اكدت سفيرة سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد أنه لا يمكن أن نسمح لنظام الأسد بصرف انتباهنا عن الاحتجاجات في السويداء.جاء ذلك خلال إيجاز في مجلس الأمن الدولي بشأن الوضع السياسي والإنساني في سوريا يوم الامس الثلاثاء المصادف 28/11/2023 وعبرت توماس عن قلق المجتمع الدولي إزاء الهجمات المتعددة التي شنها نظام الأسد والقوات الروسية في شمال سوريا مؤخرا وقد أسفرت تلك الهجمات عن مقتل عشرات المدنيين ونزوح أكثر من 120 ألف شخص وتدمير البنية التحتية الحيوية.
وادانت توماس الهجمات التي تشنها الميليشيات المتحالفة مع إيران على الأفراد والمنشآت الأمريكية في العراق وسوريا حيث ما زالت مهمة هذه القوات الأمريكية تتمثل بقيادة الجهود الدولية لهزيمة داعش وتتمتع الولايات المتحدة بالحق في الدفاع عن نفسها، على غرار أي دولة عضو أخرى، وذلك على النحو المبين في المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة.
واكدت توماس أنه تم إدراج ستة أفراد تابعين لميليشيا كتائب حزب الله المتحالفة مع إيران على قائمة الإرهابيين الدوليين حيث دعمت إيران هذه الجماعات المسلحة وغيرها من خلال فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإسلامي، وزودتها بالتدريب والتمويل والأسلحة المتطورة، بما في ذلك الأنظمة الجوية بدون طيار، وهي أنظمة دقيقة ومميتة بشكل متزايد. هذا السلوك التصعيدي غير مقبول ولا يفيد في معالجة الظروف الاقتصادية والقمعية القاسية التي يواجهها المدنيون السوريون اليوم.
ومن ناحية أخرى وحول استمرار الاحتجاجات الشعبية في السويداء ضد تنظيم الاسد الارهابي اكدت توماس أنه لا يمكن أن نسمح لنظام الأسد بصرف انتباهنا عن الاحتجاجات في السويداء، حيث يمارس الشعب السوري منذ شهور حقوقه في التجمع السلمي وحرية التعبير، والدعوة إلى السلام، والكرامة، والأمن، والعدالة.
ونحن ندعم التجمعات السلمية ويجسد هؤلاء المتظاهرون الحاجة إلى حل للصراع يركز على سوريا وبقيادة سورية، بما يتماشى مع القرار رقم 2254. ولكن لسوء الحظ قام النظام السوري بعرقلة كافة المحاولات لتحقيق تقدم على المسار السياسي.
وحول موضوع المعتقلين قسرا اكدت توماس مواصلة دعوة النظام السوري إلى الإفراج عن أكثر من 150 ألف شخص معتقل تعسفيا أو مختفين قسريا، أو الكشف عن مصيرهم على الأقل. ويشمل ذلك على توسيع نطاق العفو لئلا يقتصر على المتهمين بارتكاب جرائم صغيرة فحسب، ولكن أيضا المسجونين لأسباب ذات دوافع سياسية.
وفي الختام رحبت توماس بتمديد الممرات الإنسانية التابعة للأمم المتحدة عبر معبري باب السلام والراعي لمدة ستة أشهر ودعت النظام إلى تمديد الترخيص لمعبر باب الهوى قبل انتهاء صلاحيته في كانون الثاني/يناير، إن عدم القيام بذلك يجعل التخطيط والتوظيف والمشتريات أقل كفاءة ويزيد من التكاليف التي تتحملها وكالات الأمم المتحدة وشركاء الإغاثة الميدانيين ويترك الاحتياجات الإنسانية الخاصة بآلاف المدنيين السوريين معلقة في خلال أشهر الشتاء الباردة.
فيما يلي نص الكلمة كما ألقيت :
شكرا سيدي الرئيس.
وشكرا لنائب المبعوث الخاص رشدي والمديرة ووسورنو على الإيجازين وعلى التزامكما الثابت بتحقيق السلام المستدام للشعب السوري.
أعربنا خلال إيجاز الشهر الماضي عن قلقنا إزاء الهجمات المتعددة التي شنها نظام الأسد والقوات الروسية في شمال سوريا مؤخرا.
وقد أسفرت تلك الهجمات عن مقتل عشرات المدنيين ونزوح أكثر من 120 ألف شخص وتدمير البنية التحتية الحيوية.
كنت آمل أن يكون هذا الإيجاز مختلفا وألا نضطر إلى مناقشة المزيد من إراقة الدماء والمزيد من النزوح والمزيد من الوحشية، ولكن تتواصل حملات القصف المروعة على يد النظام السوري في محافظتي إدلب وحلب، مما أسفر عن مقتل المئات من المدنيين.
بالإضافة إلى ذلك، تدمرت خيم النازحين بفعل الهجمات بقيادة نظام الأسد ودعم من الغارات الجوية الروسية التي تركزت في الأجزاء الغربية من إدلب.
ندين أيضا الهجمات التي تشنها الميليشيات المتحالفة مع إيران على الأفراد والمنشآت الأمريكية في العراق وسوريا.
وما زالت مهمة هذه القوات الأمريكية تتمثل بقيادة الجهود الدولية لهزيمة داعش.وتتمتع الولايات المتحدة بالحق في الدفاع عن نفسها، على غرار أي دولة عضو أخرى، وذلك على النحو المبين في المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة.
وهذا ما دفعنا إلى توجيه ضربات استهدافية كرد فعل، ونحن على استعداد لاتخاذ المزيد من الإجراءات للتصدي للتهديدات المتزايدة بشن مثل هذه الهجمات، وذلك بحسب الضرورة والمناسبة.
وتحقيقا لمصلحة الدفاع الوطني، قمنا في وقت سابق من هذا الشهر بإدراج كتائب سيد الشهداء وأمينها العام على قائمة الإرهابيين الدوليين المدرجين بشكل خاص. لقد هددت هذه الجماعة الإرهابية حياة أفراد أمريكيين وآخرين تابعين لقوات التحالف الدولي في العراق وسوريا.
بالإضافة إلى ذلك، قمنا بإدراج ستة أفراد تابعين لميليشيا كتائب حزب الله المتحالفة مع إيران. لقد دعمت إيران هذه الجماعات المسلحة وغيرها من خلال فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإسلامي، وزودتها بالتدريب والتمويل والأسلحة المتطورة، بما في ذلك الأنظمة الجوية بدون طيار، وهي أنظمة دقيقة ومميتة بشكل متزايد.
هذا السلوك التصعيدي غير مقبول ولا يفيد في معالجة الظروف الاقتصادية والقمعية القاسية التي يواجهها المدنيون السوريون اليوم.
ولتحقيق هذه الغاية، لا يمكننا أن نسمح لنظام الأسد بصرف انتباهنا عن الاحتجاجات في السويداء، حيث يمارس الشعب السوري منذ شهور حقوقه في التجمع السلمي وحرية التعبير، والدعوة إلى السلام، والكرامة، والأمن، والعدالة.
حضرات الزملاء، نحن ندعم التجمعات السلمية ويجسد هؤلاء المتظاهرون الحاجة إلى حل للصراع يركز على سوريا وبقيادة سورية، بما يتماشى مع القرار رقم 2254.
ولكن لسوء الحظ قام النظام السوري بعرقلة كافة المحاولات لتحقيق تقدم على المسار السياسي.
ويواصل الشعب السوري نتيجة لذلك الفرار من دياره بأعداد كبيرة، ولا يظهر اللاجئون أي مؤشر على رغبتهم في العودة، وذلك ليس بسبب الظروف الاقتصادية كما يدعي النظام، بل لخشيتهم قمع النظام والتعذيب والاعتقال التعسفي والاختفاء القسري، والتجنيد الإلزامي، والعنف الجنسي، والإنساني.
نرحب بالإجراءات المؤقتة التي أصدرتها محكمة العدل الدولية في وقت سابق من هذا الشهر، والتي تفرض على النظام في سوريا منع أعمال التعذيب والمعاملة أو العقوبة القاسية واللاإنسانية والمهينة وتمنع تدمير الأدلة على وقوع أعمال مماثلة. وهذه خطوة بالغة الأهمية لمحاسبة نظام الأسد على أعمال التعذيب.
ونواصل أيضا في هذا الصدد دعوة النظام السوري إلى الإفراج عن أكثر من 150 ألف شخص معتقل تعسفيا أو مختفين قسريا، أو الكشف عن مصيرهم على الأقل. ويشمل ذلك على توسيع نطاق العفو لئلا يقتصر على المتهمين بارتكاب جرائم صغيرة فحسب، ولكن أيضا المسجونين لأسباب ذات دوافع سياسية.
ونرحب أخيرا بتمديد الممرات الإنسانية التابعة للأمم المتحدة عبر معبري باب السلام والراعي لمدة ستة أشهر*، ولكننا مع ذلك ندعو النظام إلى تمديد الترخيص لمعبر باب الهوى قبل انتهاء صلاحيته في كانون الثاني/يناير، إن عدم القيام بذلك يجعل التخطيط والتوظيف والمشتريات أقل كفاءة ويزيد من التكاليف التي تتحملها وكالات الأمم المتحدة وشركاء الإغاثة الميدانيين ويترك الاحتياجات الإنسانية الخاصة بآلاف المدنيين السوريين معلقة في خلال أشهر الشتاء الباردة.
حضرة الزملاء، لدينا ما يكفي من الأزمات الإنسانية على جدول أعمالنا، ولكن يجب ألا ننسى محنة الشعب السوري.
لقد التقيت بالأمس مجموعة من النساء السوريات اللواتي طلبوا مني دعم المجلس. لذا علينا القيام بالمزيد وتقديم المزيد.
الولايات المتحدة هي أكبر جهة مانحة لخطة الاستجابة الإنسانية وتدعو بهذه الصفة كافة الدول الأعضاء في الأمم المتحدة إلى دعم هذا النداء.
والأهم من ذلك هو أننا ندعو هذا المجلس إلى الوقوف إلى جانب الشعب السوري في نضاله من أجل حرياته الأساسية ومن أجل مستقبل أكثر عدلا وسلاما.شكرا سيدي الرئيس.