السلام عليكم ورحمه الله وبركاته استمعنا إلى الكلمة التي وجهتموها للناس ، و هي دعوة كريمة للخير و السلام و حسن المعاملة في أوقات الحرب . و فيها استشهاد كريم بخطاب لا ينساه إلا كل جاهل بتاريخ الاسلام للخليفة الراشدي الاول أبي بكر الصديق ( ض ) , في حسن معاملة الأسير و النهي عن التمثيل ، و النهي عن قتل طفل أو شيخ أو امرأة و حتى قطع شجرة أو قتل شاة إلا لمأكل.
كلمتكم هذه جاءت في وقتها بعد حلب و إن تأخرت عن أوقاتها بعد سورية و ما رأيناه في بلدنا المنكوب المعذب .
يا شيخنا الفاضل نحن بأمس الحاجة للقبول و التسامح بعد كل ما جرى على رقاب شعبنا فيا مرحبا بما قلتموه ، و اعلموا أننا نتابع الحدث يوما بيوم و ساعة بساعة، و نسجل كل الاختراقات التي تتم على أرض المعارك و حتى الاختراقات الممكن حدوثها في حلب بعد انهزام النظام فيها . نحن نريد أن يتعمم الاسلام الوسطي الجميل المتسامح، برغم كل ما حصل ، و برغم قيام قوى الإجرام بتوجيه اقسى الضربات نحوه بالذات، في محاولة إهانته و إهانة أهله و قتلهم و تهجبرهم و حرمانهم من أبسط مقومات الحياة ، و كل هذا كان بقصد تحريض المسلم ليتحول من السماحة و الاعتدال و حسن المعشر لحالة الثأر و الانتقام ، و التوعد و الوعيد .
بخاطب الأخ إلى أخيه أقول لكم نحن العلويين لم نكن يوما أهل ظلم و افتآت على الناس ، و تاريخ رجالاتنا معروف قبل أن يأتي هذا النظام ليضع الجميع في خانة الخوف من الجميع ، و الجميع في خانة الترصد للجميع ، على مبدأ فرق تسد ، و ما تلك الأحداث الوحشية في السجون و المعتقلات ، و أثناء اندلاع الثورة إلا بهذا القصد و بهدف تحريض الناس بعضها على بعض .
يا شيخنا الجليل نحن نريد أن نعيش مع أهلنا السنة و كل أطياف شعبنا السوري بأحسن حال و على أساس قواعد القانون و احترام القانون ، و قبل كل ذاك على أساس الحديث النبوي الشريف: الخلق كلها عيال الله و أحبها إلى الله أنفعها لعياله. فلا نريد عداوة الناس بل جيرتهم و لا ظلم الناس بل العدل معهم فينا و فيهم .
و هذه أيدينا ممدودة نحوكم يا اهلنا بكل خير من أجل وطن العدل و الحرية و المساواة و احترام حقوق الإنسان, كل إنسان بصرف النظر عن محتده أو معتقده أو قوميته أو جنسه أو العرق . فالناس صنفان إما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق كما قال الإمام علي بن ابي طالب كرم الله وجهه الشريف .
د. محمد عبدالله الأحمد