قالت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية إنه لن يكون سهلاً إخراج إيران من سوريا، مشيرة إلى أن القوة الجوية الإسرائيلية لن تكون كافية لمثل هذه المهمة، وليس من الواضح إن كان الروس يمكنهم فعل ذلك، حتى لو كانوا على استعداد.
وقال الكاتب والباحث الأمريكي جوناثان سباير، في مقال له بالصحيفة، إن “إسرائيل” نفذت ما لا يقل عن 200 غارة جوية ضد أهداف إيرانية في سوريا منذ عام 2017، وهي تهدف بحسب رئيس الموساد يوسي كوهين، إلى جعل إيران “تتوصل إلى استنتاج مفاده أنه لا يمكن مواصلة مشروعها في سوريا”.
ويرى الكاتب أن سيطرة “إسرائيل” الاستخبارية الواضحة في سوريا “مثيرة للإعجاب”، وكذلك براعة طياراتها، ولكن على الرغم من أن القوة الجوية أداة قوية فإن عملها يقتصر على بعض المهام، فالمشروع الإيراني في سوريا واسع وعميق ومتعدد الأوجه، وبعض عناصره معرضة بشدة للقوة الجوية، لكن البعض الآخر ليس كذلك.
ويتابع: “تشارك إيران في جهد واسع يهدف إلى دمج الهياكل الخاضعة لقيادتها مع (الدولة السورية) نفسها، والهدف كما هو الحال في لبنان والعراق إزالة أي حدود يمكن تحديدها بين العنصر الذي تسيطر عليه طهران وهيكل السلطة المحلي، فإيران تنوي زرع نوع من الدولة العميقة الخاضعة لسيطرتها ضمن آلية الدولة الحالية”.
ويتابع الكاتب: “لدى روسيا بالتأكيد قوة ونفوذ في سوريا، فالقوة الجوية الروسية أنقذت نظام الأسد من الهزيمة المحتملة في منتصف عام 2015، ووفقاً لمصادر سورية فإن بشار الأسد يفضل النفوذ الروسي على إيران، مدركاً أنه بينما تريد موسكو شريكاً لطيفاً وصغيراً، تريد طهران دمية”.
ويرى الكاتب أنه من المرجح أن تواصل إيران مشروعها الخاص بتفكيك سوريا، ويبدو من المرجح أيضاً أن تواصل “إسرائيل” ضرباتها الصارمة ضد الأجهزة البعيدة لذلك المشروع، دون أن تلمس جوهرها.
ويختتم الكاتب مقاله بأنه ربما لدى “إسرائيل” في سلاحها الجوي وأجهزة المخابرات مطرقة سريعة وأقوى وأدق في الشرق الأوسط، لكن ليس كل ما تفعله إيران في سوريا يشبه المسمار.
المصدر: الخليج أونلاين