*هز بيروت اليوم انفجار كبير لم نشهد مثله بهذه القوة إلا يوم اغتيال الرئيس رفيق الحريري (٢٠٠٥)، حيث سمع على بعد ٧٠ كلم من موقعه، بل أعلنت قبرص أن الانفجار سمع على أراضيها. وشوهد الدخان من الحدود اللبنانية السورية، أي على بعد ٨٠ كلم وسط الجبال.مكان الانفجار كان أكثر موقع حيوي في لبنان، وهو مرفأ بيروت، شريان الحياة فيه، إذ أن حدوده البرية كلها مقفلة مع سورية وفلسطين المحتلة، وليس له سوى البحر لاستيراد حاجاته.قوة الانفجار أدت لتدمير الزجاج في معظم مدينة بيروت وتدمير أحياء حول المرفأ نفسه.نتوقع أن تكون الخسائر المادية أكثر من كارثة على البلد، وأكبر من المتوقع .. ذهب المرفأ بكامله .. من أهم ما تضرر فيه اهراءات القمح التي فيها احتياطي القمح الاستراتيجي التي اختفت، وانهارت ايضا، وانفجرت خزانات الوقود، وجميع هنغارات المواد الصناعية والغذائية، مما سيعني أزمة جوع ونقص بالطحين والوقود وهي أصلاً قليلة ونادرة، ونتوقع أن يكون هذا استكمالا لنحر ما تبقى من لبنان المنهار . كما تدمرت شركة الكهرباء الرئيسة القريبة بشكل كبير، ولبنان يعاني أصلا من انقطاع كبير بالكهرباء .. وتضررت معظم محلات الوسط التجاري عصب الاقتصاد ببيروت، فضلا عن خسائر كبيرة في أكبر مستشفيات العاصمة، وهي الجامعة الأميركية واوتيل ديو ومستشفى الروم. كما تضرر عدد كبير من المساجد والكنائس التاريخية والأثرية، فضلا عن مسجد محمد الأمين أكبر مسجد في لبنان، الذي يقع على مسافة تزيد عن ٤ كيلومترات عن مكان الانفجار.حتى الآن تم نقل ٥٠٠ جريح إلى المستشفيات وعدد غير محدد من الجثث. وهناك آلاف الأبنية والسيارات المتضررة. بينما لم تستطع فرق الإنقاذ الوصول إلى مكان الانفجار، حيث هناك عشرات الجثث أو المفقودين حتى الآن والانقاض ضخمة جدا .. واستطيع القول إن مرفأ بيروت قد أصابه زلزال أو كارثة ضخمة، ولن يعاود عمله قبل ستة أشهر على أقل تقدير.محافظ بيروت أعلنها مدينة منكوبة، وتحدث عن فقدان فريق إطفاء بالكامل.أمًا عن سبب الانفجار فالأنباء متضاربة، ولكن الحكومة اللبنانية تحدثت عن انفجار مخزن كبير لمفرقعات المناسبات والأعراس.وقالت جهات امنية إن مخزنا للمواد الكيماوية هو الذي انفجر، في حين صرح أمنيون أن مادة سي ٤ كانت موجودة في المخزن لأغراض غير عسكرية انفجرت، لكن كثيرون يقولون ان المخزن كان يحوي أسلحة لحزب الله، وأن استهدافا اسرائيليا حدث له ولكن لا مؤشرات واضحة على ذلك.