عقدت الهيئة العامة للائتلاف الوطني السوري دورة اجتماعاتها الـــ 65 في إسطنبول يومي 11 و12 كانون الثاني الجاري،
واستهلت الدورة بالوقوف دقيقة صمت وقراءة الفاتحة على أرواح شهداء الثورة السورية، ثم قدّم رئيس الائتلاف الوطني سالم المسلط إحاطة سياسية؛ ووضع بين يدي الحاضرين نسخة من تقارير العمل الخاصة بالشهرين المنصرمين، بما فيها تقارير الرئاسة والنواب والأمانة العامة.بحثت الهيئة العامة التطورات السياسية وتأثير التغيرات الدولية على الثورة السورية وطرق التعامل معها، بما يضمن تحقيق أهداف الشعب السوري والالتزام بمبادئ الثورة السورية.
تحدث رئيس الائتلاف الوطني أمام الهيئة العامة عن النشاطات السياسية الأخيرة، ولا سيما الاجتماعات مع مسؤولين أتراك في أنقرة والتي اختتمها بلقاء وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو في مقر الوزارة بالعاصمة التركية.
وقال إن تركيا دولة حليفة وإن المسؤولين الذين تم اللقاء معهم أكدوا على ثبات الموقف التركي الداعم لقوى الثورة والمعارضة السورية، للوصول إلى تطلعات الشعب السوري عبر تنفيذ القرارات الأممية.
وتحدث عن اللقاءات السياسية التي أجرتها الرئاسة خلال الشهرين الفائتين وتأكيد الائتلاف على التزامه بالقرارات الدولية، وبثوابت الشعب السوري، وتوضيح ما يقوم به نظام الأسد لعرقلة أي مساهمة من شأنها تحقيق تقدم في العملية السياسية، كما أكد خلال اللقاءات على ضرورة تشديد العزلة الدولية على نظام الأسد.
ثم عرض نواب الرئيس، والأمين العام، إحاطاتهم، التي قدّموا فيها تقارير الأعمال خلال فترة الشهرين الماضيين، واطلعت الهيئة العامة على تقارير الحكومة السورية المؤقتة ووحدة تنسيق الدعم، إضافة إلى تقارير الدوائر والمكاتب والممثليات، كما استمعت لإحاطات هيئة التفاوض السورية واللجنة الدستورية وصندوق الائتمان.
واستعرض رئيس هيئة التفاوض السورية أهم التطورات في العملية السياسية، وسلسلة اللقاءات التي أجرتها الهيئة مع ممثلين دوليين خلال الفترة السابقة، والتي طالبت خلالها ببذل المزيد من الجهود الدولية للوصول إلى الانتقال السياسي وفق القرارات الأممية.
كما قدّم رئيس صندوق الائتمان لإعادة إعمار سورية إحاطة حول مشاريع الصندوق في كل من شرق وغرب شمالي سورية، وما حصل عليه الصندوق من منح دولية لصالح مشاريع الصندوق في دعم القطاعات الصحية والزراعية والغذائية، بما يسهم في التخفيف من قسوة الظروف المعيشية لأهلنا، لا سيما النازحين والمهجرين.
وناقش المجتمعون الأوضاع السياسية والمستجدات الدولية المتعلقة بالملف السوري، مؤكدين ضرورة تكثيف الجهود لبذل خطوات فعالة من قبل المجتمع الدولي تجاه الملف السوري، ولا سيما العمل على إطلاق سراح المعتقلين والكشف عن مصير المختفين، والعمل الفعال للوصول إلى تطبيق القرار الدولي 2254، الذي يفضي إلى انتقال سياسي شامل.
وأشار المجتمعون إلى أهمية قانون مواجهة “اتجار الأسد بالكبتاغون” الذي أقره الكونغرس الأمريكي لوقف إنتاج واتجار المخدرات وتفكيك الشبكات التي يديرها نظام الأسد في مناطق سيطرته، حيث حوّلها إلى بؤرة مخدرات تسرب الكبتاغون لدول الجوار والعالم.
وعلى الصعيد الميداني، أشاد المجتمعون بالمظاهرات الشعبية التي خرجت في العديد من المناطق المحررة لتؤكد على استمرار الثورة والالتزام بمبادئها، إضافة إلى مظاهرات درعا والسويداء التي أبدت شجاعة كبيرة في سبيل إيصال صوت الشعب الرافض لحكم نظام الأسد في عموم سورية.
أكد المجتمعون أن نظام الأسد وميليشيا PYD الإرهابية يواصلان الانتهاكات بحق المدنيين عبر القصف والعمليات الإرهابية، مشيرين إلى ضرورة محاسبتهم وردعهم والرد عليهم.
كما أن نظام الأسد وبسبب فساده وإهماله الوضع المعيشي جعل أهلنا في مناطق سيطرته غير قادرين على تأمين أيسر مقومات الحياة الأساسية، وأن تسليم البلاد وقراراتها لاحتلالات إيران ومرتزقتها، جعل سورية في آخر ترتيب دول العالم في كل مؤشرات العيش الكريم والحريات والأمان.أكد المجتمعون أن الوضع الإنساني في سورية بحاجة إلى معالجة بآلية حاسمة تخرج الملف من الابتزاز الروسي المتكرر، وتضمن وصول المساعدات إلى مستحقيها، إذ ثبت بالصور والأدلة أن نظام الأسد يستخدم المساعدات الأممية لقواته وميليشياته المساندة له.
أشار المجتمعون إلى ضرورة تكثيف الجهود من قبل المنظمات الإنسانية خلال هذا الشتاء، لإنقاذ الملايين من المهجّرين في المخيمات التي تعاني أوضاعاً إنسانية متردية.
تطرق المجتمعون إلى وضع اللاجئين السوريين، مشيرين إلى ضرورة اتخاذ تدابير فعالة لحل مشكلات اللاجئين في دول اللجوء، ولا سيما لبنان التي أعلنت مؤخراً إيقاف التعليم للطلاب السوريين، وهذا ما يعد سلباً لأحد حقوق اللاجئين المشروعة. إضافة إلى ذلك المتابعة الحثيثة مع اللجنة السورية المشتركة لمعالجة أوضاع اللاجئين في تركيا.
تحدث المجتمعون عن الخطوات الإدارية التي اتخذتها الحكومة السورية المؤقتة والتي شملت إضافات مهمة من الناحية الإدارية، لتمكين الحكومة المؤقتة من إدارة المناطق المحررة بشكل أكبر وأكثر فاعلية.أكد المجتمعون في الختام على الالتزام بمبادئ الثورة السورية وعدم الحياد عنها، وأن بوصلة الائتلاف في عمله السياسي هي تحقيق تطلعات الشعب السوري الحر التي ثار وضحى من أجل تحقيقها.
ووجه أعضاء الائتلاف الشكر للدول الشقيقة والصديقة التي وقفت مع الشعب السوري ودعمت قضيته العادلة وسعت إلى رفع المعاناة عنه.
الرحمة للشهداء، الشفاء للجرحى،
الحرية للمعتقلين
والنصر للثورة السورية العظيمة