• الخميس , 28 نوفمبر 2024

جمال حمي : ما بالُ العسكر والسياسة.

بعدما كشف الشعب الكوردي كل أوراق الإدارة الذاتية ومن خلفها دهاقنة قنديل وأسقط عنهم كل أوراق التوت ولم يعد يثق بهم الكثير من الكورد وسقطت كل حججهم وذرائعهم ، كان لابد لهم من إيجاد وجه جديد لينوب عنهم وليدلي عنهم بتصريحات سياسية ويُطلق مبادرات وطنية ويتحدث بإسمهم .

فلم يجدوا أمامهم سوى أحد الصبيان المفضّلين عند أوجلان وهو ( مظلوم عبدي ) ، مع أنه عسكري وليس مدني ، وكما تعلمون أن العسكر يتبعون الساسة ويأخذون آوامرهم منهم وليس العكس ، وليس من شأن العسكر التدخل بالسياسة وإطلاق مبادرات والإدلاء بتصريحات عن مصير المعتقلين وغيرها من الأمور السياسية ، فهذه الأمور تخضع للسلطات القضائية والقانونية والسياسية !

ولعلها إحدى البدع الشاذة ، أن يتفاوض رجل عسكري كمظلوم عبدي مع المجلس الوطني الكوردي ، علمًا أن المجلس الوطني جسم سياسي أو تنظيم سياسي وليس تنظيمًا عسكريًا ، فالعسكر يتفاضون مع العسكر والسياسيون يتفاوضون مع السياسيين .

أما دفع العسكري مظلوم عبدي إلى الواجهة وإقحامه في السياسة ، فلها دلالات عديدة ومنها أن كروت سياسييهم إحترقت كلها كأمثال صالح مسلم وألدار خليل وإلهام أحمد وحسن شاهوز وغيرهم ، ولذلك لم يعد أمامهم سوى مظلوم عبدي كونه الصبي المدلل عند دونالد ترامب ويحظى ببعض التأييد في الشارع الكوردي .

وربما تصدّر رجل عسكري كمظلوم عبدي المشهد السياسي ، يدل على أن الإدارة الذاتية ومن خلفها جهابذة قنديل ، يريدون إرسال رسالة واضحة إلى المجلس الوطني مفادها ، أننا سلطة أمر واقع ، أتينا من خلال البندقية والقوة ، ولا تستطيعون إزاحتنا والضغط علينا كي نقبلكم كشركاء لنا ، ولاحل أمامكم إلا الرضوخ إلينا .

أما إطلاق مظلوم عبدي لمبادرة توحيد الصف الكوردي ، فقد جاءت بعد سلسلة من الهزائم والإنكسارات وفقدان سلطتهم في مناطق كثيرة كعفرين وكرى سبي وسره كانية وغيرها من المناطق ، وذلك لتنفيس الإحتقان الشعبي الكوردي وللتخفيف من نقمة الشارع الكوردي عليهم ، وكانت مجرد فقاعة إعلامية لإسكات الشارع الكوردي وإيهامهم بأنهم سيعملون على تدارك الفشل والأخطاء وإصلاحها ، فكانت مجرد مراوغة سياسية لتحميل المجلس الوطني جانبًا من المسؤولية عن الكوارث التي أحدثوها .

وبمعنى آخر ، وكأن لسان حال الإدارة الذاتية يقول للمجلس ، نحن نقبل أن تتشاركوا معنا في الفشل والكوارث وأن تكون شركائنا فيها ، أما الشراكة من أجل الإدارة وبناء مستقبل واعد للكورد ، فلا تحلموا بهذا ، وهذا منطق القوة وليس قوة المنطق ، وإلا فما معنى أن يرسلوا رجل عسكري ليتفاوض مع جسم سياسي كالمجلس الوطني الكوردي ، مع أن مظلوم عبدي مجرد أراكوز ، يحركه القنديليون كما يشاؤون !

فللسياسة أهلها ولهم ميادينهم ، وللعسكر أهلها ولهم ميادينهم ، فما بالُ العسكر والسياسة ؟

لماذا لم يخرج وزير داخلية الإدارة الذاتية ( كنعان بركات ) أو القائد العام لقوات الآسايش في الإدارة الذاتية ( جوان إبراهيم ) كي يتحدثا بشأن مصير المعتقلين السياسيين الكورد علمًا أن هذه الأمور تقع ضمن صلاحياتهما ، ولماذا تم تجاوز صلاحيات هذين الرجلين وتم تكليف مظلوم عبدي القائد العام لقوات قسد ليتحدث عن مصير المعتقلين الكورد !
أليس هذا دليل على أن كروت جميع هؤلاء إحترقت ولم يبقى عندهم سوى كرت مظلوم عبدي ؟

مقالات ذات صلة

USA