خسر تنظيم ما يسمى “الدولة الإسلامية” (داعش)، العديد من كبار قياديه، خلال الأشهر الماضية، بعد مقتلهم واعتقالهم على يد عدة أطراف مختلفة.
وتحول التنظيم منذ عام 2019 وبعد خسارته آخر معقل في منطقة الباغوز بدير الزور، إلى مجموعات فردية و”خلايا نائمة” تنشط في بعض المناطق وخاصة البادية السورية التي تتخذها معقلاً أساسياً.ومعظم القادة قتلوا أو تم اعتقالهم داخل سورية، باستثناء أحدهم اعتقلته تركيا، سواء في إدلب وريف حلب شمال سورية أو في درعا بالجنوب، إضافة إلى أن السلطات العراقية كذلك قبضت على بعض قادة التنظيم.
ويسرد هذا التقرير لـ”السورية.نت” أبرز قادة التنظيم الذين قتلوا خلال الأشهر العشرة الماضية.
عبد الله قرداش
في 3 فبراير/ شباط الماضي، نفذت قوات أمريكية خاصة، عملية في بلدة أطمة بريف إدلب على الحدود التركية، وقتلت زعيم التنظيم، عبد الله قرداش، الملقب بـ”أبو إبراهيم القرشي”.
وقال الرئيس الأمريكي، جو بايدن يومها:” بتوجيهات مني نفذت القوات الأمريكية بنجاح عملية لمكافحة الإرهاب. بفضل شجاعة قواتنا المسلحة أخرجنا زعيم تنظيم داعش أبو ابراهيم القرشي من ساحة المعركة”.
وأضاف بايدن أن القرشي أشرف على عمليات التنظيم في مختلف مناطق العالم، وكان مسؤولاً عن هجوم سجن غويران، واستطاع تحرير “سجناء من داعش” في الحسكة.
وقال بايدن إن قرداش “قرر تفجير نفسه في الطابق الثالث بعد اقتراب قواتنا من المبنى”، مشيراً إلى “عدم استهداف زعيم التنظيم بهجوم جوي لعدم إحداث خسائر بشرية”.
والاسم الكامل لقرداش هو أمير محمد سعيد عبد الرحمن المولى، من مواليد 1976، وينحدر من ناحية المحلبية غربي الموصل ذات الغالبية التركمانية.وتولى القرداش قيادة التنظيم خلفاً للزعيم السابق أبو بكر البغدادي، الذي قتل بعملية خاصة أمريكية في 2019 في مدينة إدلب شمال سورية.
هاني أحمد الكردي
في 6 يونيو/ حزيران، أعلن “التحالف الدولي”، اعتقال “قائد كبير” في التنظيم، بعد عملية إنزال جوي في جرابلس بريف حلب الشمالي.وأكد بيان صادر عن التحالف حينها، اعتقال “أحد كبار قادة داعش خلال عملية في سورية”.
وقال إن “الشخص المحتجز تم تقييمه على أنه صانع قنابل وميسّر ذو خبرة، وأصبح أحد كبار قادة التنظيم في سورية”.
وأوضح البيان، أن العملية تم التخطيط لها “بدقة لتقليل مخاطر الأضرار الجانبية”، مشيراً إلى عدم تعرض المدنيين لأي ضرر خلال العملية.
ولم يكشف التحالف عن اسم القيادة، إلا أن صحيفة “واشنطن بوست” نقلت عن مسؤولين أمريكيين، قولهم، إن الشخص المعتقل هو “هاني أحمد الكردي، الذي كان يُعرف أيضاً باسم والي الرقة”.في حين قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن “القيادي الذي جرى اعتقاله لم يكن والي الرقة، لكنه من قيادات الصف الأول في تنظيم داعش وخبير متفجرات”.
ماهر العقال
وبعد أكثر من شهر، وفي 12 يوليو/ تموز، أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، مقتل زعيم تنظيم “الدولة الإسلامية” في سورية، خلال غارة نفذتها طائرة مسيرة تابعة للتحالف شمال غربي سورية.
وفي بيان صحفي قالت القيادة المركزية في “البنتاغون”، إن الغارة استهدفت زعيم التنظيم في سورية ماهر العقال، والذي يعتبر أحد كبار قادة التنظيم الأربعة بشكل عام، إلى جانب نائبه، منهل العقال، الذي قتل بعد أيام من إصابته متأثراً بجراحه.وقال المتحدث باسم القيادة المركزية الأمريكية، ديف إيستبرن، لوكالة “فرانس برنس”، إن زعيم التنظيم قتل أثناء ركوبه دراجة نارية بالقرب من جنديرس التابعة لعفرين، في ريف حلب الشمالي.
ولا تتوفر معلومات وتفاصيل حول هوية ماهر العقال (أبو البراء)، إلا أن السلطات التركية سبق أن اتهمته بالتخطيط لتفجير ميدان السلطان أحمد في إسطنبول عام 2016، الذي أدى لمقتل 10 سياح ألمان وإصابة آخرين، إلى جانب تفجير قضاء سروج بولاية شانلي أورفة عام 2015.
بشار خطاب غزال الصميدعي
في 9 سبتمبر/ أيلول الماضي، أعلن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان اعتقال بشار خطاب غزال الصميدعي، أحد كبار قادة التنظيم، وذلك في عملية نفذتها وحدات من الاستخبارات التركية في مدينة إسطنبول.
وقال أردغان إن الصميدعي الملقب بـ”حجي زيد”، هو من “أهم المسؤولين التنفيذيين في التنظيم، بعد مقتل أبو بكر البغدادي وخلفه عبد الله قرداش”.
وأضاف: “أثناء استجوابه (للصميدعي)، أدلى بأنه من يسمى بالقاضي. هذا الإرهابي موجود في سورية وإسطنبول منذ فترة طويلة”.وعُرف “الصميدعي” بعدة أسماء مستعارة أبرزها “حجي زيد”، وكذلك “أبو خطاب العراقي”، “أبو المعز العراقي”، وهو أحد قيادات “جماعة أنصار الإسلام”، قبل أن يلتحق في عام 2013 بالتنظيم المعروف حينها بـ “دولة العراق الإسلامية”، أي قبل إعلان “الدولة الإسلامية في العراق والشام”، في أبريل 2013.وينحدر من مدينة الموصل العراقية، وهو من مواليد 1975، وكان قد غادر العراق إلى سورية عام 2016، قبل معارك تحرير الموصل، ليستقر في مدينة الرقة.
ويوصف بأنه كان “من المقربين لأمير التنظيم المقتول أبو إبراهيم الهاشمي القرشي، الذي سعى للإفراج عنه بعد اعتقاله في عهد أبو بكر البغدادي لعدة أشهر في مدينة الرقة”.
وكان قد شغل منصب “أمير ديوان القضاء والمظالم، وعضواً في اللجنة المفوضة في التنظيم بين عامي 2014 و2016”.
راكان الشمري
في 7 أكتوبر/ تشرين الأول، أعلن الجيش الأمريكي مقتل القيادي “البارز” في التنظيم، راكان الشمري (أبو حائل).
وجاء ذلك بعملية “إنزال جوي” نفذتها قوات أمريكية في مناطق سيطرة النظام السوري في ريف محافظة الحسكة.
ونقلت وسائل إعلام أمريكية عن مسؤول قوله، إن القوات الأمريكية نفذت العملية منفردة دون مساعدة أي شركاء أو حلفاء، مبيناً أن العملية، التي نفذت بشكل إنزال استخدمت فيها مروحيات، و”لم تؤد إلى سقوط مدنيين أو إصابات في صفوف الأميركيين”.وحسب ما نقل موقع “الحرة” الأمريكي عن مسؤول في القيادة المركزية فإن “الشمري” كان مسؤولاً عن تسهيل عمليات تهريب الأسلحة.
أبو معاذ القحطاني
وبعد ساعات من مقتل الشمري، أعلن الجيش الأمريكي مقتل قياديين “بارزين” من تنظيم “الدولة الإسلامية”، إثر ضربة جوية نفذها في شمالي سورية.وقالت القيادة المركزية الأمريكية، في بيان، إنها شنت غارة “ناجحة” في شمالي سورية، ما أسفر عن مقتل كل من “أبو هشام العماوي”، نائب “والي سورية”، ومسؤول كبير آخر مرتبط به.
ونقلت شبكة “CNN” الأمريكي، عن مسؤولين أمريكيين، قولهم إن القوات الأمريكية قتلت اثنين من كبار قادة “داعش” في غارة جوية في شمال سورية.
وأضاف المسؤولون أن الغارة أسفرت عن مقتل أبو علاء، أحد كبار قادة “داعش” الخمسة ونائب زعيم “داعش” في سورية، وكذلك أبو معاذ القحطاني، المسؤول عن الأسرى.
أبو الحسن الهاشمي
وآخر قيادي قتل في التنظيم كان زعيمه “أبو الحسن الهاشمي القرشي”، الذي قتل منتصف أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، في درعا جنوب سورية.
وأعلن التنظيم، في تسجيل صوتي للمتحدث باسم التنظيم، أبو عمر المهاجر، مقتل زعيمه “أبو الحسن الهاشمي القرشي”، وتعيين “أبو الحسين الحسيني القرشي” خلفاً له.
ولم يحدد المتحدث مكان وتاريخ مقتله، لكن القيادة الأمريكية أعلنت بعد ساعات بأن زعيم التنظيم قتل في درعا جنوبي سورية.
وقالت في بيان، إن “القرشي قُتل منتصف تشرين الأول/أكتوبر إثر عملية نفذها الجيش السوري الحر ضد التنظيم في محافظة درعا جنوب سورية”.ونقلت وكالة “صوت أمريكا” عن مسؤول دفاعي أمريكي قوله، إن واشنطن حددت مقتل “القرشي”، استنادًا إلى “الأدلة الموجودة في مكان الحادث واختبار الحمض النووي لاحقاً”.