلطة العصابة الأسدية الى جانب كونه مدخلا لإعادة إنتاج الفوضى والاستبداد والاستمرار بحالة اللادولة أو بناء نموذج محاصصاتي فاشل يجزء ويعمم الاستبداد .
دولةالمواطنة هي النموذج الأفضل في ضمان الحقوق والحريات وهي الأقرب لجوهر الاديان لأن هدفها هو الانسان كانسان أيا كان معتقده، أو انتماؤه لهذا نحن كسوريين أحرار مطالبين جميعا تقديم هويتنا الوطنية على هوياتنا الفرعية الخاصة وسوى ذلك ينتظرنا المزيد من المعاناة والتشتت والصراعات العبثية.عاشت سوريا حرة دولة للمواطنة هدفنا