دعت غرفة العدل الدولية “غرنيكا 37” المختصة بالقانون والعدالة الدولية, دولة الإمارات العربية المتحدة إلى احترام التزاماتها بموجب المعاهدات الدولية، وعدم السماح باستخدام أراضيها كملاذٍ آمنٍ للأشخاص المتهمين بدعم أبشع الجرائم التي عرفها البشر، في إشارة إلى وجود “رامي مخلوف” على أراضيها رغمَ أنّه خاضعٌ لعقوبات أمريكية وأوروبية.
وأصدرت “غرينكا 37” بياناً قالت فيه إنّ رامي مخلوف ابن خال رأس نظام الأسد موجودٌ في دولة الإمارات، وإنّها تنتظر إجراءات قانونية ضدّ مخلوف وشركاته.
وأوضح البيان أنّ مخلوف نشرَ علانية مقطعي فيديو مسجّلين قال فيهما “هل كان يتوقّع شخصٌ ما أنْ تستهدفَ الأجهزة الأمنية شركاتِ رامي مخلوف، الذي كان أكبرَ مؤيدٍ لها، وخادمها الرئيسي، وأكبرَ راعٍ لها خلال الحرب”.
واعتبر البيان هذا التصريح اعترافاً واضحاً بدعم قطاع استخبارات وأمن الدولة في نظام الأسد، وهو قطاع مسؤول عن قائمة جرائمَ حربٍ وجرائمَ ضدّ الإنسانية، بما فيها التعذيب المنهجي والإعدام الجماعي للمدنيين.
وأشار البيان إلى أنّ المحاكمة الأخيرة في ألمانيا تبيّن أنّ عجلات العدالة الدولية بدأت أخيراً في الدوران وأنّ الأشخاص الذين كانوا جزءاً من آلة وحشية دمّرت الأيديولوجية الديمقراطية لشعب بأكمله سيواجهون العدالة.
وأوضح البيان أنّ “غيرنيكا 37” ستدرس مع شركائها السوريين والدوليين الإجراءَ القانوني الأنسبَ ضدّ رامي مخلوف وشركاته, بصفته داعماً ومحرّضاً لجرائمِ نظام الأسد بحقّ السوريين.
وأشار بيان “غرنيكا 37” إلى أنّ “رامي مخلوف” هو جزء من مشروع إجرامي مشترك يرأسه بشار الأسد، ويتمُّ تنفيذُه من قِبل شبكة من المؤيدين داخلَ فروعِ مخابرات نظام الأسد, موجودٌ حالياً في الإمارات العربية المتحدة على الرغم من عقوبات وزارة الخزانة الأمريكية والاتحاد الأوروبي على تفشّي الفساد العام على نطاق مذهلٍ حقاً وتمويلُه التدمير الوحشي للثورة المؤيدة للديمقراطية منذ عام 2011.
ويوم أمس ظهر مخلوف في تسجيل جديد قال فيه إنّ الأجهزة الأمنية التابعة لنظام الأسد بدأت باعتقال موظفين بشركاته المختلفة، معتبراً ذلك زيادة في الضغط عليه لدفعِ ضرائب تصل لـ 130 مليار ليرة يطالبه بها نظام الأسد.
وكان مخلوف قد ظهر في تسجيل فيديو سابق انتقدَ فيه نظام الأسد, وناشدَ ابن خاله بشار الأسد لتخفيف الضغوط عنه وعن شركته، مشيراً إلى أنّها غيرُ عادلة، مذكّراً بأنّه كان من أكبر ممولي حملات نظام الأسد الأمنية ضدّ الشعب السوري.
ومنظمة “غرنيكا 37 -Guernica37” هي منظمة دولية متخصّصة بالتقاضي وإنفاذ حماية حقوق الإنسان الأساسية، وفقَ المعايير الجنائية الدولية، وتضمّ المنظمة فريقاً متنوعاً من المحامين المحنكين من أوروبا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية، وكلّهم يتمتعون بخبرة مهنية طويلة وثابتة وذات صلة ببناء إستراتيجيات المساءلة القانونية حول العالم.
وأخذت المنظمة اسمها من لوحة جدارية رسمها الفنان العالمي “بيكاسو” مستوحياً موضوعَها من قصف مدينة “غرنيكا” الإسبانية من قِبل طائرات حربية ألمانية وإيطالية في 26 نيسان 1937 بغرض الترويع خلال الحرب الأهلية الإسبانية.