أ ف بالنهار العربي:13/9/2022
حذّرت منظمة الصحة العالمية من أن خطر انتشار مرض الكوليرا في سوريا “مرتفع للغاية” بعد الإعلان منذ نهاية الأسبوع الماضي عن تسجيل إصابات في محافظات عدّة، للمرة الأولى منذ العام 2009.
وأحصت وزارة الصحة السورية الإثنين وفاة شخصين، إضافة الى 26 إصابة مثبتة، غالبيتها الساحقة في محافظة (حلب)، بعدما كانت الإدارة الذاتية الكردية أفادت السبت عن تسجيلها ثلاث وفيات و”إصابات بكثرة” في مناطق سيطرتها في الرقة (شمال) والريف الغربي لدير الزور (شرق).
وقالت منظمة الصحة العالمية، رداً على أسئلة لوكالة “فرانس برس”: “تم الإبلاغ عن حالات مؤكدة عبر اختبارات تشخيص سريع في حلب والحسكة (شمال شرق) ودير الزور والرقة”.
ونبّهت إلى أنّ “خطر انتشار الكوليرا إلى محافظات أخرى مرتفع للغاية”.وسجّلت سوريا عامي 2008 و2009 آخر موجات تفشي المرض في محافظتي دير الزور والرقة، وفق منظمة الصحة.
ويظهر الكوليرا عادة في مناطق سكنية تعاني شحاً في مياه الشرب أو تنعدم فيها شبكات الصرف الصحي. وغالباً ما يكون سببه تناول أطعمة أو مياه ملوثة، ويؤدي إلى الاصابة بإسهال وتقيؤ.
وبعد نزاع مستمر منذ 11 عاماً، تشهد سوريا أزمة مياه حادة وموجة جفاف، على وقع تدمير البنية التحتية للمياه والصرف الصحي.وأعرب المنسق المقیم ومنسق الشؤون الإنسانیة للأمم المتحدة في سوریا عمران ریزا عن قلقه الشدید إزاء التفشي الحالي للكولیرا في سوريا.
وقال في بيان: “بناء على تقییم سریع أجرته السلطات الصحیة والشركاء، يُعتقد أن مصدر العدوى مرتبط بشرب الأشخاص لمیاه غیر آمنة مصدرھا نھر الفرات وكذلك استخدام میاه ملوّثة لري المحاصیل”.
وأضاف “يُعد تفشي الوباء أيضاً مؤشراً على نقص المیاه الحاد في كافة أنحاء سوریا”، ما قد يشكل “تھدیداً خطيراً للناس في سوريا والمنطقة”.وبحسب تقرير لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) في نيسان (أبريل)، أدى النزاع إلى تضرر قرابة ثلثي عدد محطات معالجة المياه ونصف محطات الضخ وثلث خزانات المياه.
ويعتمد نحو نصف السكان على مصادر بديلة غالباً ما تكون غير آمنة لتلبية أو استكمال احتياجاتهم من المياه، بينما لا تتم معالجة سبعين في المئة على الأقل من مياه الصرف الصحي، وفق اليونيسيف.
وتتضاءل قدرة المنظمات الدولية على تقديم الخدمات في هذا المجال جراء نقص التمويل.
وبحسب منظمة أطباء بلا حدود، شكّلت خدمات المياه والصرف الصحي والنظافة الصحيّة أربعة في المئة فقط من ميزانيّة الاستجابة الإنسانيّة بأكملها في جميع أنحاء سوريا خلال العام الماضي، وهو أقل من ثلث ما تمّ إنفاقه عام 2020 على الأنشطة ذاتها.
وتابع ريزا: “ھناك حاجة لاتخاذ إجراءات سریعة وعاجلة لمنع المزید من حالات المرض والوفاة”، مضيفاً “تدعو الأمم المتحدة في سوریا الدول المانحة إلى تمویل إضافي عاجل لاحتواء تفشي المرض ومنع انتشاره”.
ويشهد العراق المجاور منذ حزيران (يونيو) موجة إصابات بالكوليرا، للمرة الأولى منذ عام 2015.ويصيب المرض سنوياً بين 1,3 مليون وأربعة ملايين شخص في العالم، ويؤدي إلى وفاة بين 21 ألفاً و143 ألف شخص.