انطلاق فعاليات الصالون السياسي للمثقفين السوريين في غازي عنتاب
قامت مجموعة من المثقفين السوريين بإطلاق فعاليات الصالون السياسي في مدينه غازي عنتاب التركيه واشار مؤسسوا هذا الصالون بأن الهدف منه
“البحث في الإجابات الموضوعية عن الأسئلة الحرجة والآنية، في الوضع السوري برمته”، موضحين أن العمل في الصالون “ضمن طيف واسع، يتخلى عن الأيديولوجيا لصالح الوطن السوري، ومن أجل بناء العقل الجمعي السوري الديمقراطي”.
ومن الجدير بالذكر ان
للقاء التأسيسي الأول، يبدو أنه يبشّر بالخير، وهو الذي ضمّ طيفًا واسعًا من المشتغلين بالسياسة الأكثر نظافة، والمعتمدة على شعبها وناسها ليس إلاّ. وقد شارك في التأسيس الكثير من الوجوه الوطنية السورية الديموقراطية، المنتمية إلى العقل الجمعي السوري الوطني، من خلال هوية وطنية جامعة. ومن أبرز المشاركين كان: زكريا ملاحفجي، ماجد علوش، علي محمد شريف، محمود الوهب، عبد الباري عثمان، محيي الدين بنانا، درويش خليفة، مروان الخطيب، أحمد قاسم، علاء الدين حسو، سمير العلو، سعد وفائي، حسن النيفي، عبد القادر علاف ,مصطفى مستو ,محمد نور حمدان وآخرين.
انتخب هيئة مصغرة مؤلفة من ثلاثة أفراد فقط، المنسّق العام علي محمد شريف، نائب المنسّق محمود الوهب، والمسؤول الإعلامي علاء الدين حسو
وفي هذا السياق
قال الكاتب السوري أحمد قاسم :
إن “الفكرة طُرحت من قبل عدد من المهتمين بالشأن السياسي السوري، وتبلورت من خلال مناقشات مسؤولة، حيث أدرك أصحاب الفكرة أهمية إنشاء صالون سياسي، تجتمع فيه نخبة من المثقفين والمهتمين، لمناقشة الآراء والأفكار التي قد تفتح الآفاق أمام القوى التي تنشط ضد الدكتاتورية والاستبداد، ومن ثم يُنتج الصالون خريطة طريق للحل السياسي، يتبناها الشعب السوري، لتحقيق أهدافه في الحرية والكرامة”.
وأشار إلى أنه تم اختيار مدينة غازي عينتاب التركية مقرًا لهذا الصالون “كونها قريبة من الحدود السورية، وكذلك تستقرّ فيها نخبة مهمة من المفكرين والسياسيين والإعلاميين السوريين”، وأكد أن “المساحة مفتوحة أمام كل من يرغب في المشاركة فيما بعد، طالما أن الراغب في المشاركة يمتلك إرادة حرة، ولا يخضع لأجندات تعوق العمل لخدمة أهداف الثورة”، وأضاف: “عملنا غير مؤطر بإطار سياسي من النوع الضيق، سنتحرك على مساحة الوطن، لنبني وطنًا لكل السوريين الذين عاشوا في غربة داخل وطنهم، طوال حكم البعث”.
بدوره، قال المحامي علي محمد شريف، أحد المؤسسين في الصالون، في حديثه :
إن إطلاق الصالون يأتي “تلبية لحاجة موضوعية تتمثل بضرورة البحث عن المخارج الحقيقية لهذا الاستعصاء (استعصاء الحل السوري) وهو محاولة للتصدّي للأسئلة الجوهرية والعميقة، حول الأسباب التي قادت إلى هذه المآلات الكارثية، والبحث عن سبل استعادة وبناء الذات السورية والهويّة الجامعة، وعن المخارج الممكنة، وصولًا إلى صياغة تصورات مشروع وطنيّ، وربّما خريطة طريق لمستقبل سورية”.
ورأى شريف أنه “يمكن النظر إلى الصالون السياسي السوري من حيث إنه مساحة للحوار الديمقراطي بين السوريين، يهدف إلى بلورة رؤى وأفكار وتصورات وطنية مشتركة تستجلي الماضي بما فيه، وتعيد قراءة المواقف والأحداث ضمن سياقاتها، وصولًا إلى البحث في استحقاقات المستقبل، وما ينبغي من سبل لاستعادة وطن”، وتابع: “إنه محاولة لإعادة اكتشاف السوريّ للسوريّ، على أسس واقعيّة وعلى أرضيّة صلبة، تنطلق من المحبّة والرغبة في إعادة بناء الوطن والإنسان، وفق إرادة مشتركة تحقق آمال الجميع”.
وقال الباحث السوري ماجد العلوش، أحد المشاركين في إطلاق الصالون إن السوريين “بأمس الحاجة إلى الأشكال التنظيمية الثقافية والسياسية، تلك الضرورة الحياتية التي حرمنا منها لعشرات السنين، فهي وسيلتنا الوحيدة للإجابة عن الأسئلة التي تفتح الطريق إلى استعادة وطننا وهويتنا، وتساعدنا في تحقيق الهدف النهائي: بناء دولة كل السوريين، وقبر الاستبداد بكل أشكاله”.
من جهته، رأى الكاتب السوري الأكاديمي زكريا ملاحفجي أن “الصالون السياسي هو مظهر من المظاهر الحضارية في النقاشات والحوارات السياسية بين أبناء المجتمع الواحد”، وأضاف “كانت الفكرة لجمع طيف من السياسيين والمثقفين والاعلاميين والكتاب السوريين، عبر لقاء محدد نصف شهري، بهدف اللقاء والحوار وتقدير المواقف السياسية التي تمرّ بقضيتنا السورية، وهذا يدعّم صفوف النخبة المؤثرة في المجتمع السوري والذين يعتبرون قادة رأي عام يتوجهون كسوريين للحوار”.
أما الأكاديمي والباحث مروان الخطيب، فقال: “في غازي عينتاب جالية سورية كبيرة ناهز عددها الــ (350) ألف نسمة، وفيها طاقات مهمة من النخب السورية والمثقفة، وغدت المدينة نقطة تجمع لهم منذ سنوات، وتعدّ المدينة نقطة تجمع للعديد من الهيئات والمشاريع المعنية بالقضية السورية، والتي تعمل على التخفيف من معاناة السوريين في الداخل والخارج، والمعنيين بالهمّ السوري بشكل عام”، وتابع في حديث إلى أن الصالون “يطمح إلى البدء بإدارة حوار سياسي بين النخب السورية، في محاولة لتشكيل رؤى سياسية مشتركة فيما بينهم، كما يطمح إلى تكوين قاعدة لحوار سوري عام، حول ملامح سورية المستقبل، وتكوين تصور مشترك حول أسس بناء الدولة والمجتمع والعقد الاجتماعي القادم، كما يطمح إلى إدارة حوار هادف حول المشكلات التي تعترض السوريين في الداخل ودول الجوار، لتوجيه الرأي العام حول آليات حلها”.
في السياق، قال علاء الدين حسو، أحد المؤسسين للصالون: “إن للصالون ميزتين مهمتين: الأولى أن أعضاء الصالون كلهم كتّاب أو باحثون أو عاملون في المجال السياسي ميدانيًا، وأغلبهم يجمع هذه الصفات الثلاث، وهم مستقلون عن مراكز القرار المعارض، الذي ربما تقيّده نتيجة الارتباط. والثانية أنه مستقل تمامًا، وغير مرتبط بدعم جهة ما”، وأضاف ل “هذا يتيح له هامشًا أوسع، لذلك خطة العمل ستتم وفق الجلسات، وتتوضح من خلال جلستين لا أكثر”.