ليفانت- سميح عبد اللهقال أحد المقربين من حاشية القصر الجمهوري، أن تمثيلية هبوط ضغط الأسد خلال خطابه بأعضاء مجلس الشعب الصوري؛ صناعة روسية، تلحقها خطوات أخرى تتعلق بصحة رأس النظام، وصولاً لتنحيه عن السلطة، وتركها لزوجته “الأخرس” بعد أن تنتهي من تقسيم التركة الاقتصادية والمالية الكبيرة، وتستولي على ما تبقى من ثروات مع شركائها الروس.اقرأ المزيد: العقوبات على أسماء الأسد..والعمليات الخيرية “الفاسدة”الرجل الذي يرتبط مع مكتب الأخرس بعلاقات اقتصادية، تصل إلى الولايات المتحدة وفنزويلا، أضاف في حديث طويل عن تشعبات ترتيب البيت الداخلي لعائلة الأسد، بالقول: “إن العقدة الصعبة لتقبل السوريين لأسماء الأخرس كرئيس للبلاد مكان زوجها، الذي لا يحظى بأي قبول داخلي وخارجي، خاصة بعد فضائح الفساد المتعلّقة برامي مخلوف، الشريك الأساسي والداعم المالي للعائلة، وما أفرزته هذه القضية من استيلاء الأخرس على غالبية الشركات والحصص، ما جعلها الأقوى نفوذاً، وهذا ليس مفاجئاً طالما أن الروس هم الذين سهلوا مهمتها، ولكن ذلك لا يعطيها صك غفران للسوريين على اختلاف مذاهبهم طالما أن الخزينة المنهوبة لم تملأ، والجوع يأكل قلوب الموالين الذين انتظروا سنوات قبل أن يفكروا بأن من يموتون من أجلهم كل يوم، هم السبب الأول بجوعهم وذلهم”.وتابع الرجل سرد السيناريو الروسي: “إن خطة خروج الأسد من الحكم عن طريق المرض، تحظى بقبول أمريكي أيضاً، خاصة أن مصالح الأخيرة محفوظة ولا مساس بها على المدى القريب، حيث ترغب الإدارة الأمريكية بالخلاص من ملف يستنزف الكثير من الوقت، والتفرغ تماماً للسيناريو الليبي، وتحركات تركيا في العراق والمتوسط، وهذا لن يتم إلا بعودة اللجنة الدستورية نشاطاتها قريباً دون عرقلة، حتى لو كان السوريون غير موافقين على الحلول التي تطبخ دولياً”.وتطرّق الرجل إلى مواضيع معلّقة أخرى مثل وضع ماهر الأسد وأتباعه، ووضع الجيش، والفروع الأمنية التي ترتبط مع دول أخرى؛ وخاصة إيران. مؤكداً أن لا خلافات حول حصص مالية لشقيق الرئيس، لكن ليس له دور في مستقبل البلد، وأن خطة أسماء وبشار، فيما يبدو، تقضي بمحاولة التأسيس لابنهما حافظ على حساب عمه المدعوم من إيران، حتى لو كان الوقت لذلك طويل جداً، ففكرة الرحيل إلى روسيا بالنسبة لهما لا زالت بعيدة وغير محببة، طالما أنه هناك مجال -ولو ضيق – للبقاء في الحكم.اقرأ المزيد: أسماء الأسد.. الديكتاتوريّة الناعمة في أقبح صورهاوختم الرجل حديثه بالقول: “إن علاقات الأخرس المالية والتجارية مع أوروبا وروسيا والأمريكيتين، تحقق لها موطئ قدم ثابتة في سوريا، بفضل هذه التجارة والأموال، وتجعلها المخلّصة بنظر السوريين الذين لم يهاجروا أو يموتوا، إلا في حال حصل أمر مفاجئ في الجيش، الذي لم يعد عناصره وضباطه يحتملون هذه المهزلة المستمرة منذ عشر سنوات”.فيما ذهب أحد المعارضين في الداخل إلى القول: “رؤيتي الشخصية لما حصل في خطاب بشار الأسد، أمام مجلسه ربما تكون شاذة عن أغلب التوقعات، فالبعض أعاد الأمر إلى تمثيلية الغاية منها كسب تعاطف الحاضنة، كما فعلت زوجه بقصة سرطان الثدي، أو كما دأبت أجهزته على إطلاق إشاعات عن مرضه أو محاولة اغتياله، لكن بما أن الكلمة مسجّلة، كان يمكن عمل مونتاج بسيط على الحادثة، (ولا من شاف ولا من دري)”.وختم بالقول: “أعود إلى رأيي الذي يتلخص، بأن ما حصل هو مقدمة وتحضير لإعلان تنحية الأسد عن السلطة طوعياً، بأوامر روسية -أمريكية عندما تحين ساعة التنفيذ”.