• الأربعاء , 27 نوفمبر 2024

لماذا أغفلت “هيومن رايتس ووتش” علاقة قسد بضحايا الهوتة؟

 تلفزيون سوريا ـ خاص

نشرت منظمة “هيومن رايتس ووتش” يوم الإثنين تحقيقاً مطولاً عن حفرة “الهوتة” شمال الرقة، والتي استخدمها تنظيم الدولة كقبر جماعي لضحاياه، وطالبت المنظمة بإجراء تحقيق شامل، حول هوية الجثث الملقاة في الحفرة.

واستند التحقيق إلى زيارة فريق المنظمة في أيلول عام 2018، إلى المنطقة برفقة عناصر الأسايش التابعين لقسد، حيث استخدمت المنظمة طائرات مسيرة “درون” لتصوير قاع الحفرة والحصول على معلومات عما تخفيه.

وذكر معدو التحقيق أنهم وجدوا يوم التصوير ست جثث تطفو وظهرها للأعلى في مواقع مختلفة. وبحسب ستيفان شميت، خبير الطب الشرعي الذي فحص صور الجثث لاحقاً، فإن حالة التحلل تشير إلى أن الجثث ألقيت في الحفرة قبل أسابيع قليلة من زيارة المنظمة.
ويضيف التحقيق أن “الجثث ألقيت بعد مرور أكثر من ثلاث سنوات على مغادرة تنظيم الدولة المنطقة، ما أثار مجموعة من الأسئلة حول من هم هؤلاء الناس، وكيف ماتوا، ومن ألقى بجثثهم في الحفرة؟”.

واكتفى الفريق بسؤال مرافقيهم من “الأسايش” الذين قالوا إن الجثث قد تعود لـ “عمليات القتل الانتقامية بين السكان المحليين”.

وتابع تقرير المنظمة “لم نتمكن من الحصول على أي معلومات إضافية حول هؤلاء الأشخاص، وما تزال ظروف وفاتهم مجهولة”.

جثث حديثة

وبينما أسهب التقرير في وصف حيثيات استخدام تنظيم الدولة وفصائل أخرى للحفرة، أغفل مدة سيطرة “قسد” على المنطقة، وقصة الجثث الست، التي ألقيت في فترة لم يحدث فيها أي اقتتال عشائري أسفر عن 6 قتلى أو أكثر، بحسب ادعاء عناصر “الأسايش”.
سيطرت قوات سورية الديمقراطية، (قسد) على مدينة تل أبيض، ومنطقة سلوك منتصف حزيران 2015. وبعد أن هدأت المنطقة من المعارك واستقرت الأمور بصورة نسبية، وكان المتوقع أن يتمَّ ملاحقة وكشف جرائم تنظيم الدولة، في وادي الهوتة، من قبل منظمات دولية وأممية، على أوسع نطاق.
ولكن المنطقة لم تشهد أي اهتمام من المنظمات الدولية باستثناء زيارة هيومان رايتس ووتش التي استغرقت أكثر من عام ونصف العام، لتسليط الضوء على حفرة الهوتة، أي بعد خروج قسد من المنطقة، وسيطرة الجيش الوطني بدعم من تركيا عليها.

رواية مختلفة

في فترة سيطرة قسد بوقت قصير تمكنت مجموعة من نشطاء الرقة، من زيارة وادي الهوتة والاستفسار من أهالي المنطقة إن كانوا على معرفة بما كان يقوم به التنظيم حين كان يسيطر على المنطقة وكامل الأرياف المحيطة، وهل يعلمون بمصير المختطفين والمغيبين؟ لتكون المفاجأة بأن الحديث عن الهوتة، قد يكلفهم حياتهم بعد أن تم استخدامها من قبل “قسد”، عقب تنفيذ إعدامات جديدة بحق المعتقلين والمخطوفين من قبلها، وبنفس أسلوب تنظيم الدولة.
وبحسب الناشطين الذين زودوا موقع تلفزيون سوريا بتفاصيل جمعوها من سكان المنطقة، فــإن سيارات يقودها مقنعون كانت تأتي إلى الهوتة محملة ببعض المعتقلين، وهم معصوبو الأعين، ويتم رميهم أحياء في نفس الحفرة وبنفس طريقة تنظيم الدولة.

وقال (ع – ع) ـ وهو من أهالي المنطقة ـ بيتي يطل على الهوتة حيث أصبح الأمر شبه يومي، فهم يأتون (يعني المقنعين)، ومعهم بعض المعتقلين، ويتم رميهم أحياء في آخر مرة رأيتهم؛ جاءت سيارة “بيك آب” و”فان”، وأنزل منه شاب وشابة وتم ضربهم وشتمهم، ومن ثم قاموا برميهم أحياء في الهوتة.
الكثير ممن يقطنون المنطقة، أكدوا للناشطين حقيقة ما قام به عناصر قسد، وأضاف أحد أهالي المنطقة (م – ج) قائلاً: منذ أيام وعند منتصف اليوم، جاءت عدة سيارات تابعة لقسد، ورموا مجموعة من الشبان ومعهم امرأتان. 

تشير الخرائط الجيولوجية والنموذج الطبوغرافي ثلاثي الأبعاد للهوتة الذي أعدته “هيومن رايتس ووتش” إلى أن الحفرة أعمق مما كانت الطائرة قادرة على رؤيته، لذلك من المرجح وجود المزيد من الرفات البشرية تحت سطح المياه.
وقالت هيومن رايتس ووتش إن على تركيا والجيش الوطني السوري التعامل مع الهوتة والمقابر الجماعية الأخرى في المنطقة على أنها مواقع حدثت فيها جرائم وتأمينها لتجنب إتلاف الأدلة المحتملة.
 وأضافت “عليهم التأكد من خلو الهوتة من الألغام الأرضية والذخائر غير المنفجرة حتى يتمكن خبراء الطب الشرعي من النزول إلى الحفرة، وتحديد مكان الجثث ونقلها، والبدء في العمل المضني المتمثل بتحديد هوية أصحابها”.

المصدر: موقع سوريا

مقالات ذات صلة

USA