أكد نائب ممثل الولايات المتحدة إلى الأمم المتحدة السفير ريتشارد ميلز ان العمل على تنفيذ القرار 2254 بطريقة أصيلة ودائمة مهم أكثر من أي وقت مضى.
جاء ذلك خلال تصريحات في خلال إيجاز لمجلس الأمن الدولي بشأن الوضع في الشرق الأوسط سوريا تحديدا يوم الامس الاثنين المصادف 29 آب/أغسطس 2022 .
وفيما يلي نص التصريح بحسب القاءه .
شكرا سيدي الرئيس.
وشكرا على هذا الإيجاز يا حضرة المبعوث الخاص بيدرسون ومساعد الأمين العام مسويا. ينبغي لتقريريكما بشأن عدم إحراز تقدم في معالجة الوضع السياسي السوري على النحو المتوخى في القرار 2254 والأزمة الإنسانية الآخذة في التدهور أن يلزما هذا المجلس بالعمل معا لمحاسبة نظام الأسد على عقد الحرب الذي خاضه وانتهاكاته المستمرة للقانون الدولي.
ولكن وحدة المجلس حول سوريا مستحيلة بسبب عضو واحد، وهو عضو يبدي مصالحه الضيقة ومصالح نظام الأسد على السلام والاستقرار والاحتياجات الإنسانية المتزايدة للسوريين مرارا وتكرارا.
لا تزال الولايات المتحدة تشعر بالقلق إزاء التأخيرات غير المبررة وغير الضرورية لدفع عملية اللجنة الدستورية، وتدعو إلى الاستئناف الفوري لعمل اللجنة، فالتأخيرات تطيل معاناة الشعب السوري وتزيدها بدون أن يكون له أي ذنب في ذلك. لقد أبلغت روسيا هذا المجلس مرارا وتكرارا بضرورة أن تكون العملية السياسية في سوريا ذات ملكية سورية وبقيادة سورية، ونحن نتفق على هذه النقطة.
ولكن روسيا لا تطبق ما تدعو إليه بل تقوم بتعطيل اللجنة الدستورية بسبب مخاوفها الثنائية الخاصة والتي لا علاقة لها بسوريا.تذكر الولايات المتحدة المجلس ونظام الأسد بأن القرار 2254 لا يقتصر على عمل اللجنة الدستورية فحسب، إذ يجب أن يسعى النظام إلى وقف إطلاق النار على الصعيد الوطني وأن يؤمن الإفراج عن كافة المحتجزين تعسفيا بطريقة منظمة وإنسانية.
إذا كان النظام السوري جادا بشأن الحل السياسي، يجب أن ترى الولايات المتحدة والمجتمع الدولي خطوات ملموسة تثبت أنه يتابع إعلانه بالعفو من خلال الإعلان عن مكان الإفراج عن معتقلين وظروف الإفراج عنهم على سبيل المثال أو إصدار قوائم بأسماء الذين تم الإفراج عنهم وإعفائهم.
يجب أن تستمر هذه المهام بغض النظر عن وضع اللجنة الدستورية، ونحث نظام الأسد على إحراز تقدم فوري في هذه المهام الهامة.لقد ذكر المبعوث الخاص الضربات الجوية الأمريكية الأسبوع الماضي.
وكما ذكرت الولايات المتحدة في خطابها إلى المجلس بتاريخ 26 آب/أغسطس، شنت الولايات المتحدة في 24 آب/أغسطس ضربات دقيقة ضد منشأة في شرق سوريا تستخدمها ميليشيات تابعة للحرس الثوري الإيراني.
وأتت الضربة ردا على هجمات مسلحة ضد الولايات المتحدة وتم اتخاذها ضمن ممارسة الولايات المتحدة لحقها الطبيعي في الدفاع عن النفس على النحو المبين في المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة، فقد هاجمت جماعات مسلحة مدعومة من إيران القوات الأمريكية في موقعين في سوريا في 15 آب/أغسطس.
وجاءت هذه الهجمات في أعقاب سلسلة من الهجمات التي شنتها جماعات الميليشيات المدعومة من إيران على القوات والمنشآت الأمريكية في العراق وسوريا طوال العام 2022 وقبل ذلك حتى، وكلها هددت حياة مواطنين من الولايات المتحدة ودول التحالف.
لقد اتخذت الولايات المتحدة هذا الإجراء العسكري لحماية أفرادنا والدفاع عن سلامتهم وإحباط سلسلة الهجمات المستمرة ضد الولايات المتحدة وشركائنا وتعطيلها وردع جمهورية إيران الإسلامية وجماعات الميليشيات المدعومة منها عن القيام بذلك أو دعم المزيد من الهجمات على الأفراد أو المنشآت الأمريكية.
وتدعو الولايات المتحدة أيضا إلى وقف فوري للتصعيد في شمال سوريا، ونذكر كافة الأطراف أن لديها مصلحة في الاستقرار والأمن. لا نزال نشعر بقلق عميق إزاء تأثير النشاط العسكري المزعزع للاستقرار على هذه المنطقة، بما في ذلك النزوح الجماعي للمدنيين، وعلى جهودنا لضمان الهزيمة الدائمة لداعش.
بينما نسعى لبناء السلام في سوريا، بات العمل على تنفيذ القرار 2254 بطريقة أصيلة ودائمة مهما أكثر من أي وقت مضى. ونحث كافة أعضاء هذا المجلس ونظام الأسد على العمل بشكل جدي لتنفيذ هذه الجهود المهمة وإحراز تقدم نحو السلام وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى الشعب السوري، بما في ذلك من خلال آلية عبر الحدود التي أعدنا تفويضها في قرار مجلس الأمن رقم 2642.
لقد قدمت الولايات المتحدة حوالى 900 مليون دولار من المساعدات الإنسانية للشعب السوري حتى الآن في هذه السنة المالية، ليصل إجمالي المساعدات حوالى 15 مليار دولار منذ بداية الأزمة. وتشمل مساعداتنا الإنسانية برامج الإنعاش المبكر في مختلف أنحاء سوريا، وهي برامج تساعد السوريين للوصول إلى سبل العيش والخدمات الأساسية وتقليل اعتمادهم على المساعدات الخارجية.
لطالما دعمت الولايات المتحدة جهود التعافي المبكر في مختلف أنحاء سوريا، ولكننا لا نزال نعارض إعادة الإعمار في مناطق النظام بدون إحراز تقدم فعلي ودائم نحو حل سياسي.
كان ثمة دعم واسع داخل هذا المجلس لإعادة تفويض كامل للمساعدات المنقذة للحياة من خلال تجديد هذه الآلية الحيوية عبر الحدود لمدة 12 شهرا، ولكن بسبب عرقلة روسيا وفرضها فترة ستة أشهر، تخشى العائلات السورية والعاملون في المجال الإنساني من الآن ما سيحمله معه شهر كانون الثاني/يناير.
إنهم يخزنون استعدادا لفصل الشتاء القاسي المقبل، إذ يخشون أن تنقطع المساعدات تماما مع حلول البرد وانهمار الثلوج.
ترحب الولايات المتحدة بالشاحنات الأربع عشرة المحملة بالمساعدات والتي انتقلت عبر الخطوط من حلب إلى إدلب في 4 آب/أغسطس، كما نرحب بأكثر من 800 شاحنة محملة بالمساعدات تنتقل إلى سوريا كل شهر عبر معبر باب الهوى.
تدعم الولايات المتحدة وصول المساعدات الإنسانية إلى كافة السوريين المحتاجين وبشتى الوسائل. لا يستطيع نظام الأسد وروسيا الادعاء أنهما يدعمان الشيء عينه.
يواصل النظام وداعموه الروس منع المساعدات عبر الخطوط عندما يناسب ذلك أهدافهم، بما في ذلك المساعدات لأهالي تل أبيض ورأس العين والركبان. يواصلان منع وصول حليب الأطفال والأدوية إلى سكان شمال شرق سوريا ويواصلان إعاقة وصول المساعدات الإنسانية والمراقبة المستقلة في المناطق الخاضعة لسيطرة النظام.
وإلا لماذا قد يرغب النظام وروسيا في إنهاء مساعدات الأمم المتحدة عبر الحدود إن لم يكن الهدف إخضاع سكان شمال غرب سوريا بالطريقة عينها؟في الختام يا سيدي الرئيس، توفر الآلية العابرة للحدود شريان حياة حاسم لتقديم المساعدات. ونحث كافة أعضاء مجلس الأمن على دعم وصول المساعدات الإنسانية عبر الخطوط وعبر الحدود وتعزيزه.
ونعيد التأكيد في النهاية على أن الطريقة الوحيدة لإنهاء هذه الأزمة الإنسانية الأليمة هي من خلال عملية سياسية شاملة وذات مصداقية على النحو الموضح في القرار رقم 2254.
شكرا يا سيدي الرئيس.