قالت صحيفة فايننشال تايمز، إن عدداً كبيراً من المسؤولين الغربيين والمحللين الإقليمين يشككون بمزاعم الولايات المتحدة التي قالت إن العقوبات أثرت بشكل كبير على حزب الله الممول من قبل إيران.
وقال العديد من المسؤولين للصحيفة، إن واشنطن لم تقدم دليلاً ملموساً، خصوصاً أن المساعدات المالية التي تقدم لحزب الله لا تمر من الأساس عبر القنوات الرسمية وبالتالي يصعب معرفتها وتتبعها.
وكان حزب الله قد بدأ حملة ضخمة للم التبرعات في رمضان، شملت أشكال عديدة منها لم التبرعات باستخدام سيارات وضعت عليها مكبرات صوت وإعلام حزب الله، حيث جالت شوارع بيروت.
وحث مؤيدو حزب الله الناس عبر الواتساب للتبرع من خلال مقاطع فيديو قصيرة تطالب الناس بتقديم مبالغ صغيرة قد تصل إلى دولار واحد.
ودعا حسن نصر الله سابقاً لـ “الجهاد المالي” بهدف مواجهة الحصار الاقتصادي الذي تتعرض له إيران.
ويدعي المسؤولون الأمريكيون، إن هذه المظاهر سببها العقوبات الاقتصادية المفروضة على إيران وتصر إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على أن حملة “الضغط القصوى” والتي تستهدف صادرات إيران النفطية وقطاع النبوك والمعادن، أجبرت طهران على تقليص تمويل حزب الله والذي يصل إلى 700 مليون دولار سنوياً.
غياب موقف غربي موحد
وقال براين هوك، الممثل الأمريكي الخاص بإيران، إن دعوات حزب الله للتبرع سببها “الضغط الذي نمارسه على إيرادات إيران” وأدعى أن إيران خفضت ميزانيتها الدفاعية بنسبة 28% خلال هذا العام على الرغم من النفي الرسمي الإيراني.
ولكن القصة بالنسبة لحزب الله تبدو أكثر ضبابية ومعقدة أكثر من الواقع الذي يطرحه المسؤولون الأمريكيون الذين يصرون أيضاً على أن الاقتصاد اللبناني المتعثر وتباطؤ النمو الإقليمي وتراجع التحويلات المالية قد اضروا حزب الله.
وحقيقة الأمر، تختلف الدول الغربية حول شرعية حزب الله الذي يشارك سياسياً في الحكومة اللبنانية. وصحيح أن بعض الحكومات الغربية مثل الولايات المتحدة وبريطانيا فرضت عقوبات على جناحه السياسي؛ إلا أن الاتحاد الأوربي والأمم المتحدة لم يتخذوا خطوات مماثلة.
وبنفس الوقت تقول طهران بشكل علني إنها تدعم حزب الله وتسلح وتدرب مجموعاته القتالية من خلال الحرس الثوري الإيراني وذلك منذ ما يناهز الأربعين عاماً مما أعطا طهران نفوذاً مكنها من الوصول إلى المتوسط وللحدود الإسرائيلية ماعدا تواجدها في سوريا لدعم نظام بشار الأسد منذ 2015.
إعادة توزيع النفقات المالية
الهدف الأساسي للولايات المتحدة هو إجبار إيران على كبح جماح سياساتها الإقليمية، مع ذلك يقول المحللون، إنه لا يوجد تغير حقيقي إلى الآن.
وصحيح أن حزب الله قام بسحب بعض مقاتليه من سوريا؛ إلا أن ذلك مرتبط مباشرة بالصراع الذي بدأ بالتراجع ولا يرتبط الأمر مباشرة بخفض التمويل.
وقال أحد السياسيين الإيرانيين “لا خيار أمام إيران سوى الاستمرار في الدور الحالي الذي تمارسه في المنطقة”.
وقال مسؤول غربي إن إيران لن تقيد دعمها لحلفائها في الخارج، لأن هذا الدعم هو عبارة عن استثمارات صغيرة تؤتي أكلها وتعطي طهران نفوذاً في المنطقة.
ويعتمد حزب الله على عدة مصادر للدخل منها مليار دولار يكسبها من الشبكة التجارية التابعة له والتي تعتمد على أنشطة إجرامية منها تجارة المخدرات. ويحصل أيضاً على تبرعات من إيران عبر شبكة من المؤسسات الخيرية المتواجدة في المجتمعات الشيعية.
ويظهر حزب الله إشارات تدل على التراجع الاقتصادي، حيث قال أربعة أشخاص شيعة في لبنان، إن أقاربهم في حزب الله تم تخفيض رواتبهم وتأخيرها وشمل ذلك المقاتلين والموظفين في قناة المنار.
ولكن حنين غدار، المحللة في معهد واشنطن قالت، إن هذه الإجراءات مردها إلى تقليص النفقات غير الضرورية للتركيز على الأنشطة العسكرية وهذا لا يعني إن حزب الله على حافة الانهيار.
المصدر: أورينت نيوز