• الأحد , 24 نوفمبر 2024

سوريون مسيحيون لحقوق الانسان”..لمنع الأسد من المتاجرة بالأقليات

المدن

تزداد الخشية في أوساط المعارضة السورية من نتائج الزيارات المتلاحقة التي تجريها وفود كنسية أوروبية وأميركية إلى دمشق، وخاصة بعد مطالبة الوفود حكوماتها بإعادة النظر في العقوبات المفروضة على النظام السوري، تحت مبررات تخفيف المعاناة عن السوريين.ودفعت هذه المخاوف بأوساط سورية مسيحية إلى تحركات مضادة، من خلال إجراء جولات على كنائس وعواصم دولية، لتوضيح حقيقة “متاجرة” النظام بالمسيحيين.

وفي هذا السياق، تُجري لجنة من منظمة “سوريون مسيحيون لحقوق الإنسان” لقاءات مع رؤساء كنائس وحكومات أوروبية، بهدف تقديم وجهة نظر مغايرة لتلك التي يروج لها النظام السوري.

ويعتزم وفد اللجنة زيارة 5 عواصم أوروبية، بدأها في فيينا عاصمة النمسا، ومن المقرر أن تشمل باريس وروما وبراغ والفاتيكان.

ويوضح منسق اللجنة أيمن عبد النور ل”المدن”، أن الزيارات التي تجريها وفود كنسية أوروبية وأميركية إلى دمشق مؤخراً، تدل على تغيير في طريقة التعاطي مع النظام السوري، حيث امتنعت هذه الكنائس في الفترة السابقة عن ذلك.ويبدو حسب عبد النور، أن النظام بات يركز أكثر على استثمار ورقة “حماية الأقليات”، لتحسين صورته في الغرب، وللحصول على أموال، وكذلك إحداث ثغرات في جدار العقوبات الاقتصادية المفروضة عليه، مستفيداً من خدمات شركات علاقات عامة دولية.

وخلال العام 2022، استقبل النظام وفوداً من 5 كنائس أوروبية وأميركية، وبعدها وجّه رؤساء تلك الكنائس الرسائل إلى المفوضية الأوروبية وإدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، وإلى البابا فرنسيس بابا الفاتيكان، تطالب بإعادة صياغة العقوبات على النظام السوري.

وأخر الوفود التي زارت مقر البطريركية بدمشق في مطلع تموز/يوليو، يمثل مجلس الكنائس العالمي وتحالف المنظمات الكنسية العالمي، وقبلها زار كاردنيال النمسا دمشق، وأمين عام مجلس الكنائس في سويسرا.واستجابت المفوضية الأوروبية، وفق تأكيد عبد النور، وأرسلت مسؤولاً منها إلى دمشق في زيارة غير معلنة، لافتاً كذلك إلى قيام المجر بمنح شخصيات سورية تابعة للنظام جوازات سفر مجرية لتسهيل إجراءات السفر.

كما أشار عبد النور إلى تقديم تلك الكنائس أموالاً ضخمة إلى الكنائس السورية، كاشفاً عن قيام النظام بوضع يده على حصة كبيرة منها. واللافت، أن المعارضة السورية والمنظمات وخاصة التي تمثل الصوت المسيحي المعارض، لم تتحرك ولا حتى على مستوى إصدار بيانات رافضة لهذه التحركات.

وعن نتائج الجولة التي أجرتها منظمة “سوريون مسيحيون لحقوق الإنسان” على الكنائس والعواصم الأوروبية، يقول منسق المنظمة: “قدمنا وجهة نظر مختلفة لتلك التي ساقها النظام السوري، وخاصة في ملف الأقليات السورية”.وأضاف أن المنظمة شرحت معاناة المسيحيين في سوريا من هذا النظام، حيث تم التطرق إلى متاجرة النظام بالأقليات وإلى انخفاض أعدادهم في سوريا بعد هربهم من بطش النظام، كما هو حال بقية أطياف الشعب السوري.

وحول الردود التي استمعت إليها المنظمة خلال جولاتها، قال عبد النور: “المطلوب أن نعمل ونوصل الصوت”، واستدرك: “لكن النتائج لها علاقة بحجم العمل وهذا يحتاج لجهود كبيرة غير متوفرة، ونموذج متميز للعيش المشترك، يقول الغرب إنه غير متوفر في مناطق سيطرة المعارضة السورية”.

ويبدو أن جمود المسار السياسي وانشغال العالم بتداعيات أوكرانيا على الاقتصاد الدولي، قد أدى إلى تراجع الاهتمام أكثر بالملف السوري، ودفع ببعض الدول إلى فتح نوافذ للحوار مع النظام السوري، الذي يستغل ذلك لخدمة مصالحه.

ووفق أرقام مصدرها منظمات دولية، انخفض عدد المسيحيين في سوريا إلى نحو 650 ألفاً، من أصل 2.2 مليون شخص كانوا يعيشون فيها قبل اندلاع الثورة السورية في العام 2011.

مقالات ذات صلة

USA