لم تتوقف ممارسات حزب العمال الكوردستاني وجناحه السوري (pyd) ضد الشعب الكوردي في سوريا على التهجير والقتل و النفي والخطف وإنما تجاوزت ذلك بكثير حيث دمرت مفاصل الحياة وقطعت الأمل لأي مستقبل .
والتعليم هو نبض الحياة في المجتمعات ولذلك سعت pyd إلى تدمير التعليم بجميع الوسائل حيث قامت بتغير المناهج الدراسية في المناطق التي تقع تحت سيطرتها بكوردستان سوريا، إذ قامت لأول مرة بتغيير المناهج للعام الدراسي 2015 – 2016 في ما تسمى “الكانتوتات الثلاث”، ما خلق جملة من المصاعب ووضع الطلاب الكورد أمام مخاطر كبيرة تهدد مستقبلهم .
لاقت ممارسات ب ي د الرفض القاطع من الشارع الكوردي حيث اضطرّ عدد كبير من الطلاب والطالبات إلى النزوح من المناطق الكوردية واللجوء إلى مناطق سيطرة النظام خوفا على مستقبلهم التعليمي
وأكد استطلاع للرأي قام به موقعنا لعديد من الطلاب أن خطوة PYD هذه لاقت رفضاً كبيراً من المواطنين في كوردستان سوريا،وخاصة الطلاب واهاليهم ليس لديهم ثقة بالجهة التي تسيطر حالياً (PYD)، وبسبب الصدمة الأيدولوجية التي تواجه الطلاب عندما ينتقلون إلى دراسة المنهاج المؤدلج بفكر PYD وPKK، وكأنه نظام داخلي لمنظومة pkk وهذا يسبب كارثة في التعليم، خاصة الطلاب الذين قضوا سنوات عديدة في دراسة المناهج القديمة التابعة للنظام باللغة العربية، وتم فرض المنهاج الجديد عليهم فجأة.
وشدد مسؤولون في PYD مراراً، أنهم ماضون في هذا الأمر، وأن “المنهاج سيُطبق مهما بلغت الصعوبات والتحديات”.
في هذا السياق كان لنا حوار مع أحد المختصين(خ.ك) في كوباني رفض الكشف عن اسمه لدواع أمنية حيث صرح :
أن تغيير المنهاج لأي نظام تعليمي بشكل عام يحتاج إلى سنوات وإشراف مختصين في كل مادة تعليمية، ولا يمكن القيام بهذه الخطوة دون دراسة كاملة وشاملة بهذا الشأن ومن المعروف أن ب ي د لا تمتلك هذه المؤهلات وهدفها الأساسي تأليف أفكار الطلاب بما يخدم منظومة العمال الكوردستاني حيث ان اغلب المواد تسرد حياة عبد الله اوجلان ويشرح أفكار منظمة Pkk .
وتابع قائلا :
لا أحد منا يكره أن يتعلم بلغته الأم ولكن أي شئ أردت القيام به دون دراسة وكانت القاعدة مهزوزة فإن الأمر سينتهي إلى الفشل” وخاصة يتم تسيس المناهج التعليمية لخدمة حزب أو منظومة معينة .
وأردف المختص “الكثير من طلابنا تركوا تعليمهم لهذا السبب، لغة جديدة لا يعرفون فيها القراءة والكتابة ..كمن سيبدأ من المرحلة الابتدائية ..صعوبة التأقلم مع الوضع التعليمي الجديد ”.
وفي الإطار نفسه كان لنا حوار مع أحد الطلاب في المرحلة الثانوية واحد الذين خسروا مستقبلهم التعليمي نتيجة هذه السياسة حيث أشار :
إننا كطلاب نعاني مشكلات وصعوبات مع المنهاج الجديد، وخاصة عدم قدرتنا على التأقلم مع منهاج لا نعرف عنه شيئاً وكأننا طلاب في المرحلة الابتدائية”.
ولا نستطيع الخروج إلى مناطق النظام لأسباب عديده وانتهى بي الأمر الآن اعمل في إحدى ورشات البناء .
من الجدير بالذكر انعدم وجود كوادر مؤهلة وقادرة على تعليم الطلاب المنهاج الجديد، يعد مشكلة كبيرة تواجه الطلاب، وفي هذا السياق صرحت لنا نسرين عبود وهي أم للطلاب :
تحاول ب ي د اتهامنا نحن أهالي الطلاب الذين ندافع عن حق أبنائنا وبناتنا في التعلم بأننا ضد التدريس باللغة الكوردية وهذا عار عن الصحة حيث أننا ككورد نعشق لغتنا الأم، ، ولكن كيف لمعلم بعيد عن الثقافة والتعليم ولم يخض في اختصاصه شيء غير دورة تدريبية لمدة شهرين أن يؤهل جيلاً مثقفاً ومتعلماً؟؟”، مشيراً إلى أن أكثر المعلمين في مدارس PYD ليسوا سوى طلاب “بكالوريا” وخاضوا دورة تدريبية وأصبحوا معلمين .
وفي النهاية مستقبل مجهول ينتظر عدد كبير من أبناء. بنات شعبنا حيث أنهم وبعض مرور أعوام لم يتأقلموا مع هذا الوضع .. فمنهم من ترك المدرسة ومنهم من اضطر للانتقال إلى أماكن أخرى بغرض إتمام تعليمه (كمناطق النظام) لعدم وجود مستقبل واضح أمام الطالب وهذا ما ساهم في إفراغ المناطق الكوردية من السكان وايضا منع الكثير من العودة إلى الوطن. خوفا على مستقبل اولادهم .