المدن
تفاعلت قضية الاغتيالات التي طالت شيوخ عشائر ووجهاء من المكون العربي في المناطق التي تسيطر عليها “الإدارة الذاتية الكردية” شمال شرق سوريا، مع إصدار جهات عديدة بيانات اتهمت قوات سوريا الديموقراطية “قسد” بالمسؤولية عن هذه الحوادث التي اعتبرت ممنهجة، وطالبت بوضع حد لها.فبعد البيان شديد اللهجة الذي صدر الأربعاء، وتبناه وجهاء في قبيلة “العكيدات”، التي قُتل اثنان من مشايخها في مناطق سيطرة “قسد” مؤخراً، بينما تعرض شيخ القبيلة لمحاولة اغتيال في ريف دير الزور الشرقي قبل أسبوع، اعتبر “التحالف العربي الديموقراطي في الجزيرة والفرات” أن ما حصل يؤكد على خطورة الموقف في المنطقة بسبب سياسات “قسد” الموجهة من قبل حزب “العمال” الكردستاني.وقال التحالف في بيان الجمعة، إن “عمليات الاغتيال لا تطال الشخصيات والوجهاء والشيوخ فحسب، بل تتمادى إلى اغتيال الإنسان العربي في الجزيرة والفرات، واستهداف هويته واجتثاث وجوده”، محملاً قوات “قسد” المسؤولية عنها. وطالب البيان “التحالف الدولي بإعادة النظر بسياساته وإتاحة المجال للأغلبية العربية في الجزيرة والفرات بمسيحييها ومسلميها، للإمساك بزمام الأمور والقيام بدورهم الطبيعي في إدارة شؤونهم بأنفسهم، إلى جانب شركائهم من باقي المكوّنات، عرباً وسريان وكرداً وتركمان، من المؤمنين بسوريا وطناً للجميع”.وكان ناشطون وفعاليات اجتماعية من ريف دير الزور الشرقي قد اتهموا في بيان لهم “قسد” بارتكاب انتهاكات ضد السكان العرب في المنطقة خلال المرحلة الثانية من حملة “ردع الإرهاب” التي أطلقتها بحجة ملاحقة خلايا تنظيم “داعش”، وأكدوا أن الهدف الحقيقي من هذه الحملة كان ملاحقة المعارضين لسياسات “قسد” ومنظمي المظاهرات التي تخرج ضدها شرق الفرات.بالمقابل تتهم الإدارة الذاتية الكردية النظام وتنظيم “داعش” باستغلال ما تصفها بالأخطاء لإحداث فتنة في المناطق الخاضعة لسيطرتها.لكن بيان “التحالف العربي الديموقراطي” أكد على أحقية السكان في رفض الانتهاكات التي تطالهم، وحذّر في الوقت نفسه المحتجين من السماح لأي طرف باستغلال حراكهم، مشدّداً على أن “استمرار الضغط على ملايين العرب في المحافظات الثلاث، الحسكة، دير الزور والرقة سيحدث زلزالاً لن يكون من السهل احتواؤه، خاصة مع تصاعد مظاهر الاحتجاج والرفض لسياسات الميليشيات العنصرية من قبل أهالي المنطقة”.يُذكر أن المئات من الشخصيات السياسية والاجتماعية من منطقتي الجزيرة والفرات شمال شرق سوريا، بالإضافة إلى معارضين سوريين قد أطلقوا في في 23 حزيران/يونيو الماضي “التحالف العربي الديموقراطي في الجزيرة والفرات”، الأمر الذي أثار حفيظة القوى السياسية الكردية التي اعتبرت أنه موجه ضد الحوار الكردي-الكردي في سوريا، والذي ترعاه الولايات المتحدة.