اعتبرت صحيفة واشنطن بوست في افتتاحيتها، أمس السبت، أن أهوال الحرب في سوريا تراجعت إلى حد ما في الأشهر الأخيرة، لكنها أردفت بأنها يمكن أن تستأنف على نطاق مروع في محافظة إدلب.
وأشارت الصحيفة الأميركية إلى انهيار الهدنة التي كانت تحكم المنطقة في أواخر الشهر الماضي عندما شن نظام بشار الأسد هجوما جديدا، بالتنسيق مع القوات الجوية الروسية، سقطت فيه القنابل على المنازل والمستشفيات، لافتة إلى فرار أكثر من 150 ألف شخص شمالا باتجاه الحدود السورية مع تركيا، وفقا للأمم المتحدة.
وشددت على إن الهجوم يهدد بكارثة إنسانية جديدة أكبر من أي كارثة شهدتها سوريا حتى الآن، حيث إن عشرات آلاف المدنيين في إدلب هم لاجئون من أجزاء أخرى من البلاد.
ورأت الصحيفة أن محاولة النظام استعادة المحافظة بالقوة سيؤدي إلى موجة جديدة وهائلة من اللاجئين يمكن أن تغمر تركيا، وربما تمتد إلى أوروبا التي ما زالت تعاني من توابع سياسية من الوصول الجماعي للسوريين في عام 2015. وبالنظر إلى مخاطر هذا الوضع انتقدت الصحيفة الصمت المطبق لإدارة ترامب والرئيس نفسه الذي لم ينبس ببنت شفة عن الأزمة الجديدة.
و اعتبرت أن تاريخ النزاع السوري يقدم درسين واضحين هما أن نظام الأسد يسعى دون كلل إلى استعادة سيطرته على البلاد بالقوة، بغض النظر عن التكلفة، وأن التأكيدات الروسية للمبعوثين الأميركيين أثبتت أنها لا قيمة لها مرارا وتكرارا.
ولفتت إن الهجوم ينتهك اتفاقا أبرمه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان العام الماضي، لمنع معركة شاملة حول إدلب، واتفق الاثنان على إقامة منطقة عازلة.
وختمت الصحيفة،أنه من غير المحتمل أن يكون هناك سلام دائم في سوريا حتى تُكسر عُرى الروابط بين روسيا وإيران ونظام الأسد، كما أن الولايات المتحدة لن تستطيع فرض هذا التغيير لكنها تستطيع الإصرار على ألا تكون هناك هجمات أخرى على إدلب، وينبغي أن يكون ذلك على جدول أعمالها عندما يجتمع ترامب مع بوتين في اليابان الشهر المقبل.
المصدر: بلدي نيوز